كبيرة في السن .. الشيب في رأسها .. وبها إعاقة .. من أصول أفريقية ..
ولكنها فرنسية .. تدرس معنا اللغة ، جميع الذكور يهتمون بالجميلات في القاعة ..؟! كانت لطيفة ..
كان البعض يحضر وردة ويهديها زميلته التي بجواره .. فيصفق الحضور لهذه الرقة .. واللفتة الجميلة!!
كلمتُ الفصل عن عظم الإسلام .. والمساواة فيه قبل اسبوع ..
فقررت أن أحضر هدية أعطتنيها زوجتي .. لتكون بمجال دعوي ، عبارة عن عقد من الأحجار الكريمة ..
وإسوارة وحلق أذان وهي غالية .. لا تقل عن ٣ الآف ريال سعودي ..
وضعتها بصندوق جميل .. ولففتها بغلاف ، ومن الغد وضعتها على الطاولة .. فسأل الاستاذ .. يا عصام ما هذه ؟ ولمن؟
قلت هدية..!! قال : واضح .. وواضح من الغلاف الوردي أنها لفتاة..!! قلت نعم ، قال في الصف؟
قلت نعم ..! بدأ الفصل يموج ويتحدث لمن الهدية ..؟!! بل والله البعض من الفتيات يتزينّ وينظرن لبعض .. يمنين أنفسهن بها ..
والله ما رفعت المرأة الفرنسية رأسها .. لكبر سنها ولأنها سوداء البشرة ..
وقد حفرت الأيام في تقاسيم وجهها وليأسها من الأمر..!!
انتهت الحصة واشرأبت أعناق الطلاب وما تحركوا للخروج كالعادة ..!!؟
وما رفعت المرأة العجوز رأسها .. والله وأنا ألمحها..!! أخذتُ .. الهدية تقدمت إلى منتصف الصف ..
وتكلمت .. وقلت : إن هذه الهدية البسيطة لأروع من في الصف .. والتي اعتبرها في نفسي شيء كبير..!!
والطلاب والطالبات ينتظرون المفاجأة..!! وقلت هي للعزيزة "دينيس" ..!!
صُدمَت حينما قدمتها لها ..!! صفق الفصل بكت المرأة ..!!؟ ارتجفت ولم تستطع الكلام .. قلت : لا باس .. افتحيها ..
ورأت الأحجار تتلألأ .. لم تصدق .. انبهرن الفتيات .. كان درس رقيق وقاسي .. يمثل عظم ديننا وبساطته ..
وأنه لا ينظر للأشكال .. والأعمار .. أو الجميل .. ويُترك القبيح ..!!
هل انتهى الامر إلى هنا !؟ .. لا والله .. المفاجأة بعد انتهاء اليوم الدراسي .. أتت لي المرأة وقالت: أشكرك من أعماق قلبي ..
لقد فعلت بي .. ما لم أتوقع .. وسأخبرك بسر وقرار..!!
قلت : ما هما ؟ قالت : السر أني كنت مسلمة .. وتنصرت في افريقيا .. وأُخذت لفرنسا ..
وتركت الإسلام .. وانخرطت مع الكفار في كل شيء! وكان اسمي عائشة ..!! وليس دينيس .. والقرار أني سأرجع لديني!!!
هنا .. ردت لي الصاع صاعين ..!! وانا من بكيت ..!! لعظم الإسلام ..!! لم تحركنِ نخوة ولا قيمة خاصة .. إلا الاسلام .
فقرّرَت هذه المرأة العودة لدين الله ، سبحانك ربي .. ما اعظم دينك ، أصبحت لا أناديها في الفصل .. إلا أختي دينيس ..
وأشتري لها الشاي والقهوة في كل استراحة!
لم تقف القصة هنا .. فقد تأثر برازيلي لم يسلم ، لكنه قال : دينكم عظيم .. يقول: لي وعينيه والله تدمعان لأنه تأثر بشدة .. بموقفي من دينيس .
يقول : كنت أنتظر .. أن تعطي الهدية أجمل فتاة وتفاجأت بتصرفك ..
وكيف أدخلت السرور عليها .. وتغيرت نفسيتها كثيرا بعد أن كانت صامته ..!! لا تختلط بأحد لشعورها بالدونية ..!!
هدية فعلت الأعاجيب .. لم أحدثها يوما عن الاسلام مباشرة .. فقط تصرف إسلامي عظيم ..
وعدم ازدراء أعادها لتقرر .. أن تتبع الاسلام.
نستطيع بالأخلاق السيطرة على القلوب.
مواقع النشر (المفضلة)