- للمرأة السعودية دورٌ عظيمٌ إن ابتعد عنها المتربصون
- لا أهلاً ولا مرحباً بعرّابي الثقافة المستوردة ومُحاربي ثوابت المجتمع
- ظلموني كثيراً.. كثيراً.. ولكن عند الله تجتمع الخصوم
- على مكافحة الفساد إن كانت جادة أن تغسل الدرج من الأعلى
- أريد أن أعرف.. هل استقال الأمير نواف بن فيصل فعلاً؟
- ما يوجد لدينا هو استعمارٌ وليس استثماراً أجنبياً
- في التربية والتعليم الفجوة هائلة بين الوزارة والميدان!
- يريدون طمس خصوصيتنا والسخرية منها بمناسبة ودون
- لا يضرني تحولي من القيادة للانقياد طالما تتوافق خطواتي مع الجمهور
- دفع المرأة إلى الاستقلالية ينتج عنه كائنٌ هَشٌ ضعيف
- ما المانع من دعوة الصحفيين والكُتاب لجولات سياحية "مدفوعة الثمن"؟
- أتحدّى كاتباً سعودياً واحداً لم يدخل قائمة المدّاحين
- ماجد عبد الله قدوة رياضية ويستحق أن يكون في المناهج الدراسية
- لا يهم رحيل الرؤساء العرب المستبدين طالما لم ترحل أفكارهم
شقران الرشيدي- سبق- الرياض: عندما غرّد الكاتب صالح الشيحي، في "تويتر" يناير الماضي، قائلاً إن ما حدث على هامش ملتقى المثقفين السعوديين الأخير كان "خزياً وعاراً على الثقافة".. وإنه آمن أن مشروع التنوير الثقافي المزعوم في السعودية يدور حول المرأة"؛ أحدث ما يشبه الزلزال الكبير الذي ضرب بتداعياته المختلفة وسط الساحة الثقافية وهزّ أركانها، وكان من نتيجة هذا الموقف أن هاجموه، واتهموه بالتناقض والردّة الفكرية والبحث عن رضا بعض الأطراف والتكسُّب منهم.
الآن وبعد مُضي كل هذه المدة لا يزال الشيحي عند موقفه , مؤكداً أنه بتغريدته تلك هدم أبنيةً هشةً كثيرة، وكانت بمنزلة مرحلة مفصلية رغم أنف الكارهين.. وأن الخسائر الدنيوية لا تعنيه.
حول مواقفه من قضايا الثقافة والمثقفين، ومعاناة الكتابة اليومية، ووضع المرأة السعودية، ومكافحة الفساد، والإصلاح الإداري، والاستثمار الأجنبي.. وظلم الكثيرين له.. يدور حوار "سبق" مع الكاتب "المشاكس" صالح الشيحي.. فإلى تفاصيله:
* حينما تمطر السماء أيهما أشد سعادة.. الغيمة التي "روت" أم الأرض التي "ارتوت"؟
- ربما هي النار التي تنتظر الحطب!
* ألا تزال عاشق السير على الخطوط المتأرجحة؛ أم أنك تغيّرت؟
- الإنسان الذي لا تغيره التجارب إنسانٌ جامد، لا حياة ولا خير فيه.. الأهم أن يكون التغيُّر نحو الأفضل.. أما الخطوط المتأرجحة فقد أصبح الكثير في زمن (تويتر) يستطيع السير عليها!
* عند "الملمات" الكبيرة يلجأ أغلب كُتابنا للمنطقة الرمادية؛ فمتى نراهم باللونين "الأبيض" أو "الأسود"؟
- ليست هذه المشكلة الوحيدة.. المشكلة الأهم أن هناك مَن يعيش طول عمره في المناطق الرمادية.. هناك قضايا تستلزم أن يكون للكُتّاب رأيٌّ واضحٌ صريحٌ دون مواربة، لكنهم يراوغون ويحتمون بالمناطق الرمادية، لغاية عدم إغضاب الجمهور أو المتابعين!
* بعض الكُتاب، يكتب في مقالاته "حدثني الأمير، كلمني المسئول، هاتفني الوزير، قال لي وكيل الوزارة..إلخ"، لماذا يلجؤون إلى مثل هذا العبارات "الاستفزازية"، أليس المطلوب مواجهة المسئول وعدم "تضبيط" العلاقة معه؟
- حينما يتصل المسئول بالكاتب ويوضح له الحقيقة، ماذا تريد من الكاتب أن يقول في اليوم التالي.. هل تريد أن يقول: رأيت الحقيقة في منامي! "ما لكم كيف تحكمون".
* ما أبرز خسائر "سخونة" مقالاتك؟
- الخسائر الدنيوية واردة ولا شك وهذا شأن كثير من الذين يتقاطعون في كتاباتهم مع الشأن العام، لكن حينما تجتهد وتراعي الله - عزّ وجلّ - وتسعى لرضاه فأي شيء أعظم من ذلك مكسباً .. مَن ربح الله فماذا خسر.. ومَن خسر الله فماذا ربح.
* لماذا يردّد البعض أنك تحوّلت من دورك القيادي إلى الانقيادي؟
- الحكمة ضالة المؤمن.. ولا يضير الإنسان شيئاً حينما تتوافق خطواته مع الجمهور أحياناً طالما أنه يسير في الطريق الصحيح.
* قال أحدهم عندما أسمع بكلمة "ثقافة" أغسل أذني سبع مرات إحداها بالتراب. ما شعورك حينما تذكر كلمة "الثقافة" أمامك؟
- الثقافة الحقيقية ترتكز على الوعي والسلوك في الوقت ذاته، حينما يستشعر المثقف ذلك يصبح مثقفاً حقيقياً يمثل ضمير مجتمعه.. أما الثقافة المستوردة المشوّهة التي تريد أن تصيب المجتمع في صميم ثوابته وأخلاقه ومعتقداته، فلا أهلاً ولا مرحباً بها، ولا بدُعاتِها وعرَّابِيها.
* الملتقيات الثقافية المحلية.. ضع لها عنوانا رئيساً من عندك؟
- بعضها وليس كلها يستحق أن نطلق عليه "حط بالخِرج"! لكن دعنا كي نكون موضوعيين أن نقول هناك ملتقيات ذات قيمة ثقافية حقيقية.
* "فتش عن المرأة دائماً" مثل فرنسي شهير .. فهل كل ما له علاقة بالمتاعب تصبح المرأة جزءاً منه؟
- غير صحيح.. نحن الذين نجعل من المرأة مصدر اعتزاز وفخر.. ونحن الذين نجعل منها - إن أردنا - مصدراً للمتاعب.. صدقني سيكون للمرأة دورٌ عظيمٌ، لكن بشرط أن يبتعد عنها هؤلاء الذين يتربصون بها ويريدون أن يحققوا بوساطتها بعض المكاسب وهؤلاء نعرفهم جيداً.
* حسناً.. هل المرأة السعودية المثقفة كائنٌ بغيره أم كائنٌ بذاته؟
- دعنا ننظر للمرأة بشكلٍ عام دون محدّدات، سنجد أن هذه مسالة جدلية يحدّد معالمها ويفصل فيها فهمنا الواضح لمفهوم "القوامة" في الدين الإسلامي.. ربنا يقول في القرآن الكريم "الرجال قَوَّامُونَ على النساء".. إن كانت القوامة تعني حفظ المرأة وصيانتها والإنفاق عليها وحمايتها وتعزيز ثقتها بنفسها، وهي ما أعتقده وأؤمن به ولا شك، فإن ذلك هو الذي سيُفضي لأن تكون المرأة كائناً بذاتها مستمدة ثقتها من ثقة غيرها بها.. أما دفع المرأة إلى الاستقلالية دون وضوحٍ في الرؤية بحجج المساواة الواهية التي يرفضها الدين والعقل والمنطق، فذلك حتما سينتج لنا كائناً هشاً ضعيفاً لا يُعتمَد عليه.
* ما الفرق الجوهري بين "صالح الشيحي" قبل ملتقى المثقفين السعوديين الأخير، وبعده، وماذا اختلف فيه وحوله؟
- أتمنى أن تعكس السؤال كي نكشف للناس كذبة أدب الاختلاف، ومزاعم حرية الرأي.. فما حدث خلال شهر يناير كان زلزالاً ضخماً هدم أبنية هشة كثيرة.. كانت مرحلة مفصلية بفضل الله وقوته رغم أنف الكارهين!
* عندما زارك مشايخ مهم الشيخ الدكتور سعد البريك في منزلك برفحاء بعد تغريدتك عن ملتقى المثقفين.. ماذا دار بينكم؟
- "فنجال وعلوم رجال"!
* مَن هم الذين نشروا "جنون الارتياب" في مفاصل المجتمع؟
- ليس هناك ارتيابٌ.. هناك حذرٌ مبرّرٌ ومطلوبٌ؛ مَن خاف أدلج، ومَن أدلج بلغ المنزل.. نحن مستهدفون والذي يقول بغير ذلك واحد من اثنين إما جاهلٌ أحمق لا يعلم ما الذي يدور حوله، أو خائنٌ مندس.
* دعوة الصحفيين والكُتاب من قِبل بعض الجهات والمؤسسات للقيام بجولات سياحية "مدفوعة الثمن"، هل هي نوعٌ من "التعاون المثمر" بين الصحافة والقطاعات الأخرى؟
- هذا تقليدٌ موجودٌ لدى أغلب المؤسسات في العالم.. والسعودية ليست استثناءً.. "أرامكو" مثلاً من أكثر مؤسسات الدولة التي وجهت الدعوة للكُتاب.. هناك وزارة الإعلام التي تنقل المثقفين في زوايا العالم.. الحرس الوطني ممثلاً في مهرجان الجنادرية.. الجامعات أيضاً.. كما قلت لك هذا تقليدٌ مؤسساتي من أجل الاستفادة من المشاهير.. وقد شاهدت أغلب الكُتّاب في مناسبات عامة ثقافية وعلمية ومهرجانات ومؤتمرات وغيرها.. هل تعتقد أن الدعوة وجهت لهؤلاء لأجل سواد عيونهم!
* قائمة "المدّاحين" السعوديين تشمل ماذا؟
- إن كنت تقصد الكُتاب السعوديين، فلا تسعفني ذاكرتي بكاتبٍ سعودي واحد لم يمتدح يوماً ما.. بعضهم يمتدح نفسه.. وإن كنت تعرف كاتباً لم يجد المديح إلى مقالاته سبيلاً، فهاته لي.. الثناء والإشادة والمدح بحد ذاتها ليست عيباً، العيب أن ينالها مَن لا يستحقها.. ربنا - عزّ وجلّ - يمتدح نبيه في القرآن الكريم.. من الموضوعية يا شقران أن تثني على المتميزين كما تنتقد المقصرين.
* في عمودك اليومي النحيل تتعاطف كثيراً مع الفقراء، وتقدر الأغنياء ولا تستجدي العطايا.. هل لديك مبدأٌ معينٌ أو رسالة؟
- لا شأن لي بغيري، فأنا مؤمنٌ بقوله تعالى: "وفي السماء رزقكم وما توعدون".
* إلى أي مدى أُشعرك بالإطراء؛ إن امتدحت قلمك، وحضورك، ورأيك.. وأيضاً زهدك في العطاءات الإبداعية الأخرى"؟
- أشكرك على حُسن ظنك، لكنك لا تشعرني بالإطراء فقط، أنت تشعرني أيضاً بالتقصير حيال أكثر من عملٍ معطلٍ.. لكن ربما تلتمس لي العذر حينما تعلم أن الكتابة اليومية المتواصلة تُبعدك عن كثيرٍ من اهتماماتك وهواياتك!
* أفضل كاتب يومي سعودي، هكذا يقول عنك البعض.. ماذا تقول عن نفسك؟
- لا أهتم لهذه التصنيفات كثيراً، فالذي يهمني أن أبقى عند حُسن ظن الجميع.. وأن يرزقني الله -عزّ وجلّ- الإخلاص ويبعدني عن الرياء.
* قال وزير الثقافة والإعلام د. خوجة: "نصف الاتصالات التي جاءتني حول معرض الكتاب الأخير تطالب بمنع بيع كل الكتب، والأخرى تطالب بفسح كل الكتب".. هل يعني كلامه أننا أمام خيارين إما "وصي" منغلق، أو "شاطح" منفلت؟
- أظن أن هناك مبالغة في هذا الطرح.. فاغلب الأصوات تريد معرض كتاب لا يتصادم مع معتقدات البلد ولا هويته وخصوصيته.. لكن هؤلاء لا يعرفون جوّال الوزير فيما يبدو!
* كُتب عن اللاعب "ماجد عبد الله" في منهج دراسي كقدوة رياضية.. هل هكذا نقدر مبدعينا في مختلف المجالات؟
- هذا نوعٌ من التكريم.. وماجد عبد الله نجمٌ رياضي ويعتبر قدوةً في مجال الرياضة عطفاً على تميزه رياضياً وأخلاقياً في أرض الملعب.. المهم أن نكون جادين في تكريم المبدعين، لأن هناك اليوم الكثير من المبدعين طواهم النسيان في مجالات كثيرة.. أتمنى ألا يكون تكريمهم بعد الممات!
* بعد استقالة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، هل أنت متفائل بانتشار ثقافة الاستقالات بين المسئولين الحكوميين عند الفشل؟
- أريد أن أعرف أولاً هل استقال الرئيس فعلا؟!
* ما أهم ثرواتنا كسعوديين؟
- خصوصيتنا هي أهم ثرواتنا.. مع يقيني أن مفردة "خصوصية" تسبّب حساسية لدى البعض، لكن الواقع أن لدينا خصوصية.. نحن بلد إسلامي محافظ .. بلد يستمد خصوصيته من الحرمين الشريفين.. لكن هناك مَن يريد طمس هذه الخصوصية ويسخر منها بمناسبة ودون مناسبة!
* من أين يبدأ الإصلاح والتطوير.. ومن أين يكافح الفساد؟
- طريق الإصلاح واضحٌ لا يحيد عنه إلا كاره.. أما الفساد فإن كنا جادين في مكافحته فيجب أن نبدأ في غسل الدرج من أعلى .. دون ذلك بدرجة واحدة سيبقى الفساد قائماً.
* نحضر أحدث التقنيات العالمية ثم نعهد بتشغيلها لموظفين مترهلين بأفكارٍ قديمة ثم يتعالى - صوتنا مطالبين بالإصلاح الإداري.. كيف نفهم ذلك؟
ثق لا أحد يجهل التقنية وقيمتها حتى أولئك الذين تصفهم بالمترهلين.. لكن ربما هناك من لا يريدها لغرضٍ أو لآخر!
* أين أصبحت "خير أمة أخرجت للناس" في سلم الحضارات الإنسانية؟
- سنبقى خير أمة أخرجت للناس، بإذن الله، المهم أن نحقق شرط هذه الخيرية وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
* هل علاج قضايا العرب والمسلمين.. لا يكون دائماً إلا بالبكاء والعويل وسفك الدماء؟
- لكل شيءٍ ثمنٌ يا عزيزي!
* متى يفهم الرؤساء العرب المستبدون أن المجتمع العربي تغيّر وأن عليهم "تجهيز" حقائبهم الرئاسية والرحيل؟
- رحيل الأشخاص قد لا يكون حلاً طالما بقيت أفكارهم.
* بطاقة حمراء لمَن ترفعها؟
- لكل الذين يتشدقون بالقيم والمبادئ أمام الرأي العام، ويخرقونها في الغرف والمكاتب المغلقة!
* ما مشكلة الاستثمار الأجنبي لدينا.. لا نرى له تأثيراً إيجابياً في جيوب اقتصادنا الوطني؟
- قلت ذلك كثيراً ما يُوجد لدينا هو استعمارٌ وليس استثماراً!
* هل فعلاً "ثقافة الشكوى" متأصلة فينا من كل شيء، وننتظر الحكومة أن تقوم عنا بكل شيء؟
- طالما المواطن يجهل حقوقه وواجباته يُفترض أن تتوقع منه أي شيء!
* باعتبارك أحد المنتمين لسلك التربية والتعليم، ما أبرز عيوبه؟
- الفجوة الهائلة بين الوزارة والميدان!
* في أكثر من مقالٍ طالبت بقتل "الحيوانات المفترسة" في البيئة الطبيعية السعودية، أين حقوق الحيوان يا مواطن؟
- حينما تتعطل سيارتك وسط الصحراء وتجد نفسك في مواجهة ذئب مفترس ستعرف حقوق الحيوان جيدا!
* متى رأيت الأفق مسدوداً أمامك؟
- أنا بطبيعتي إنسان متفائل.. يقول ربنا في الحديث القدسي" أنا عند حُسن ظن عبدي بي".
* ما أنجح مشروع حكومي؟ وما الأفشل؟
- في داخلي إنسان مُعارض فلا تنتظر مني أن أمتدح مشاريع الحكومة!
* ما الموقف الذي لا تنساه؟
- حينما كفر أدعياء الليبرالية بأبسط مبادئها!
* متى شعرت بالظلم آخر مرة؟
- ظلموني كثيراً.. كثيراً.. وعند الله تجتمع الخصوم.
مواقع النشر (المفضلة)