من الذي سيحدد نوع الحنين و جنسه ذكراً أم أنثى ؟ سؤال قديم اختلفت الإجابة حوله .. وجاء القرآن الكريم بفضل الخطاب و لا غرابة فإن الذي خلق أعلم بخلقه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) فإذا تحدث المولى عن ذلك فهو حديث اللطيف العليم بكل شيء .. و الذي أحاط علمه بكل صغير و كبير وكل رطب ويابس و كل ذرة و كل حركة و سكون .. و كل همسه و نأمة ... و كل خاطر و فكرة ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ) .
يقول المولى غز و جل في سورة القيامة :
( أيحسب الإنسان أن يترك سدى . ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر و الأنثى . أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ؟ ) .
و يكون الجواب الوحيد على هذا السؤال بلى إنه على كل شيء قدير . كما يقول تعالى في سورة النجم :
( و إنه خلق الزوجين الذكر و الأنثى من نطفة إذا تمنى ) .
و النطفة التي تمنى هي نطفة الرجل .. هي الحيوان المنوي كما نسميه اليوم باصطلاح العلم الحديث .
و قد رأينا فيما سبق إن كل خلية في جسم الإنسان تحتوي على ثلاثة و عشرين زوجاً من الجسيمات الملونة . و إن منها زوجاً واحداً هو المسؤول عن صفة الشخص و جنسه : ذكر أم أنثى . كل خلية من خلايا الجسم تنبئك بذلك. فخلايا الرجل تحتوي على الجسيمات الملونة XY بينما خلايا المرأة تحتوي على الجسيمات الملونة XX فإذا انقسمت خلايا الخصية انقساماً اختزالياً فإن نتائج هذا الانقسام هو خلايا أو حيوانات منوية تحتوي على X فقط أو Y فقط أي أن هذه الحيوان المنوي الذي يحمل شارة الذكورة Y يختلف عن الحيوان المنوي الذي يحمل شارة الأنوثة X ..
و قد أستطاع العلماء أن يفرقوا بينهما في الشكل و المظهر كما فرقوا بينهما في الحقيقة و المخبر .
ليس هذا فحسب و لكن للحيوان المنوي الذي يحمل شارة الذكورة أسرع حركة و أقوى شكيمة في الغالب من زميله الذي يحمل شارة الأنوثة .
فالحيوان المنوي المذكر يسير حثيثاً و ينطلق كالصاروخ حتى يصل إلى موضع البويضة في 6 ساعات تقريباً فإن وجد البويضة جاهزة للتلقيح لقحها بأمر الله و إلا فيبقى ساعات ثم يموت كمداً و حسرة .
و أما الحيوان المنوي الذي يحمل شارة الأنوثة بطيئاً في الغالب و لا يصل إلى موضع البويضة إلا بعد أكثر من انثنى شر ساعة .
و ربما وصل في أربع و عشرين ساعة . فإذ وصل إلى موضع البويضة فإن وجد الرجال قد سبقوه إليها مات حسرة و كمدا على جدارها .. و إن وجدها تخلفت عنهم و نزلت متباطئة بعد قدومهم ووفاتهم فإن الفرصة تكون سانحة له بتلقيحها .
و هناك أبحاث حديثة تدل على تقلصات الرحم هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن شفط و سحب السائل المنوي المختلط بماء المرأة عند عنق الرحم إلى داخل الرحم .. و لذا فإن سرعة الحيوانات المنوية المذكرة و التي قيست في المخبر ـ تصبح قليلة الجدوى في السبق إلى الوصول إلى قناة الرحم .. إذ وجد أن الحيوانات المنوية المذكرة و المؤنثة بل والميتة تصل في وقت واحد تقريباً إلى قناة الرحم . و لكن عوامل الحركة تفعل فعلها الذي لم يعرف بعد على وجه الدقة حينما تقترب الحيوانات المنوية من البويضة .. فتخترق التاج المشع و المنطقة الشفافة .
فإذا أراد الله ولقح البويضة حيوان منوي يحمل شارة الذكورة فإن النطفة الأمشاج تحتوي على 46 صبغياً على هيئة ثلاثة و عشرين زوجاً منها زوج واحد على هيئة X و Y.
أما إذا قدر الله و لقح البويضة حيوان منوي يحمل شارة الأنوثة فإن النتيجة هي نطفة أمشاج FF0000تحمل شارة الأنوثة فقط XX.
و بما أن الأم ( البويضة ) تعطي دائماً شارة الأنوثة فإن الحيوان المنوي هو الوحيد الذي يحدد بإرادة الله نوع الجنين ذكرٍ أم أنثى . إذ أنه يحمل شارة الذكورة أو يحمل شارة الأنوثة . فإذا لقح الحيوان المنوي المذكر البويضة كان الجنين ذكراً بإذن الله . أما إذا لقح البويضة حيوان منوي يحمل شارة الأنوثة فإن نتيجة الحمل هي أنثى بإذن الله .
و تبقى الآية بعد ذلك كله إعجازاً علمياً كاملاً:
( و أنه خلق الزوجين الذكر و الأنثى من نطفة إذا تمنى ) .
فالنطفة التي تمنى زوجان : حيوان منوي مذكر و حيوان منوي مؤنث و النطفة التي تمنى تقرر نوعية الجنين و جنسه .. و صدق الله العظيم .
منقول المصدر :
كتاب خلق الإنسان بين الطب و القرآن تأليف الدكتور محمد علي البار
[foq1]أهلاً هلا للي ضرب طول مشوار **** حظه على دار السناعيس جابه
ابشر بعزك وإن عليك الدهر جار **** نروي ضمى من لاح كبده سرابه[/foq1]
مواقع النشر (المفضلة)