كانت زاوية يومية في جريدة الرياض وقد قال لي أحدهم أن من يحررها هو الكاتب المعروف
الأستاذ / فهد السلمان ..أو هو أحد من يشارك في تحريرها... ولاأدري هل هي لازالت تنشر
أم انقطعت وذلك لانقطاعي عن قراءة الصحف بصورة منتظمة منذ فترة تجاوزت الست سنوات
المهم كانت تلك الزاوية تشدني كثيراً ...
وقد احتفظت ببعض منها وفي العدد 9561في 21ربيع الأول 1415هـ كانت بهذا العنوان:
فقيرهم كنّه علـى فـرغ جـدة
يبهش بوجهك كن الوباش له مال
تعود الشعراء على ذكر الأمطار ومواقع هطولها حتى باتت متلازمة للتشبيه ..وتذاكر الأمطار
استهلال درج عليه أكثر الشعراء خاصة حينما تكون القصيدة عن ((المرابع والديار))
وشاعرنا هنا يناجي مورد ماء تكونت له بيوت الطين والخيام بحيث تحول إلى مستقر معيشي آمن ..
لامن حيث الأمن بمعناه الواسع وهو الغذائي والصحي وحماية الممتلكات بقدر ماهو أمن معيشي مؤقت
رغم قساوته . وهنا نراه من بعد يطلق لقصيدته صوت الغناء ..
عسى الحيا يسقي طوارف مصـده
من مدلهـمٍ تالـي الليـل عمّـال
قصرٍ زما..فـي عبلـةٍ مجرهـدة
تلقى لأهل عوص النضا فيه مدهال
فقيرهم كنّـه علـى فـرغ جـدة
يبهش بوجهك كن الأوباش له مال
فهو يربط البشاشة التي يتحلى بها عشيرته وفرحهم بالضيف حتى وإن كان المضيف فقيراً
ولإن الشاعر حينها لايعرف أي مصدر أو مورد للبضائع غير ((فرغ جدة)) أي مينائها
وربما لايعرف حتى عن مصادر التموين ولا من أين تأتي ..
تُرى لوعاش اليوم كيف ستكون حال هذه القصيدة وأي ((فرغٍ)) سيتراءى أمامه خاصة
أمام الموانيء البحرية والبرية والجوية المنتشرة في ربوع مملكتنا والتي تستقبل وتصدر يومياً
مئات الآلاف من أطنان المواد التموينية ..
هنا ربما قد تتزاحم الصور أمامه خاصة أمام تنافس موانيء المملكة لتقديم التسهيلات
سواء في جدة أو الدمام أو الجبيل أو ينبع وغيرها من الموانيءثم إن الفقير الذي
لاعائل له سيجد الضمان الاجتماعي إن لم توفر له المداخل الأخرى شتى الأصناف
آمل أن تكون حازت على رضاكم ولنا لقاء آخر ومسافة أخرى
مواقع النشر (المفضلة)