أخي صلفيق مساء الخير

ها أنذا أعقب على موضوعك بعد ان مر عليه الاخوان وأدلى كل واحد منهم بدلوه وعلق من الجهة التي يريد والزاوية التي انطلق اليها

فهمه وذهب اليها تفكيره ولعلي اوفق بذكر شيء مفيد فأقول :

ان محافظة رفحاء ليست بمنأى عما يحدث في البلاد ولم تعد تلك المدينة الوادعة في أقصى الشمال ، كلا

لقد درس ابناؤها في الجامعات وخالطوا أهل العلم واحتكوا بأهل الأدب وجالسوا أهل الثقافة فتغيرت منهم النظرة وتبدلت عندهم الفكره

وانفتحوا على الثقافة من واسع ابوبها ، حتى صار فيهم من يحمل الدكتوراه فما دونها .

وصار فيهم الكاتب البليغ والشاعر المصقع والخطيب المفلق وانفتحوا على العالم من خلال مشاهدة الفضائيات ودخول المواقع والمنتديات

فتغيروا تغيرا كبيرا .

بعد افقهم واتسع تفكيرهم ونظروا الى الامور بواقعية فعاشوا المرحلة كما ينبغي لعاقل فطن ان يعشها ، وكان من بينهم من نظرته قاصرة

وهمته خائرة فانشغل ببنيات الطريق فاشغلته عن المسير مع الرفيق فتأخر واخر .

يا أيها السيد العزيز : اذا كنت تظن ان بإمكانك ان تجمع الجميع على ما تحب فانت مخطيء ، واذا أردت ان يسير الناس بذات الطريق

فقد تكلفت شططا ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )

ان ما يحدث هنا وهناك من اختلاف في وجهات النظر ، او خصام على رأي هو مايحرك الثقافة ويبعث فيها الروح ويلقح العقول فتنتج لنا

بنين شهودا يذكون الحركة فتزيد بهم تألقا ونشاطا .

ذهب زمان علينا ان نحافظ على العقول او الطلاب او الشباب عن طريق الحجب او المنع او التحذير

و هذا زمان علّم ونمّ واشعل جذوة الأيمان والخوف من الرحمن في القلوب ودعها بعد ذلك تقرأ وتطالع وتشاهد وتسمع لتبدع وتنطلق

هذا يناقش هذا ، وهذا يرد على هذا ، وهذا يهجوا هذا ، وهذا يمدح هذا ، وهذا ينصح هذا ، وهذا يكتب مقالة ، وذاك ينظم قصيدة ، وآخر

يؤلف كتابا فإذا الحركة الثقافية يسير قطارها ، ويدور دولابها

تقبل تحياتي