



-
عضو متميز جدا
وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها'.
ووصفه أول صفوفهن بالشر، والمؤخر منهن بالخير، ما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال، وعن مخالطتهم ورؤيتهم، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك.
ووصف آخر صفوف الرجال بالشر، إذا كان معهم نساء في المسجد، لفوات التقدم وقربه من النساء اللواتي قد يشغلن باله.
فإن كان الشارع توقع حصول ذلك، في مواطن العبادة، مع أنه لم يحصل اختلاط، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى، فيمنع الاختلاط من باب أولى.
مواقف محرجة للطبيبات:
وعن بعض المضايقات والمواقف المحرجة التي تتعرض لها الطبيبة جراء الاختلاط، تتحدث الدكتورة العواد:
من المواقف المحرجة التي نتعرض لها كعاملات في المجال الطبي، أننا نضطر أحيانًا لأن نشرح لزوج المريضة، حالة مرض زوجته، والذي يكون في أغلب الأحيان ـ الخاصة في اختصاصي ـ موضع العورة.
كذلك نضطر في برامج التدريب التي تقام في المستشفى، أن نعلم الأطباء الجدد، كيف يقومون بفحص المريضة، إضافة إلى التعامل مع الإدارة [الرجال] ومناقشتهم في الحالات التي ترد إلينا، وهذا قطعًا يفتح مجالاً لتداول الأحاديث فيما بيننا.
ويزيد الأمر سوءًا ما نراه من حال بعض الأطباء والطبيبات نتيجة الاختلاط من وضع يد الطبيب على كتف الطبيبة، أو تقبيل الطبيب للطبيبة عند التقائهما أو وداعهما، هذا عدا ما وصل إليه الأمر في بعض الحالات، أن تتحدث الطبيبة عن أسرار حياتها الشخصية لطبيب معها.
وهذه قصة:
دخل بزوجته وهو يجرها على كرسي متحرك، وآلام الولادة تعتصر جسدها، أراد يد طبيبة آمنة، تحمل له ابنه أو ابنته القادمة للحياة، لكنه لم يجدها.!! وقف الطبيب عند باب الغرفة ليمنع دخول الزوج، وقال: 'دعها .. سأقوم بتوليدها فلا تقلق'!!
رفض الزوج عرض الطبيب وأصر على استدعاء الطبيبة، مما أثار غضب الطبيب الذي رد غاضبًا: 'أنا المناوب الآن، إن أردت أقوم بتوليدها فاصمت، وإلا فخذها إلى مستشفى آخر'، أخذ الزوج زوجته وخرج بها من المستشفى، باحثًا عن مستشفى آخر يجد فيها طبيبة تولد له زوجته.
مثل تلك الحالات تتكرر في المستشفيات بشكل كبير وللأسف، وغيرها كثير من القصص التي تجعل بعض النساء تفضل الداء على الدواء في مثل تلك المستشفيات.
وطرحت عواد بعض المقترحات، من أجل تفادي الضرورة للاختلاط:
إنشاء كلية طب نسائية لأمراض النساء والولادة، تسد حاجة المجتمع بطبيبات متخصصات، وبهذا لن تحتاج المرأة لكشف عورتها أمام الرجال، كما أن ذلك سيؤدي إلى تخريج عدد كبير من الطبيبات لسد النقص الذي تتركه بعض الطبيبات نتيجة انشغالها بمسؤوليات بيتها وأولادها، ويخفف أوقاتها المناوبة عليها.
من يشتهي ميتة...؟!!
للأسف يحدث في كثير من المستشفيات كشف العورات، التي حرص الشارع الحكيم على حفظها، حول ذلك تتحدث الدكتورة منى العواد، عن الواقع الذي تعايشه، بصفتها طبيبة في مستشفى:
يحتاج الطبيب من أجل القيام بتشخيص الأمراض، لفحص المريض وكشف عورته، والأصل أن الشرع يحرم كشف الإنسان عن عورته، إلا عند الضرورة، لكن ما يحصل أن تنكشف عورة المرأة على الرجل، وهو ما لا ضرورة له في حالات الولادة. حيث تتوفر طبيبات النساء والولادة، ويحصل ذلك إما عند طلب المريضة أن يولدها طبيب لعدم ثقتها في الطبيبة، أو عندما يتمسك الطبيب بمناوبته، ويصر على إجراء كافة حالات الولادة وإن رفضت المريضة ذلك.
وعن الضوابط الشرعية في مسألة كشف العورات، تقول الحميضي: سمعت قصة حدثت في هذه الأزمنة، وهي من عجائب القصص: امرأة من أهل الجوف مريضة بالقلب، يقول ولدها 'ذهبنا بها إلى الأردن، وسكنا في الفندق ننتظر وقت إجراء العملية، ومنذ وصولنا إلى هناك وأمي تدعو وتصلي: إن كان على أثر هذه العملية ستموت وقد انكشف حالها للأطباء، تدعو الله أن لا يكشف حالها.
جلسنا نشرب الشاي وقت العصر، وهي في غرفتها على سجدتها تدعو، دخلنا عليها ولا زالت على سجدتها، حتى قبض الله روحها فقد استجاب الله دعاءها، وما كشف لها عورة أمام الرجال'.
وعلى الرغم من أن موضع العلاج ليس موضع شهوة، ومع ذلك فالأولى أن تكشف على المرأة، فالمرأة إذا ماتت وليس معها ذو محرم يغسلها، قال البعض: يقوم بتغسيلها الرجل الموجود، ولكن يرتدي بيده حائل، لئلا تمس بشرته بشرتها.
وقال الأكثرية: تيمم ولا تغسل، بل إن بعضهم قال ـ مثل الإمام الأوزاعي ـ تدفن كما هي.
وهذا وهي ميتة، ومن يشتهي ميتة؟!!
فكيف حال من تنبض الحياة فيها.
وتحث الحميضي المترددات على العيادات إن كان هناك شيء لله فيه مقالة، فبإمكانها أن تقول: 'لا' ويكون ذلك من حقها، لأن سكوتنا هو الذي جعل مستشفياتنا تقدم صورة غير واقعية لمجتمع مسلم.
وخرجت الندوة بتوصية تناشد فيها الحميضي الصالحات والصالحين، بأن يكون لدينا في هذا البلد، مشروع حضاري نأمن فيه على عوراتنا.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)