[align=center]نـظـريـة الألـوان تـفـسـر حـقـيـقـة زرقــة الــســمــاء



يعد اللون الأزرق من الألوان الباردة أو الهادئة التي يميل إليها الناس ويحبونها، لأنها تعطيهم إحساسا بالراحة ورغبة في الاسترخاء. ويعتقد البعض أن هذا ينتج بسبب تلون السماء والبحار باللون الأزرق، مما يمنح هذا اللون معاني الاتساع ويساعد علي الراحة. ولكن هل السماء زرقاء حقا؟ يميل الناس عادة إلى الاعتقاد بأن لون السماء الطبيعي هو الأزرق، ولكن هذا الأمر غير صحيح لأنه لو كان كذلك فلماذا تتنوع ألوان السماء عند شروق الشمس وغروبها من النيلي الداكن، إلى البرتقالي، أو الأحمر، ولماذا تبدو السماء سوداء أثناء الليل؟
تعتبر الشمس هي مصدر الضوء الرئيسي على سطح الأرض، ويكون الضوء الصادر منها أبيض اللون. لكن إذن لماذا يظهر لنا العالم ملونا وليس ابيضا بلون ضوء الشمس؟ حول هذا الأمر، أثبتت النظريات التي اهتمت بدراسة الألوان أن اللون الأبيض يتكون من سبعة ألوان الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق النيلي، والبنفسجي. وهذه الألوان تسمي مجتمعة بألوان الطيف، وهذه التنوعات اللونية التي يتركب منها اللون الأبيض، تنشأ من اختلاف الأطوال الموجية للأشعة المكونة للضوء. وتفسر النظرية تنوع ألوان المواد الموجودة في الطبيعة، باختلاف قدرتها علي التعامل مع الموجات الضوئية الواصلة إليها، فالمواد التي تعكس الضوء كله ولا تمتص منه شيء تنتج الأبيض، أما التي تمتص شعاع الضوء كاملا فتظهر بلون اسود.




وتنشأ الألوان الاخري من اختلاف قدرة المواد علي امتصاص باقي الألوان، فهناك مواد تمتص كل الألوان ما عدا الأصفر فتظهر لنا بلون اصفر وهكذا. وبالتالي فان السماء ليس لونها الحقيقي الأزرق، وإنما هو لون مكتسب من عدم قدرتها علي امتصاص اللون الأزرق. ويمكن تفسير ظاهرة زرقة السماء علميا بان شعاع الضوء عندما يمر عبر الهواء، فانه يتعرض حتما للانكسار بدرجة معينة تعتمد على كمية الغبار الموجودة في الجو، فكلما زاد الغبار في الجو انكسرت الأمواج الضوئية بشكل اكبر والعكس صحيح. وتنكسر الموجات القصيرة والتي تتضمن اللون الأزرق بشكل اكبر في ظل الظروف السابقة من الموجات الطويلة.


وتنطبق النظرية السابقة علي الأيام الصحوة الخالية من الضباب والغبار والتي نري فيها صفحة السماء زرقاء، أما الأيام التي يزيد فيها الغبار والضباب فان السماء تبدو بلون ازرق مختلط مع بعض الأصفر والأحمر. وينطبق هذا الأمر أيضا علي وقتي الغروب والشروق. ويطلق علي النظرية السابقة، اسم "نموذج رايلي للاستطارة أو التشتت" نسبة إلي واضعها. ويؤكد العلماء أن الأرض لو لم يكن يحيط بها غلاف جوي، مثلها في ذلك مثل القمر، لبدت السماء سوداء سواء في الليل أو في النهار.


وتوجد بعض التجارب التي يمكن إجرائها في المنازل للتأكد من صحة النظرية السابقة. وتتم في حوض زجاجي على شكل متوازى مستطيلات مملوء بالماء، تتم إضاءته من خلال ضوء أبيض قوى موضوع على جانب الحوض ثم يتم وضع مسحوق ناعم من مادة لا تذوب في الماء في الحوض. وينتج عن هذا الأمر تغير في درجة الضوء الموجودة علي جانبي الحوض إلي الزرقة، بينما يميل الماء في داخل الحوض إلي اللون الأحمر أو البرتقالي. وتماثل الحبيبات العالقة في الماء الغبار في الجو فيتكسر عليها اللون الأزرق بدرجة كبيرة عند الحواف، مما يتيح رؤية اللون الأزرق علي الجوانب. أما في المناطق العميقة من الحوض، والتي لا يصل إليها الضوء الأزرق بسبب تكسره علي الحبيبات الموجودة علي جوانب الحوض، فتظهر بلون يميل إلي الحمرة بسبب قدرة اللون الأحمر علي الوصول إليها من غير أن يتشتت علي العوالق.

[/align]