



-
عضو متميز جدا
الحرب الشبكية .. توظيف الإنترنت لجمع عملاء شباب لخدمة إسرائيل الكبرى
[align=center]رؤية الحرب عبر الإنترنت
توظيف الإنترنت لجمع عملاء شباب لخدمة إسرائيل الكبرى
(عملاء الإنترنت) يشكلون أهم الركائز الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية
إعداد ياسمينة صالح ولطــش الــدب الــداشر
- وقائع غريبة نشرتها قبل فترة جريدة (لوسوار) البلجيكية، ربما كانت ستمر مرور الكرام لولا أن مجلة (لومجازين ديسراييل) (المجلة اليهودية الصادرة في فرنسا) نشرت قبل أيام فقط ملفا عن (عملاء الإنترنت!) الذين في الحقيقة يشكلون اليوم إحدى أهم الركائز الإعلامية للمخابرات الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء. إنهم أشخاص لا يعرفون أنهم يفعلون شيئا خطيرا، يفتحون الانترنت، وبالتحديد صفحات الدردشة الفورية لقضاء الساعات في الكلام عن أشياء قد تبدو من أول وهلة غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا، لكنها تشكل أهم المحاور التي تركّز عليها أجهزة استقطاب المعلومات في المخابرات الإسرائيلية (والأمريكية)؛ لأنها ببساطة تساعدها على قراءة السلوك العربي، سلوك الفرد وبالخصوص الشباب الذين يشكلون على العموم أكثر من 70% من نبض الأمة العربية.
- لم يقتصر الإنترنت على مجرد مواقع الشات والعلاقات الغريبة التي يعتقد كل طرف أنه يحقق من خلالها حريته الشخصية أو ما صار يصطلح عليه (ديمقراطية) الفرد في الجماعة، وهو المصطلح الذي يعني أن الفرد في النهاية يؤسس بداية تكوين المجموعة، وهو في الحقيقة المعنى التروتسكي القديم الذي أدى في النهاية إلى إحداث الخلل في العديد من التركيبات الطبيعية لماهية الحرية نفسها، وماهية الإنسان.
- ربما في عالم الإنترنت، صارت المؤشرات الرقمية هي الأهم، بحيث لم يعد ممكناً الكلام سوى عن ذلك العالم الكبير الذي حولته الشبكة المعلوماتية والرقمية إلى قرية صغيرة، بيد أن عبارة القرية الصغيرة (اخترعها) الغرب لاختزال كل السياسات غير المتساوية وغير العادلة التي ترتكبها الدول القوية على الدول الضعيفة التي تشكل أكثر من نصف سكان العالم.
- القرية الصغيرة هي الانعكاس الثاني لعالم الإنترنت، بكل ما منحه ذلك العالم من إيجابيات حقيقية وسلبيات جمة، لأن الشبكة المفتوحة على (الديمقراطية الفردية) أغرقت شعوباً كثيرة في الفقر والمآزق السياسية وقادت الأفراد إلى خيانة أوطانهم أيضا.
***
- في عام 1998، حين اجتمع ضابط المخابرات الإسرائيلي (موشي أهارون) مع نظيره الأمريكي في مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، لم يكن الأمر يعدو اجتماعا روتينيا، بل كان الجانب الأمريكي يسعى فيه إلى الحصول على الحقائق اللوجستيكية التي من عادة المخابرات الإسرائيلية تقديمها للأمريكيين عن الدول المتهمة قبلاً (بمحور الشر)، وبالخصوص التي تطلق عليها إدارة البيت الأبيض بالدول المارقة.
- لكن الجانب الإسرائيلي كان يبحث عن الدعم اللوجستيكي غير المعلوماتي، بل المادي لتأسيس مكتب ظل في الحقيقة بمثابة الأمل الكبير (لموشي أهارون) الذي كان من أبرز الوجوه الإسرائيلية المختصة في الشؤون الأمنية العربية. كان وراء عمليات اغتيال طالت شخصيات فلسطينية في تركيا ونيروبي وساحل العاج وتونس ودول أخرى أوروبية مثل يوغسلافيا سابقا، واسبانيا وايطاليا.
- وكانت فكرة المكتب تتأسس على نقاط مضبوطة مسبقا، وبالتالي تبدو واضحة وسهلة: تأسيس مكتب مخابراتي ثابت ومتحرك عبر الانترنت. كان الأمر على غرابته أول الأمر يبدو مثيرا للاهتمام بالنسبة للأمريكيين الذين اشترطوا أن يكونوا ضمن (الشبكة).
- ماديا، لم تكن إسرائيل قادرة على ضمان (نجاح) تجربة مخابراتية عبر الانترنت من دون مساعدة أمريكية عبر الأقمار الصناعية وعبر المواقع البريدية الأمريكية التي تخدم بالخصوص (الشات) بكل مجالاته والتي يقع الإقبال عليها من قبل شباب العالم الثالث في القارات الخمس.
- بتاريخ 1 مايو 2002 تم الكشف لأول مرة في جريدة (التايمز) عن وجود شبكة مخابراتية تركز اهتماماتها على جمع أكبر عدد من (العملاء) أولا وبالتالي من المعلومات التي يعرف الكثير من الاختصاصيين النفسانيين المنكبين على المشروع كيفية جمعها وبالتالي كيفية استغلالها لتكون معلومة (ذات أهمية قصوى)!.
- كانت العملية أشبه بفيلم هوليودي ذي تأثيرات سينمائية محضة، ومبالغات كتلك التي تتكاثف عليها الأفلام الحركية الأمريكية، لكن الحقيقة كانت أن مكتب ( المخابرات عبر الانترنت) تأسس فعلاً في سنة 2001، تحت قيادة ضباط من المخابرات الإسرائيلية وكان يترأسه (موشي أهارون) نفسه، بمعية ضباط من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والذي امتد إلى العالم من خلال جملة من المعطيات التي كانت تتركز على نفس الهدف الأول: جمع عملاء شباب لخدمة إسرائيل الكبرى!.
* كشف الحقائق :
- ما نشرته مجلة (لوماجازين ديسراييل) الصادرة في فرنسا يبدو مثيرا للكثير من الدهشة؛ ربما لأنها نقلت عن (ملفات سرية) الكثير من التفاصيل التي استطاعت أن تجمعها عن مصادر موثوقة في إسرائيل، بحيث أنها كما تقول المجلة (أخذت السبق في نشرها) وهو ما أثار في النهاية سخط السفير الإسرائيلي في فرنسا ضد المجلة اليهودية التي اتهمتها الكثير من الجهات اليهودية بأنها (كشفت أسرار لا يحق لها كشفها للعدو) وهو ما تراه المجلة نفسها: الحق في المعرفة!.. بين هذا وذاك كانت القضية الأخطر.
- بالنسبة إلينا، لأهمية وخطورة هذه الإشكالية قمنا بدعوة أستاذين مختصين في علم النفس وعلم الاجتماع للتعمق في الموضوع، وهما: جيرالد نيرو (أستاذ في كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية)، والدكتورة (ماري سيغال) أخصائية اجتماعية، مختصة في السلوك البشري في جامعة (لوروا) ببلجيكا.
* ماذا تعني (مخابرات الإنترنت) Renseignements Internet:
- يقول (جيرالد نيرو) أستاذ في كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية، وصاحب كتاب (مخاطر الإنترنت):
- هذه شبكة تم الكشف عنها سنة 2001، بالتحديد في مايو 2001. وهي عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وبالتحديد الشباب المقيم في دول المحور (محور الصراع العربي الفلسطيني) من جهة ومن جهة أخرى دول المحور الجنوب أمريكي (فنزويلا، نيكاراغوا... الخ).
- المسألة أخذت منذ سنوات هذا المنحنى ألمخابراتي انطلاقا من جملة من العناصر التي صارت تتحدد عليها شخصية (العميل) من حيث كونه في العادة شخصية معادية للنظام القائم، وأحيانا شخصية عادية ليست لديها اهتمامات سياسية لكنها تستطيع أن تعطي معلومات جيدة عن المكان والوضع وهذا شيء مهم أيضاً.
- يضيف (جيرالد نيرو) قائلا: في الحقيقة أن كل من له قدرة على استخدام الإنترنت لسد وقت الفراغ أو لحاجة نفسية يُعتبر (عميلا مميزا)؛ لأن المواقع التي تثير الشباب هي التي تمنحهم مساحة من الحوار ربما يفتقدونها في حياتهم اليومية، ناهيك عن أن استعمال الانترنت يضمن خصوصية معينة، بحيث إن المتكلم يحتفظ عادة بسرية شخصه، كأن يستعمل اسما مستعارا، وبالتالي يكون إحساسه (الرمزي) بالحرية أكثر انطلاقا، ناهيك عن أن تركيز الشباب لا يكون على الموقع نفسه، بل على من سيلتقيه للحديث معه (وبالخصوص البحث عن الجنس اللطيف للحوار).
يتبع >>>>>>>>
[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
مواقع النشر (المفضلة)