يحوس صالح الشيحي عندما يتحول إلى مفكر
انظر هذا المقال
أحترم مقدّم برنامج الإفتاء في Mbc الزميل "خالد الشايع"، وأحترم علمه وفقهه، لكنني بعدما شاهدت برنامجه الأخير زاد يقيني أن ثمّة تداخلا ملموساً بدأ يطرأ على صفتيه (العلمية) كطالب علم وفقيه شاب، و(المهنية) الآنية كمقدم برامج تلفزيونية.
ـ كما قلت هو طالب علم ولديه من العلم القدر الجيد، لاشك في ذلك، لكن وجوده في هذا البرنامج ليس له علاقة بعلمه، ولا بملكاته ولا بقدراته، بل ولا بتخصصه.. وجوده بصفة مقدّم برنامج فقط، لا أكثر ولا أقل.. مثله مثل أي زميل سابق كان يقدّم هذا البرنامج.. يضبط الاتصالات ويستقبل الأسئلة ويفرزها حسب ملاءمتها للبرنامج.
ـ كان ضيفه في حلقة الأسبوع الماضي الدكتور "صالح السدلان".. لم يكن الزميل المقدّم موفقاً ألبتة وهذا ما أحزنني.. لقد كان، وما يزال بحمد الله، قادراً على التميّز؛ عطفا على الأسئلة المهمة التي وردت في الحلقة.."ولم أر في عيوب الناس عيباً .. كنقص القادرين على التمام".
ـ من نافلة القول إنني وحتى وقت قريب، لم أكن حريصاً على متابعة البرامج التي تستضيف الدكتور "السدلان"، لولا أنني وجدت فيه خلال الفترة الأخيرة تسامحاً غير معهود.. وفي البرنامج الأخير بالذات كنت أتمنى أن جميع الإخوة الذين ما يزالون يحملون انطباعا غير جيد عن (سماحة) الدكتور و(سعة أفقه)، أن يكونوا قد شاهدوا البرنامج ليلمسوا التحوّل الإيجابي الكبير له، حفظه الله ونفع بعلمه..
عودة لزميلنا القدير مقدّم البرنامج.. ومن بين الأسئلة التي قد تحمل ضعاف العقول إلى الشك في أنه يسعى للتضييق على الناس ذلك السؤال عن البطاقات الائتمانية، وكيف أن البنك يأخذ مبلغاً مالياً في حال تأخر العميل في السداد. حيث أجاب "السدلان" أنه لا شيء في ذلك لأنه جزاء من البنك على تأخر العميل في السداد.. وبعدما تنفس المتصل الصعداء، قاطع زميلنا ضيفه متسائلاً أليس هذا هو ربا الجاهلية؟!
ـ تكررت طريقة الزميل القدير في أسئلة أخرى، وهي طريقة غير موفّقة، وقد تحمل البعض كما ألمحت على الشك في أنه يُضيّق واسعاً.
ـ متى يُفرّق الزملاء مقدمو البرامج التلفزيونية والإذاعية على اختلافها، بين تخصصاتهم ووجهات نظرهم واجتهاداتهم وثقافاتهم من جهة ، وبين المهمة التي يقومون بها من جهة أخرى؟
صالح الشيحي / صحيفة الوطن السعودية
الجمعة 5 شعبان 1426 هـ
مواقع النشر (المفضلة)