فكرة توزيع المساكن

صالح الشيحي
قبل أن أدخل في موضوع اليوم، أضع أمامكم الحكاية الطريفة التالية؛ للتدليل ـ مرة أخرى ـ كيف أن بعض أنظمتنا باتت بحاجة لمراجعة شاملة وجذرية بالنظر لكونها تشكّل حجر عثرة كبيراً في حياة الناس : يروى أن إحدى الجهات طلبت من أحد المواطنين لكي تصرف مستحقاته، عددا من الأوراق، من بينها ورقة إثبات الحياة لهذا العام.
إلى هنا والأمر تمام التمام..
المضحك أنه عندما طالبهم بصرف بعض مستحقاته المتأخرة في الميزانية السابقة من العام الماضي طالبوه بإثبات أنه كان على قيد الحياة العام الماضي !!
ـ موضوعنا اليوم عن المساكن الخيرية.. الملاحظ أنها ما تزال تُبنى على شكل مجمعات أو أحياء صغيرة.. فأصبح الناس يعرفونها بالمجمعات الخيرية أو مساكن الفقراء.. ولو أن المشرفين على تنفيذها وبنائها واختيار مواقعها، قاموا بتوزيعها داخل الأحياء السكنية لكان الأمر أيسر نفسياً على ساكنيها ـ بالنظر لطبيعة النفس البشرية في مجتمعنا بالذات.
ـ يقول عبد الله اليامي من نجران "تقوم الدولة مشكورة ممثلة في العديد من الوزارات ببناء مساكن خيرية للفقراء والمحتاجين وكنت أتمنى مراعاتهم للعادات والتقاليد وطبيعة المجتمع في كل مدينة فنحن أهل المنطقة لا نحبذ السكن الجماعي بهذا الشكل فلو أن المشرفين أو من قاموا بالدراسة زاروا القرى والهجر واقترحوا ترميم بعض المنازل أو إعادة بنائها لكان أجدى وأسلم لحل المشكلة".
ـ هذا رأي قد لا أتفق مع كل ما ورد فيه.. خاصة حكاية الترميم بالنظر لوجود عائلات لا تملك مساكن أصلاً..
ـ بقي القول : كم أتمنى أن تعمم فكرة تم تطبيقها في المنطقة الشرقية قبل سنوات وتتلخص في توزيع المساكن الخيرية داخل أحياء الدمام، عبر بناء أو شراء عمائر سكنية متفرقة، ومن ثم توزيعها على المحتاجين دون أن يعلم أحد بظروفهم، وبالتالي دمجهم في المجتمع

الجمعة 4/رمضان/1426