صنع في رفحاء

اعد قراءة الموضوع بارك الله بك ...

الماضي الجميل - ليث - قنديل - زين تصفيح - الزعيم

مشكورين عالمرور والكلام الطيب ...


خذوا هالمقال الرائع

دفق قلم
رمضان ومكاتب المحاماة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي


لرمضان الكريم قضية مزمنة مع البشر في هذا العصر، قضية تتجدد كل عام، تعكر عليه صفاءه، وتشوب بشائبة الأذى نقاءه، وتؤلم قلبه الطاهر النقي الذي لا يحمل إلا الحبَّ والخير للناس أجمعين.
إنَّ قضيَّة رمضان بحاجة إلى مكاتب محاماة ذات قدرة فائقة على إثبات حقِّ ضيف كريم مظلوم يعاني من حقِّه المهضوم، ومن حسرات قلبه المكلوم.. كيف؟
مقدمة القضية
أولاً: قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
ثانياً: روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جُنَّة، فلا يرفُثْ ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم (مرتين). والذي نفسي بيده لَخَلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامَه وشرابه وشهوته من أجلي. الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها).
في الآية الكريمة نرى كلمة { تَتَّقُونَ } تبرز أمامنا مطلباً مهماً من مطالب الصيام في شهر رمضان المبارك. والتَّقوى كلمة ذات معانٍ مضيئة تدل جميعها على العمل الصالح، والإخلاص لله، والبُعد عن الرذائل، ومراقبة الله تعالى فيما نقول وما نفعل؛ حتى نكون بمنجاةٍ عن عذابه، حيث تقينا الأعمال الصالحات من غضب الله سبحانه وتعالى.
وفي الحديث الشريف كلمات وجمل تدلُّ على ما دلَّت عليه الآية الكريمة، وتصبُّ في مَصَبِّ كلمة {تَتَّقُونَ}{الصيام جُنَّة}، والجُنَّةُ هي الستار الواقي، ومنه سُمِّي ما يستتر به المقاتل من ضربات السيوف (المجنّ). ومعنى الصيام جُنَّة: أنه يقي صاحبه من الوقوع في الأعمال السيئة والرذائل التي تجعله مكشوفاً أمام غضب الله وعذابه، فالصيام الصحيح يقي صاحبه من ذلك، وهذا هو معنى {تَتَّقُونَ}الواردة في الآية الكريمة، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعدها: (فلا يرفث ولا يجهل). والرَّفَثُ والجهل لفظان يدلاَّن على كل معنى خبيث وكل عمل منهي عنه، فالصيام يحول بين صاحبه وبين ذلك، بل إنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم يزيد الأمر تأكيداً بتوجيه (الصائم) في رمضان إلى ما هو أعظم، ألا وهو عدم مجاراة المسيء إلينا في إساءته؛ لأن الصيام وقاية من وقوعنا فيما وقع فيه المسيء من الإساءة، أليس الصوم (جُنَّةً) كما ورد في الحديث؟ أليس الصوم سبباً من أسباب التقوى {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} كما جاء في الآية القرآنية الكريمة؟
القضيَّة
بصفتي أحد المسلمين الذين يستقبلون رمضان الكريم فرحين بموسمه العظيم، فقد رأيتُ في لوحة خيالي صورة (رمضان) وقد بدت على وجهه الطيِّب المبارك مسحة من الحزن، بل غمرته غمامةٌ من الأسى.. لماذا؟
كنتُ أستعرض ما أعدَّتْ أجهزة التلفاز والقنوات الفضائية من موادِّها الإعلامية المنوَّعة الخاصة برمضان، فرأيتُ خيراً قليلاً وشراً كثيراً، ورأيت هدف التسلية الممزوجة بالرذيلة بأشكالها ومستوياتها المختلفة العميقة وغير العميقة يكاد يكون هدفاً أسمى لتلك الوسائل الإعلامية، ورأيت في كثير من برامج رمضان تكريساً لتبرُّج النساء و(عُريهنَّ بحسب مستوياته أيضاً)، واستخداماً صاخباً لأصناف من الإيقاعات الموسيقية الراقصة، وجنوحاً إلى ميوعة النساء والرجال الذين يقدِّمون بعض المسابقات الرمضانية المستخدمة لأرقام الاتصال التي رأينا فتاوى واضحة لعلماء من المملكة ومصر والشام والمغرب تنصُّ على حرمتها معلِّلين ذلك بأنها من ألعاب (القمار) المحرَّمة شرعاً.
رأيتُ صوراً متعدِّدة في وسائل الإعلام العربي تنقض بكل جرأة معنى قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصِّيام جُنَّة). ونظراً إلى ما يحدث من ذلك كله من الأذية الواضحة لضيفنا العزيز الكريم الغالي، ومن الإخلال بمعاني الصوم الروحية، ومن إبعاد كثير من عامة المسلمين الذين ينساقون وراء ما يشاهدون ويسمعون عن معاني (التقوى) التي يحقِّقها الصيام الصحيح، ونظراً إلى ما يحدث من إصرار القائمين على برامج رمضان الإعلامية في عالمنا الإسلامي على الاستمرار في إيذاء مشاعر ضيفنا الكريم (رمضان) وإيذاء مشاعرنا، ومن إصرارهم على (تغريب) رمضان عن جانبه الروحي السامي، فإنني بصفتي أحد المسلمين المستقبلين لضيفهم الكريم أرفع هذه الدَّعْوى إلى (.....).
عُذراً أيها الأحبة، صدِّقوني لا أعرف إلى مَن أرفعها، هل أرفعها إلى جامعة الدول العربية؟ أم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي؟ أم إلى مجمع الفقه الإسلامي؟ أم إلى مجلس التعاون الخليجي؟ أم إلى رابطة العالم الإسلامي؟ أم إلى هيئة الأمم المتحدة؟ أم إلى محكمة (العدل؟) الدولية؟
وا أسفاه، هل ستضيع القضية؟!
هنا تبرز أهمية مكاتب المحاماة ذات الشعور بالمسؤولية، لعلَّها تتبنى هذه القضية الخطيرة التي يعاني منها أعظم ضيفٍ يزورنا كلَّ عام.
إشارة




أُمَّتي لا تنكري، إني أرى
بين عينيكِ الخطوط المُبكيَهْ


http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/oct/5/ln9.htm


شكرا لجريدة الجزيرة على امتاعنا ...