حقيقة أخوي حينما يطرح مثل هذا الموضوع فإن معنى ذلك أن هنالك رغبة بالسير في طور المدنية ولكن هذه الرغبة يجب أن تكون حاضرة تطبيقياً في حياتنا ولا شك أنها تحتاج إلى جهد وتعب وتفكير وتخطيط وإقدام


المدنية هي أساس شرعي مطالبين بتطبيقه في حياتنا
ولست أعني بالمدنية التطور التكنلوجي والمعلوماتي والمعيشي فحسب ولكني أقصد به أسمى من ذلك أقصد به روح الإسلام
فالإسلام من معانيه
النظام ، والأخلاق ، والتعاون ، والبر ، والصدق ، والعفاف، ...............الخ

يقول مستر ولز أكبر مؤرخي هذا العصر

كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور من أطوارها ، فاضرب به عرض الحائط ولا تبال به ، لأن الدين الذي لا يسير مع المدنية جنباً إلى جنب لهو شر مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك ، وإن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنى سارت هي الديانة الإسلامية ، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئاً من هذا فليقرأ القرآن ن، إن كثيراً من أنظمته تستعمل في وقتنا هذا ، وستبقى مستعملة حتى قيام الساعة ، وإذا طلب مني القارىء أن أحدد له الإسلام فإني أحدده بالعبارة التالية

[align=center]الإسلام هو المدنية[/align]




ويقول مسيو هنرى دي شامبون مدير مجلة ( ريفو بارلمنتير الفرنسية)

(لولا أنتصار جيش شارل مارتل الهمجي على تقدم العرب في فرنسا ، لما وقعت فرنسا في ظلمات القرون الوسطى ، ولما أصيبت بفظائعها ، ولا كابدت المذابح الأهلية الناشئة عن التعصب الديني والمذهبي ، ولولا ذلك الانتصار البربري على العرب لنجت أسبانيا من وصمة محاكم التفتيش ، ولولا ذلك لما تأخر سير المدنية ثمانية قرون ، نحن مدينون للشعوب العربية بكل محامد حضارتنا : في العلم ، والفن ، والصناعة ، مع أننا نزعم السيطرة على تلك الشعوب العريقة في الفضائل ، وحسبها أنها كانت مثال الكمال البشري مدة ثمانية قرون )


وقصدي من تلك النقولات أن أذكر أنا نحن صناع المدنية ولكن اليوم استضلينا بضلال العولمة الغربية وأردنا أن نقلد مشية الحمامة فما تعلمناها وأضعنا مشيتنا .


وإني أشير هنا إلى أن دور مؤسساتنا الخيرية والدعوية أن تغرس تلك القيم والمحامد في نفوس الشباب المسلم

وما زلت أقول أن على مؤسساتنا الخيرية والدعوية وغيرها ممن له اتصال بالمجتمع أن يبذل المزيد في حركة الإصلاح الإجتماعي والعودة بنا إلى المدنية التي أضعناها وكذا المسجد والمدرسة والبيت

وكذا يجب علينا أن نعلم أن الحياة صناعة وما دام أنها صناعة فهي تحتاج إلى إتقان ومهارة وخروج عن التقليد والبدء بالنفس ففي صلاحها صلاح للغير بإذن الله .



والله ولي التوفيق

شكراً أخوي نفح الطيب