أخي العزيز ر ف ح 1 1 1 :

المسألة بسيطة جدا ، أنا ذكرت في الموضوع الكلام الآتي :
( يصاحب هذا الإستسلام تبديل واضح للهوية والشخصية ظاهرا وباطنا ، فالظاهر : كالملبس بشكل عام لبس العقال تطويل الثوب إلى درجة قريبة من الإسبال ( 2 ) والباطن : فهذا أمر بين العبد وربنا - سبحانه وتعالى - )
فهذا المقطع إذا أخذ من السياق فقد يظن البعض أنني أقصد أن مجرد لبس العقال وتطويل الثوب إلى درجة قريبة من الإسبال ( أي أنه قريب من الإسبال لكنه ليس مسبلا ) ، يعتبر بحد ذاته سلبي وهذا هو مالم أقصده ، فالذي أقصد أن تحول الإنسان من الإلتزام السوي إلى الإلتزام الأجوف ينتج عن هذا فقد إعتزازه بشخصية الملتزم ، فتجده في السابق مقصرا ثوبه إلى منتصف الساق ، فلما انتقل إلى التزام بليد وأجوف نجده طوّل ثوبه إلى ماقبل الإسبال بقليل ، وهذا ليس فيه شيء كحكم شرعي لكنه خلل في اعتزاز الإنسان بمواقفه ومبادئه ، أرجو أن أكون قد أوضحت هذا الأمر ، وكذلك الأمر بالنسبة للعقال .

بالنسبة لتوضيحي في آخر المقال حين قلت : ( أعلم أن العقال ليس حرام ؛ بل الكلام عنه لوحده تفاهة ، وكذلك أعلم أن هناك أمورا قابلة للأخذ والرد لكن أنا ذكرت ماذكرت بحيث أنه يناسب سياق الموضوع ، فلو أخذته بعيدا عن الموضوع لكان هناك كلام آخر )
أولا : أنا ذكرت العقال هنا في السياق السابق كما بينت في أول ردي هذا ، وبالنسبة للعقال فهو لامحرم ولامكروه ولانحوه بل هو جائز ، وأقصد بالتافه هو إثارة البلبلة حول مسألة لبس العقال من عدمه بعيدا عن هذا الموضوع .
ثانيا : الأمور القابلة للأخذ والرد هي الأمور التي فيها خلاف بين أهل العلم كالتصوير والأخذ من اللحية ، هذه كمسائل شرعية نجد أنها قابلة للأخذ والرد وفق ضوابط اتباع الفتوى والأخذ بها ، أما كسياق داخل في هذا الموضوع فإنه من نتائج الإلتزام الأجوف هو تتبع الرخص ، فتجد أصحاب هذا الإلتزام يأخذون بأي مسألة تشبع أهوائهم ولو احتجوا بالخلاف ونحوه إلا أنهم لايهتمون بأي شيء المهم أن يعجبهم القول ، على ذلك أنا قصدي هنا أن نفهم هذه الأمور وفق سياق الموضوع ، أما إفراد تلك المسائل لوحدها فهذه ليس هنا محلها .

بالنسبة للأمر الثالث : فأستميحك عذرا أن يبتعد الموضوع خارج سياقه ؛ لأن هذا يدخلنا في أمور كثيرة تؤثر في أساس الموضوع ، وربما يكون هناك موضوع آخر يتكلم عن الخلاف وأخذ الفتوى وعن تتبع الرخص ونحوها...

جزاك الله خيرا...