مؤامرة لوقف الانتفاضة
القدس العربي (الجمعة 10/9/1423-15/11/2002)عبد الباري عطوان
لا نعرف سر هذا الحماس المفاجيء من قبل الحكومة المصرية لوقف العمليات الاستشهادية وكل اشكال المقاومة الاخري في فلسطين المحتلة، وترتيب لقاءات في القاهرة بين حركتي فتح التي تمثل الحزب الحاكم، و حماس التي تتزعم المعارضة، للتوصل الي اتفاق ملزم في هذا الصدد، يؤدي الي حالة من الهدوء تمهد لعودة المفاوضات.
فالحكومة المصرية لم تتدخل لوقف المذابح التي تعرض ويتعرض لها ابناء الضفة الغربية وقطاع غزة في جنين ونابلس ورفح، ولم تطرد سفير الدولة العبرية في القاهرة احتجاجا، رغم كل المظاهرات الشعبية المصرية الصادقة والمشرفة التي انطلقت في شوارع القاهرة والاسكندرية ومختلف المدن المصرية الاخري. ولذلك ليس من حقها ان تتدخل الان لانقاذ حكومة شارون من ازماتها الاقتصادية والسياسية علي حساب الشعب الفلسطيني وانتفاضته ودماء شهدائه.
نعم حكومة شارون في ازمة خانقة، بل والدولة العبرية كلها باتت تدفع ثمنا غاليا علي ايدي رجال الانتفاضة الفلسطينية من مختلف التنظيمات، بما في ذلك تنظيم كتائب شهداء الاقصي المنبثق عن حزب السلطة، وليس بسبب تحريك الجيوش العربية، وفتح الجبهات والحدود المغلقة امام تهريب الاسلحة والمتطوعين.
حكومة الوحدة الوطنية الاسرائيلية انهارت لانها فشلت في تحقيق الهدف من اقامتها، اي وقف الانتفاضة الفلسطينية وتوفير الامن للمستوطنين الاسرائيليين، وها هي الحكومة المصرية تريد تحقيق ما عجزت عنه الدبابات وادوات القمع الاسرائيلية، ببذل جهودها الحسنة، والقيام بالضغط علي المنظمات الفلسطينية لوقف الانتفاضة تلبية لمطالب امريكية صريحة وواضحة في هذا الخصوص.
الاقتصاد الاسرائيلي الذي كان دائما مفخرة الحكومات الاسرائيلية بسبب نسبة نموه المرتفعة، يعاني كسادا غير مسبوق، الامر الذي دفع الحكومة الحالية للسعي الي قروض امريكية حسنة لانقاذه من عثراته، فنسبة النمو اقل من واحد في المئة، والاستثمارات هربت الي الخارج، والسياحة شبه معدومة، والفضل في كل هذا يعود الي هذه الحفنة المؤمنة من الشباب الفلسطيني الذي رفع لواء المقاومة ونقل المعركة الي قلب تل ابيب
كرد علي اقتحام الدبابات الاسرائيلية قلب نابلس وطولكرم والخليل ورام الله وجنين.
الامن الاسرائيلي، الذي كان الاغراء الرئيسي لقدوم ملايين المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفييتي سابقا وامريكا اللاتينية والحبشة، بات معدوما، او بالاحري شبه معدوم، وعجزت كل اساليب القمع الاسرائيلية عن تثبيته، بما في ذلك القتل والتدمير والعقوبات الجماعية، واستخدام الطائرات من كل الانواع، وسياسة الاغتيالات، واعتقال اكثر من سبعة آلاف فلسطيني.
لماذا الحوار الان بين حركتي فتح وحماس، وفي القاهرة، ولماذا يكون وقف العمليات الفدائية هو اساس هذا الحوار؟
نحن مع الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرورة تعزيزها، ولكن من حقنا ان نسأل عن هذا الحرص المفاجيء علي هذه الوحدة، ولماذا لا تكون هذه الوحدة الوطنية علي ارضية استمرار المقاومة وتصعيدها، وليس علي ارضية انقاذ شارون وحكومته، وتسهيل المخططات الامريكية في المنطقة؟
ثم من حقنا ان نسأل ايضا هل الهدف من هذه التحركات المفاجئة للضغط علي الفلسطينيين هو من اجل انقاذ السلطة او ما تبقي منها، او انقاذ الوطن الفلسطيني، او من اجل تمرير اتفاق خارطة الطريق الذي تحاول الولايات المتحدة فرضه علي الشعب الفلسطيني، لاشغاله عن مخططاتها المقبلة لاحتلال العراق والاستيلاء علي ثروات المنطقة، وتنصيب اسرائيل زعيمة بلا منازع فيها؟
السلطة الفلسطينية ليست مؤهلة لتوقيع اي اتفاقات تتعلق بتقرير مصير الشعب الفلسطيني لسببين، الاول انها فاقدة الحرية، وبالتالي الاهلية، حتي تتخذ خطوة علي هذه الدرجة من الخطورة، والثاني انها لا تمثل الا ابناء الداخل وهؤلاء اقل من ثلث الشعب الفلسطيني.
ومن هنا فان قبول القيادة الفلسطينية باتفاق الطريق المطروح حاليا غير ملزم للشعب الفلسطيني، لانها لم تستفت هذا الشعب سواء من هو منه في مناطق الحكم الذاتي او من يعيشون في مخيمات المهاجر ودول الشتات.
الحكومة المصرية يمكن ان تلعب دور الوسيط، وتطالب بوقف العمليات الانتحارية، وتجد من يستمع لها، لو انها تدعم فعلا المقاومة، وتسهل تهريب الاسلحة لها، وتحرك قواتها لردع اسرائيل ومنع اعادة احتلالها للضف الغربية ومدنها، وفرض حصار مهين علي الرئيس الفلسطيني الذي هو اقرب حلفائها، ولكنها لا تفعل ذلك ولن تفعل، بل تشدد الحراسة علي الحدود، وتنسق مع الجيش الاسرائيلي للبحث عن الانفاق التي يقيمها ابناء الانتفاضة عبر الحدود من اجل اغلاقها.
في الماضي كان الخيار بين باراك وشارون، والان بات الخيار بين نتنياهو وشارون، ومن سخريات القدر ان الحكومات العربية، ومن بينها الحكومة المصرية، وبدعم من السلطة الفلسطينية وقيادتها، تريد توفير كل الاجواء الملائمة لفوز شارون لانه في نظرهم اكثر اعتدالا، او اقل تطرفا من نتنياهو، ولهذا تسعي جاهدة لوقف الانتفاضة، وتجميد العمليات الاستشهادية لمدة عام اما لماذا اختاروا فترة زمنية مدتها عام، فالاجابة بسيطة للغاية، فبعد ثلاثة اشهر تجري الانتخابات الاسرائيلية، وبعد انتهاء الانتخابات بايام تبدأ حرب احتلال العراق.
بعد عام من الان تكمل الولايات المتحدة مخططها في المنطقة، وتحتل العراق، وربما دول عربية اخري، ثم تقول للوسيط المصري وحليفه الفلسطيني شكر الله سعيكم. لسنا بحاجة اليكم، وتنصب شارون زعيما غير منازع علي المنطقة بأسرها. ومن لا يعجبه ذلك فليشرب من مياه نهر الفرات بعد أمركته، تماما مثلما حدث بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، ومثلما حدث لوديعة رابين السورية بشأن هضبة الجولان، والايام بيننا
واشنطن تعتزم مراجعة مساعداتها للدول العربية حتى تظمن الانبطاح الكامل
الجزيرة السبت 11 رمضان 1423 - 16 نوفمبر2002
صرح مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية بأن الولايات المتحدة تعتزم مراجعة جميع المساعدات التي تقدمها للعالم العربي لتحدد إلى أي مدى يمكنها إعادة توجيهها إلى برامج تشجع الديمقراطية وسيادة القانون.
وأضاف أن هذه المراجعة تشمل كل المساعدات لمصر ثاني أكبر دولة تحصل على مساعدات أميركية بعد إسرائيل وإحدى أفضل أصدقاء واشنطن في العالم العربي.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "إننا حاليا بصدد إجراء مراجعة شاملة لكل برامجنا للمساعدات في العالم العربي بما في ذلك مصر، وذلك في إطار مبادرة أميركية للشراكة في الشرق الأوسط". وأضاف "أحد أهدافنا زيادة حصة صندوق المساعدات الذي يدعم تشجيع الديمقراطية وسيادة القانون. هذا يشمل مجموعة من الأنشطة تهدف إلى تعزيز المجتمع المدني والمناقشة المسؤولة في مصر".
ومبادرة شراكة الشرق الأوسط برنامج تبلغ تكاليفه 20 مليون دولار لتشجيع التفكير الإصلاحي في العالم العربي يستند إلى افتراض بأن توفير مزيد من الديمقراطية سيجعل موقف العرب أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتحصل مصر على نحو 1.9 مليار دولار سنويا من المساعدات الأميركية وهو مبلغ لم يتغير تقريبا منذ أواخر السبعينيات عندما وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات على معاهدة للسلام مع إسرائيل.
ولم يقل المسؤول ما إذا كان مجمل حجم المساعدات الأميركية سيتغير ولكن أحد الأهداف هو زيادة حجم المساعدات المخصصة لبرامج الديمقراطية وسيادة القانون. وتذهب معظم المساعدات الأميركية لمصر إلى مشروعات البنية الأساسية مثل شبكة الصرف الصحي بالقاهرة ومشروعات لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية للمصريين.
ولكن الحكومة المصرية أثارت غضب الولايات المتحدة مرتين على الأقل هذا العام الأولى بسجن سعد الدين إبراهيم وهو عالم اجتماع أميركي مصري وبث مسلسل تقول جماعات يهودية أميركية إنه معاد للسامية.
وقال المسؤول الأميركي "أصبنا بخيبة أمل لقيام محطة التلفزيون المصرية الحكومية ببث مسلسل يتضمن مشاهد تتناول ما يسمى ببروتوكولات حكماء صهيون باعتبارها حقيقة. إن هذا البث يلحق ضررا كبيرا بسمعة مصر. سنواصل الإعراب عن قلقنا العميق للحكومة المصرية بشأن هذا الموضوع، هذا النوع من البرامج لا يسهم في مناخ التفاهم المشترك والتسامح الذي يحتاجه الشرق الأوسط بشدة".
ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون بأن العداء تجاه الولايات المتحدة في العالم العربي ناجم عن سوء فهم أو دعاية الحكومات العربية، في حين يقول العرب إن مشكلتهم الأساسية هي السياسات الأميركية.
بريطانيا تطلب من رعاياها مغادرة اليمن
الجزيرة السبت 11 رمضان 1423 - 16 نوفمبر2002
دعت الحكومة البريطانية رعاياها المتواجدين حاليا في اليمن إلى مغادرة هذا البلد بسبب التهديدات المتزايدة ضد المصالح الغربية. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها قررت تشديد توصياتها الرسمية بهذا الخصوص إلى الرعايا البريطانيين الذين يعيشون في اليمن أو ينوون التوجه إليه.
وأضافت الوزارة على موقعها على الإنترنت أنه "على ضوء المخاطر المتزايدة من حصول عمليات إرهابية ضد المصالح الغربية في اليمن، قررنا تعديل نصحنا بالسفر، إننا ننصح الآن بعدم التوجه إلى اليمن وننصح الرعايا البريطانيين في اليمن إلى البدء بمغادرة" هذا البلد.
ورفضت الوزارة مع ذلك أن توضح ما إذا كانت تتحدث عن تهديد بشن هجمات محددة أو أن تحذيرها هو عام. وتنصح وزارة الخارجية البريطانية منذ الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني بعدم السفر غير الضروري إلى اليمن حيث يعيش حوالي 300 بريطاني.
من جهة أخرى أفرجت السلطات اليمنية عن 14 شخصا اعتقلوا إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. وأعلن المحامي خالد العنسي العضو في المنظمة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان أن "المدعي العام أبلغنا بالإفراج عن 14 معتقلا يشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية".
وقال إن "الإفراج عن هؤلاء الأشخاص الأربعة عشر جاء نتيجة للضغوط التي مارستها منظمتنا والبرلمان" عن طريق لجنة تشكلت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للتحقيق في ظروف اعتقال الأشخاص المتهمين بالتورط في أعمال إرهابية.
وأكد العنسي أن "الأشخاص المشتبه بتورطهم في الهجوم على المدمرة الأميركية كول سيحالون على المحكمة في عدن بعد نهاية شهر رمضان". ورجح أن "تفرج السلطات عن المزيد من المعتقلين الذين لم يثبت تورطهم في أعمال إرهابية".
وأقرت أجهزة الاستخبارات في صنعاء أن 104 أشخاص يشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية معتقلون في اليمن، ومن بينهم 15 يشتبه بتورطهم في الاعتداء على المدمرة كول الذي أسفر عن مقتل 17 من المارينز الأميركيين في أكتوبر/ تشرين الأول 2000 في ميناء عدن، بينما اعتقل الآخرون إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.
تأهب أميركي لهجوم مذهل على مصالح استراتيجية
الاتحاد السبت 11 رمضان 1423 - 16 نوفمبر2002
حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي اف•بي•آي مجددا امس من هجوم ارهابي محتمل وصفه بـالمذهل تخطط له شبكة القاعدة داخل الولايات المتحدة، مستهدفة مفاعلات نووية ومنشآت نفطية وصناعة الطيران ومعالم قومية بارزة، وغيرها من المواقع الحيوية، مبينا ان الاعتداء يرمي لإحداث خسائر بشرية فادحة واضرار اقتصادية بالغة وصدمة نفسية عنيفة•
ويجيء انذار اف•بي•آي في وقت لقي شخصان مصرعهما واصيب تسعة آخرون بانفجار قنبلة امس بجنوب باكستان فيما بدا على انه حادث مرتبط بتنفيذ حكم الاعدام بأحد سجون ولاية فيرجينيا الاميركية صباح امس بحق المواطن الباكستاني مير ايمال كاس 38 سنة لإدانته بقتل عنصرين في المخابرات المركزية الاميركية سي•آي•ايه بالرصاص عام 1993 واصابة ثلاثة آخرين في نوبة غضب ضد كل ما هو اميركي•
من ناحية اخري قالت مصادر حكومية اميركية امس ان سلطات بلادها امسكت حديثا واحدا من اكبر 20 زعيما للقاعدة• ورفضت المصادر ذكر اسم القائد المحتجز التي قالت انه تم الامساك به خلال الاسبوع الماضي ولكنها اشارت إلى انه ليس ايمن الظواهري ولا خالد شيخ محمد ولا سعد نجل اسامة بن لادن•
مواقع النشر (المفضلة)