آخر المشاركات

النتائج 1 إلى 15 من 23

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو متميز جدا

    هبوب الريح غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Aug 2002
    المشاركات
    1,388

    .. الذنـــــــــــــــوب .. تحت .. المجهـــــــــــــــــــر ..

    أحبابي أعضاء المنتدى ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    تحية كلها .. شوق .. وأنس .. بلقياكم ..



    .. الذنوب .. تحت المجهر ..

    هذا بحث بسيط على عجل كتبته عن الذنوب أو المعاصي أو الآثام أو الخطايا وغيرها من المسميات التي تصدر من العباد وفيها نوع مخالفة ، ولن يكون الطرح هنا وعظيا بقدر ما هو بيان وتوضيح لبعض الالتباسات التي قد تحصل من خلال هذا المفهوم ، والذي دعاني حقيقة لكتابة هذا الموضوع مانراه من غبش للرؤية وشرخ بيّن حيال تلك القضية خصوصا من الذين سيماهم الصلاح والاستقامة .. وسيكون البحث من خلال نقاط :

    1. معنى الذنب : هو كل قول أو فعل نهى الله سبحانه وتعالى عن ارتكابه على سبيل التحريم سواء في كتابه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .

    2. أنواع الذنوب : هما نوعان ..
    أ. الكبائر : وهو كل ذنب توعد عليه الشارع إما بلعن أو غضب أو ترتب عليه حد في الدنيا أو عقوبة في الآخرة .
    ب. الصغائر : وهي ما دون الكبائر .

    3. حكم مر تكبها : لا شك أنه حري بالمؤمن أن يبتعد عن هذه الآثام بنوعيها لما فيه من الضرر ونقص الإيمان على مرتكبها .. لكن من جهة أخرى فإن من ارتكب أي ذنب من تلك الذنوب فإن لا يخرج من دائرة الإسلام ولا يحكم بكفره إلا عند الاستحلال .. فكل بني آدم خطاء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن حتى الأنبياء قد يقعون في صغائر الذنوب لكن الله يوفقهم للتوبة منها وله أدلة ومن أراد الاستزادة فليراجع كتب الاعتقاد . فإن حصل هذا مع الأنبياء فمن دونهم من باب أولى .

    4. موقف أهل السنة من مرتكب الذنب : تقرر سابقا أن كل بني آدم خطاء والتقصير حاصل بل هو سمة في البشر .. وعليه فمن كانت هذه حاله فإنه يقال عنه : مؤمن بإيمانه وفاسق بمعصيته لكنه وإن فعل أو قال لا يحكم بخروجه من الإسلام .. ولا ينفى عنه مطلق الإيمان هذا في الدنيا أما في الآخرة فأمره إلى الله سبحانه خلافا للمعتزلة وغيرهم .. قال حافظ حكمي رحمه الله :
    والفاسق المليّ ذو العصيان .. لم ينفَ عنه مطلق الإيمـــــــــــــان
    ولا نقول إنه في النـــــــــار .. مخلد بل أمـــــــــــره للبــــــــاري
    تحت مشيئة الإله النافذة .. إن شاء عفى عنه إون شاء آخذه
    ومن المتقرر أيضا أن الإيمان بين العباد متفاوت وهو يزيد وينقص حسب عمل العبد من خير أو شر قال تعالى ( ... وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) فإن عمل العبد الخير زاد إيمانه وقربه من ربه وإن فعل الشر نقص إيمانه وبعُدَ عن ربه قال حافظ حكمي رحمه الله :
    إيماننا يزيد بالطاعات .. ونقصه يكون في الــــــــــزلات
    وأهله فيه على تفاضل .. هل أنت كالأملاك أو كالرسل

    5. موقف المسلم من الذنوب : على كل مسلم أن يبتعد عن الآثام كبيرها وصغيرها وإن وقع فيها فعليه التوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى .. لكن ليعلم أن صغائر الذنوب تكفرها الصلاة والصدقة والصيام والحج والعمرة وغيرها من الأعمال الصالحة أما الكبائر فإنها تحتاج إلى توبة بشروطها المعروفة من إخلاص وندم وعزم على عدم العودة وغيرها .. لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه سلم قال : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش كبيرة ) .. وليعلم أيضا أن الصغيرة مع المداومة عليها تتحول إلى كبيرة قال ابن عباس رضي الله عنه ( لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ) .

    6. بعض الأخطاء في ذلك المفهوم ( وهذا ما يهمني كثيرا ) :

    أ. البعض هداهم الله وممن يحسبون على أهل الصلاح يخطئون في قضية التفريق بين صغير الذنوب وكبيرها فتجد بعضهم يشنع على من يحلق لحيته وينسى أو يتناسى من يغتاب أو يسبل ثوبه مع أن الأولى من الصغائر والأخيرتين من الكبائر .. مع أن كلاهما ذنب لكن كان الأولى الاهتمام أكثر بمن ارتكب الكبيرة وعلى ذلك قس ..

    ب. لا بد أن نفرق في قضية الإنكار وقضية الجلوس مع فاعل الذنب بين تلبس المرء وهو يفعل الجرم وبين ظهور أثره عليه فمثلا من يحلق لحيته إن كان عند الحلاق فهو متلبس بالإثم وإن كان خارجه فهو لم يتلبس به بل يرى عليه أثر الذنب ففي الأول نقول هنا يجب الإنكار وعدم الجلوس أما في الثاني فنقول بقضية الإنكار دون قضية عدم الجلوس ومثله من يشرب الدخان وعلى ذلك قس ..

    ج. يتساءل كثيرون إذا رأيت شخصا يفعل منكرا ومررت من عنده كشرب الدخان مثلا هل أسلم عليه أم لا ؟ البعض يقول : لا أسلم لأنه في سلامي عليه أشبه بالرضى عنه .. وبعضهم يقول : بل أسلم عليه لأنه يبقى مسلما وتربطنا به أخوة الدين ، والفصل في ذلك قول العثيمين رحمه الله : أنك تسلم عليه وتنصحه وتخوفه بالله .

    د. يظن البعض أن الإنكار حِكر على العلماء وطلبة العلم والدعاة وأن من يفعل الذنب لا ينصح الناس ولا يرشدهم وهذا فهم خاطئ ، صحيح أن الأولى بالمرء الاهتمام بعيوب نفسه وإصلاحها لكن من منا ذلك الرجل المعصوم الذي لم يعص الله قط فكل بني آدم خطاء .. بل جاهد نفسك في إصلاحها وإصلاح المجتمع .. ولو قلنا بعدم ذلك : .......... فمن يعظ العاصين بعد محمد .

    هـ. صحيح أنه على كل مسلم واجب الإنكار بما يستطيع إما باليد أو اللسان أو القلب وهو أضعف الإيمان كما في الحديث .. ولا بد أن ينظر في ذلك للمصلحة فإن كان الإنكار باليد قد يجر إلى منكر أعظم فإنه يتجه إلى اللسان وقد يحل محله القلم برسالة خطية أو اتصال أو رسالة جوال .. والإنكار باليد هذا الزمن هو من اختصاص ولي الأمر ( الحاكم ) أو من ولاه الأمر كالهيئة أو من له سلطة تحت يده كالأب مثلا .

    د. على المرء أن يسعى للحق جاهدا .. وليس عليه أن تتم المقاصد
    ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم مبناها على التبليغ والإعذار أمام الله قال تعالى ( .. إن عليك إلا البلاغ ) وما يفعله البعض من التشدد وخلْق أساليب مقيتة بعيدة كل البعد الهدي النبوي في الإنكار ربما تفسد أكثر مما تصلح . فالله قال لنبيه ( إن عليك إلا البلاغ ) فإن زال المنكر هذا المطلوب وإن لم يزل فالذمة قد برئت بالإنكار .

    و. يستغرب الكثير إذا رأى من ظاهرهم الاستقامة الوقوع في بعض الأخطاء والذنوب وربما تناقله الناس
    في مجالسهم واستراحاتهم .. صحيح أن اللطخة في الثوب الأبيض ليست كاللطخة في الثوب الأسود .. لكن هم بشر كغيرهم يصيبون ويخطئون والمشكلة فينا نحن عندما نرفعهم عاليا لدرجة التقديس وهم في النهاية أصولهم أرضية طينية .. والحي لا تؤمن عليه الفتنة .

    7. رسالة أخوية :
    إلى كل من ابتلي بالذنب ، وتلطخ بالجرم والعيب ، احذر من سخط الجبار ، فهو يراكَ الليلَ والنهار ، ولا تطع ما يمليه إبليس ، فهو لا يأمر إلا بكل خسيس ، واسلك طريق أهل الطاعة ، وخذ من دنياك بالقناعة ، فالذنوب أمرها خطير ، وشرها كبير مستطير ، ولا تيأس من رحمة الله ، فأخلص له العمل واجتهد في رضاه ، اسأل الله لي ولك التوفيق ، وحسن العمل ولزوم جادة الطريق .

    والموضوع طويل والنقاش فيه واسع وأترك المجال للإخوة للإدلاء بآرائهم ونثر تجاربهم في ذلك ..
    التعديل الأخير تم بواسطة هبوب الريح ; 23 Jan 2006 الساعة 08:20 PM
    [align=center]إذا هبت رياحك فاغتنمهــا .. فإن لكـــــــل خافقــــة سكــون[/align][align=center]ولا تغفل عن الإحسان فيها .. فما تدري السكون متى يكون ؟[/align]

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك