[align=center]
رد الشيخ / النجيمي على تجني الموسى :


رداً على الموسى
العلماء أول من وقف ضد الإرهاب ونصيحتك للعميرة إقصائية
قرأت مقالاً في "الوطن" للكاتب علي سعد الموسى بتاريخ الأحد 13/3/1428هـ بعنوان (مع فضيلته على منبر مفتوح)، بدأ مقاله بالثناء على شخصي فأشكره على ذلك وأقدر له هذا الإنصاف وليس مستغربا من أخي الدكتور علي، فهو يتصف بحسن الخلق والأدب واحترام الآخرين وقال إن المرتكزات الأربعة التي ذكرتها في محاضرتي وهي:
1- الدين
2- البيعة والطاعة لولاة أمرنا وهم الأسرة الحاكمة حيث أجمع الشعب السعودي منذ أكثر من 260 عاما على اختيار هذه الأسرة للحكم لتمسكها بالدين وحرصها على وحدة أبناء هذا البلد ومصالحه.
3- الوحدة الترابية للمملكة العربية السعودية التي مكث الملك عبدالعزيز وإخوانه وأعوانه أكثر من 32 سنة من الجهاد والوحدة، حتى تم بناء هذا الكيان العظيم ورسخ الملك المؤسس ذلكم العهد المتين الذي جرى بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب عليهما رحمة الله.
4- الطاعة والسمع لعلمائنا في فتاواهم التي تمثلها هيئة كبار العلماء والتي هي المرجع الشرعي الوحيد للدولة والأمة، فصدر الأمر الملكي الكريم برقم 1/ 137 وتاريخ 8/7/1391هـ بإنشاء هيئة كبار العلماء واعتبارها المرجع الشرعي للدولة والأمة.
إلا أن الأخ الدكتور علي مدحني ثم أرسل رسائل ملغومة بعد ذلك، وكما قال هو إنه استغل موقعه ككاتب في صحيفة الوطن، وواصل الحديث بعد أن أقفلنا اللاقط وقال إن من الشجاعة أن يعترف أن هذا ليس من قياسات المروءة في السجالات الفكرية. وأنا أؤكد على هذا فكل ما ذكره الأخ علي في مقاله سبق أن رددت عليه ووضحته في منتدى الشيخ أحمد العميرة وما كان ينبغي له أن يعيد الكلام في هذا الموضوع وأن ينقل النقاش إلى صفحات صحيفتنا المحبوبة، صحيفة الوطن، والتي منحتنا مساحة لا بأس بها من النقاش وتبادل الرأي على صفحاتها.
يرى الدكتور علي أني أعشق الجدل مع الأفراد والتيارات شأني في ذلك شأن بدايات الصحوة.
أقول ليس هذا دقيقا، فإني كما ذكرت أنت في صدر كلامك أحب الصراحة ولا أقبل المجاملات في مثل هذه القضايا ولعل الأخ علي ينظر إلى الناس بعين طبعه وكما يقال في المثل "رمتني بدائها وانسلت" ومع احترامي لكثير من رموز الصحوة وخلافي معهم في بعض منطلقاتهم وآرائهم فإني لست في حاجة إلى الشهرة والأضواء لأن هذا ليس من طبعي ثم إن ديني يمنعني من البحث عن الشهرة على أكتاف الآخرين. ولم يخدعني الصف الأول لأنهم إخوة وأعزة أتفق معهم وأختلف لكنهم فيما يبدو أخافوك أنت وهذا سر اضطرابك وبدئك في توزيع الاتهامات ميمنة وميسرة وقد رفعت رأسي في القاعة فعرفت ورأيت أن الأغلبية الساحقة يحبون الإسلام ويدافعون عن مبادئه وقواعده وهذا ما لم تدركه أنت يا أخ علي ولا كثير من الكتاب الذين يخوضون في مسائل شرعية يجهلونها ويمسون بعض الثوابت من حيث يشعرون ولا يشعرون ويعتقدون ظناً أن الآخرين يقصونهم والعكس هو الصحيح. وسأضرب لك مثلين بسيطين يبينان إقصاء الطرف الآخر وخوفه من الحجة والدليل الأول: ما حدث في كلية اليمامة، حيث اختير المحاضرون على أساس إما أنهم موالون لذلك التيار أو لا يعاركونه ويناقشونه أو أنهم سيعتذرون عن الحضور أما الذين يناقشونهم ويردون عليهم فقد استبعدوا أسماءهم من الندوات واللقاءات.
الثاني: ما حدث في معرض الكتاب من العام الماضي من قصر المحاضرين على تيار واحد وهو تيار الأقلية، ولو ألقينا نظرة على بعض صحفنا ووسائل إعلامنا لرأينا الإقصائية ظاهرة وواضحة لكل ذي عيان. أما قضية السفارات والشيكات فقد حسم الأمر في ذلك سمو وزير الداخلية في حديثه أمام الهيئات العام الماضي، وقد ذكرت ذلك في المحاضرة.
أما قولك: "كلنا نعرف من أين التيار الذي باشر التفجير والتكفير ونسف اسم الوطن واستبدل مسمياته: كل تيار يقدم أدلته الملموسة وسأعيدها بالفم المليان أنا مع المرتكزات الأربعة" لعلك تلمح إلى أننا مسؤولون عن التفجير والتكفير وهذه تهمة ينفيها الواقع، فالعلماء وطلبة العلم الشرعي والدعاة والاتجاه الإسلامي قد وقفوا ضد الإرهاب بالفتاوى وكشف الشبهات وبيان خطر هذا الفكر المنحرف وهذا أمر شهد به العدو قبل الصديق، فها هي نائبة رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي عندما حضرت مؤتمر الإرهاب في شهر ذي الحجة 1425هـ في مدينة الرياض، قالت إنها فوجئت بموقف العلماء والمشايخ من الإرهاب لأنها كان يقال لها عكس هذا وقالت إن العلماء والمشايخ وطلبة العلم الشرعي استطاعوا أن يردموا الهوة بينهم وبين الشباب الغالي (المتطرف) بنسبة فاقت 80% وهذا ما نشرته صحيفة الحياة من نفس أسبوع المؤتمر فأنت تلاحظ أمرين:
الأول: أنها لم تتهم العلماء والمشايخ وطلبة العلم الشرعي بأنهم مسؤولون عن الإرهاب.
الثاني: أنها "امتدحت جهودهم في محاولة حوار ومناقشة هؤلاء الشباب.
ومن المفارقات أني قرأت في يوم 17/3/1428هـ مقالا لشاكر النابلسي الكاتب الأردني بعنوان "تهافت علاقة التعليم الديني بالإرهاب". ومما قاله "المناهج الدينية، التي يتحدثون عنها الآن كانت من أساسها وأفكارها الأولى موجودة منذ ق/18،19.
ولعل النظر في كتب التدريس الدينية المعتمدة من الجامع الأزهر، يبين لنا قدم هذه المناهج".
ومما قاله أيضا "من الباحثين من يركز على أثر الفكر الديني الوهابي وعلى دوره في رفع وتيرة الإرهاب على هذا النحو الذي نراه الآن في حين أن الوهابية كانت موجودة منذ ق/18، 19.
فأنت ترى هذا الكاتب اللبرالي قد تراجع عما كان يعتبره سببا للإرهاب وهي المناهج، فيا ليتك أنت تتراجع عن اتهامك للاتجاه الإسلامي بأنه وراء الإرهاب والتكفير والتفجير.
وأما قولك إن كتاب أبو محمد المقدسي الشهير "الكواشف الجلية" أن هناك من كان يوزعه بالآلاف فهذا ليس شأننا نحن وما دخلنا في أن جماعة إرهابية فاسدة قامت بتوزيعه.
لا تعتقد بأنك تخيفنا بهذه الاتهامات المبطنة فأنا من أوائل الذين ردوا على كتاب "الكواشف الجلية" وغيره من كتب التكفير والإرهاب.
أما قضية تيار الهوية الأممية على حساب الهوية الوطنية فأقول أنتم تخلطون بين الحفاظ على الهوية الوطنية والتي بينتها في كتابي مفهوم المواطنة في الفكر الإسلامي وبين الهوية الإسلامية للأمة والوحدة، فالمحافظة على الوطن الخاص مطلب شرعي بينه جهابذة العلماء والفقهاء قديما وحديثا ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير ومحمد بن عبدالوهاب والشوكاني وابن عثيمين وغيرهم وملخصه أن انقسام الأمة إلى مجتمعات لكل مجتمع دولته وحدوده شيء قائم منذ عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه إلى يومنا هذا ومازال أئمة الإسلام يدينون بالولاء والطاعة لمن تأمر على ناحيتهم وإن لم تكن لهم خلافة عامة وبهذا نعرف ضلال ناشئة نشأت تقول لا إمامة للمسلمين اليوم فلا بيعة لأحد.
ولكن المحافظة على الهوية الوطنية لا تغني عن السعي لوحدة الأمة الإسلامية في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية على الأقل ويكون لنا تكتل خاص كما للأوربيين السوق الأوروبية المشتركة، فالعالم عالم التكتلات. ولكن البعض يريدون الرجوع إلى فكرة القومية العربية التي تمحو جميع الثقافات الأخرى وإن كانت إسلامية أو المواطنة بمعناها الغربي التي تستبعد الدين. إن متطرفي التيار اللبرالي ومثلهم المتطرفون الدينيون يسعون إلى طرفي نقيض، فاللبراليون المتطرفون يسعون إلى الأوطان الصغيرة وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ والمتطرفون الدينيون يسعون إلى وطن واحد يسفك الدماء وإبطال البيعة للحكام في أوطانهم وكلاهما يخدم الاستعمار شاء أم أبى فالمتطرفون اللبراليون يعتمدون على الخارج اعتمادا كاملا والمتطرفون الدينيون تسيرهم المخابرات الأجنبية شاءوا أم أبوا. أما الذي سأل عن الدليل الشرعي، فيما يتعلق بالبيعة لولي الأمر وعلى جواز القول بالهوية الوطنية. فليس من الصف الأول على ما أذكر ثم إني أحمله على السلامة ولا أشك في نيته كما هو منهجه فلعله أراد معرفة الأدلة حتى يرد على من يشكك في هذا الأمر أو لعله جاهل أو متطرف فيعلم.
وأما ما ذكرته من إحصاءات تبرهن أن العام الجاري وحده قد شهد أكثر من ألف نشاط إسلامي فأين الإقصائية؟
أقول أنت تحرف الكلام يا أخي فالمقصود هو الإقصاء من بعض وسائل الإعلام فقط لا غير. أما المنابر الأخرى والفضل لله فإنها متاحة للجميع.
وأما همستاك لأخي الشيخ أحمد العميرة فأقول في الجواب عنهما لم يظن الشيخ أحمد أن رجال ألمع كانت قفرا ثقافيا بل إنه كان يحدثني قبل وبعد الندوة بأنه معجب بثقافة وعلم وفضل وكرم قبائل رجال ألمع. أما نصيحتك له بألا يستغل البعض هذا المنتدى من أجل قفل مساحة ثقافية عرفت بالانفتاح الواعي فهذه نصيحة إقصائية فكأنك تقول له لا تستضف إلا تيارا محددا فصلته أنت وقومك وحددتم معالمه وحدوده ثم وصفتموه بالوسطي المفتوح فالنصيحة تكشف عن إقصائية لا عن وسطية وخوف من الآخر لأن بضاعتكم مزجاة ولأنه لا قواعد ثقافية لكم فكان ينبغي لك أن تشيد بهذا المنتدى الذي استضاف شخصين من تيارين فكريين مختلفين. وفي ختام كلامي هذا أود أن ألفت نظر الأخ يحيى إبراهيم البريدي الذي كان يرغب مني ومن الدكتور علي الحديث عن المواطنة لا تبادل التهم إلا أن المحاور التي وضعت هي التي حددت مسار الحديث، فقد كانت عن التيارات الفكرية والإقصاء، وبالتالي فإذا أردت أن تعاتب فعاتب المنظمين لا المحاضرين.
وأختم حديثي بأني أعشق الحوار الصريح وأكره المجاملات في القضايا الفكرية والدينية وأقدح من زنادي ولست أتلقى تعليمات وتوجيهات من تيار أو جماعة. أما أخي الدكتور علي فأعتقد أن من يعمل معه في نفس الاتجاه قد مارس عليه ضغوطا شديدة ليعيد ما قيل في المحاضرة على صفحات الوطن ويا ليته بين ردي على ما قال لكنت اكتفيت بمقاله.

الدكتور محمد يحيى النجيمي - أكاديمي وكاتب سعودي


http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...eno=2385&id=52

[/align]