أيها الأحبة الكرام ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مســـــــــــــــــاء الفل والكادي ..

موضوع أرقني .. وبالليل أسهرني ..

لا أطيل عليكم فدونكموه وهو بعنوان :


[align=justify] .. الحــــــــــــــــــــــــــــــــور .. بعد .. الكـــــــــــــــــــــــــور ..


في ليلة شتوية باردة .. كانت الأفكار خامدة .. أضأت المصباح .. عليّ أنعم بصباح .. أوقدت الحطب .. وقدمت الرُطب .. بجانبي إبريق .. له بريق .. وبيدي عصا .. جعلته لمن عصى .. نكتُّ به غُبار الغبراء .. ولدي سمو يعلو للسماء .. وهمة تفلق الهام .. وقدم لا تعرف غير الإقدام .. فكرتُ في ذلك الصديق .. جلاء الأحزان عند الضيق .. الذي كان للخير معانق .. ومن دروب الفضيلة لاعق .. مازلت أذكره للإحسان سابق .. لا يعرف الشرور ولا البوائق .. ترى ما حاله الآن؟ أهو على نهجه أم لان ؟ رحت أسبر تلك الحال .. فجاءني الرد في الحال .. يقول : يا من أصابه الأرق .. وتصبب منه العرق .. امكث هنا ساعة .. وآتيك بالنبأ الساعة.. طويلا انتظرت .. ومن الشُرفة نظرت .. ربما عليّ كذب .. واللهِ لأعلمنّه الأدب .. وما هو إلا وقت يسير .. حتى رمقت خيالا يسير .. فناداني أتريد الخبر ؟ فكلامي كله مبتدأ وخبر .. قلت : وأنا رجل من الأعراب .. فلا تكلف من حيث الإعراب .. فتنهدّ تنهدات .. وقال : أنت تسأل عن مَوَات .. قد انشغل بالحقير .. فيا له من حقير .. أتذكر ذلك العشير .. هو الآن كآكل الشعير .. لا يحمل في قلبه أي هم .. وليس له رصيد في الطاعة ولا سهم .. بعد أن كان يحمل في صدره القرآن .. استبدله بالمعازف والألحان .. قد صاحب الأشرار.. وابتعد عن الأخيار .. كل يوم هو في بار .. وليس بوالديه بار .. أعرض عن هدي الرسول .. وصار للفُحش رسول .. قلت : مهلا أرجوك تمهل .. فإن لي جيران وأهل .. أرغب بالصياح .. حتى الصباح .. قد قُص مني الجناح .. فليس عليّ جُناح .. أين تيك الأيام ؟ رحلت كأسراب الحمام .. ذكر وتسبيح وتهليل .. وشكر للخالق الجليل .. إيـــــه فهذه الدنيا لا تدوم لأحد .. خذها مني وأخبر كل أحد .. السعيد من ليس بها يغتَرّ .. ولا إلى حطامها يجتَرّ .. والقلوب بين أصابع الرحمن .. سواء إنسُها والجان .. فاللهم أحسن لنا الختام .. وأغننا بالحلال عن الحرام .. ونعوذ بك من الحور بعد الكور .. ومن كل إثم وسوء وجور ..
[/align]