محمد الرطيان
حفلة ملكية.. لملك البساطة
حماسة غير طبيعية تجتاح منطقتنا الشمالية هذه الأيام.
هناك من أخرج "المشالح" الملونة من دواليبها.
وهناك من أخرج من فائض الريالات لديه، وعلّق اللوحات الترحيبية على جوانب الطرق.
وهناك من استعاد كل طاقته ومواهبه في "العلاقات العامة" وذلك لكي يحصل على رقعة الدعوة.
وهناك من سطّر "معاريضه" العصماء.
وهناك من عُشاق الضوء من يحلم بصورة بجانب الملك، أو بلقطة تلفزيونية عابرة.
وهناك من يحلم بحظوة
وهناك من يطمع بـ"شرهه"!
و"أبو متعب" عندما يأتي، يستحق أن نتزيّن له، ونزيّن الشوارع والطرقات بصورته البهيّة..
وقبلها نزيّن القلب بالمحبة التي يستحقها.
وأميرنا "أبو خالد"، الذي لم نر منه إلا كل خير وتقدير وكرامة، يستحق أن نقف إلى جانبه في هذه الزيارة التاريخية.
ولكن.. لم يغب عن استقبال ملك البساطة سوى البسطاء من الناس.
فالدعوات لم تصل إلا إلى "الأعيان" و"الوجهاء" و"الشيوخ".. ومن يمتلكون شبكة معقدة من العلاقات العامة. وهؤلاء اعتدنا منهم أنهم يذهبون ويعودون لأسبابهم الشخصية.
يا ملك البساطة.. ويا حبيب البسطاء..
البسطاء الذين يدعون لك صباح مساء، بأن يطيل الله عمرك، ويمتعك بالصحة والعافية.
هؤلاء البسطاء يا سيدي مطالبهم، وحاجاتهم، سهلة وبسيطة وواضحة:
يريدون شبكة من الطرق لا يفقدون فيها أحبابهم.
يريدون جامعات وكليات تمنح الفرص التعليمية لأبنائهم وبناتهم.
يريدون المستشفيات التي يعالجون بها مرضاهم
يريدون الفرص الوظيفية التي تحمي الأولاد من الضياع، وتمنح الأسر فرص العيش الكريم.
يريدون الفروع لكافة الإدارات الحكومية، لكي لا يسافر أحدنا مئات الكيلومترات للحصول على توقيع.
يريدون الإحساس بأنهم جزء لا يتجزأ من مملكة رائعة وكريمة، تمنح رعاياها الكرامة والحريّة.
ونيابة عنهم، أقول لك يا سيدي، ويا والدي:
ألف أهلا وسهلا بك.
وإن لم تكن الأغلبية تملك ما يجعلها ترفع اللافتات لك في الشوارع
فاعلم يا سيدي أنهم رفعوا اللافتات الأغلى والأعلى والأثمن..
وعلقوها على جدران القلوب
وكتبوا عليها: "نحبك يا أبو متعب".
http://www.alwatan.com.sa/news/write...d=294&Rname=80
مواقع النشر (المفضلة)