آخر المشاركات

الاعلامية البندري تركي تغطي حفل توطيد العلاقات بين سفارة النرويج وسفارة اليابان :.:.: تغريدة البجعة :: الاعلامية البندري تركي تغطي حفل توطيد العلاقات بين سفارة النرويج وسفارة اليابان :.:.: تغريدة البجعة :: الحلقة السادسة من تراثيات حديثة مع البندري تركي و صالح الشويرخ تاريخ حي الوشام :.:.: تغريدة البجعة :: الحلقة السادسة من تراثيات حديثة مع البندري تركي و صالح الشويرخ تاريخ حي الوشام :.:.: تغريدة البجعة :: تستطيع الحصول بطاقات ايوا في السعودية :.:.: تغريدة البجعة :: مجموعة ديرتنتا لجميع أنواع التصاميم والطباعة والتعبئه في الامارات :.:.: تغريدة البجعة :: متخصصون في جميع أنواع التصميم والطباعة والتعبئه لشركات المستحضرات الصيدلانيه وغيرها :.:.: تغريدة البجعة :: كيف تحقق أكثر من 1000 دولار بالشهر بسعر وجبة عشاء :.:.: تغريدة البجعة :: سكاي فليكس يوفر لك كل احتياجاتك الخاصه في مكان واحد :.:.: تغريدة البجعة :: دعوة لحضور لقاء "القانون وريادة الأعمال" للتعريف بالإجراءات القانونية للشركات الناشئة :.:.: تغريدة البجعة ::

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 74
  1. #16
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الرابعة)...



    كانت زوجتي المصون قد استيقظت فخرجت من حجرة النوم تبحث عني.....فوجدتني مستلقيا أتجاذب

    الحديث العذب مع العروس....

    وكنت قد أمضيت وقتا طويلا دون أن أشعر بمروره....آآه...آه....ما أعذب الأوقات وما أحلى الخلوات مع

    العروس خفيفة الدم...قبل الدخول....ولكن ما أفظع المنظر حين تهبط عليك أم العيال في تلك الحال وأنت سارح لا

    تدري....

    يا للهول....حلم جميل فجأة ينقلب إلى كابوس مريع....

    انهارت زوجتي بالبكاء والنحيب ودخلت في موجة من العويل والندب.....

    حاولت جاهدا التخفيف عنها....ولم تعد تفلح كلمات اللف والدوران كما يقولون....مثل:أنت فاهمة غلط....

    والموضوع له أبعاد لا تعرفينها....

    كانت تبكي بحرارة....وقد ألهبت قلبي حين رأيت دموعها تنهمر بغزارة.....وتسأل بحرقة ولهفة وتقول:

    من هذه التي كنت تتكلم معها؟؟؟....من هذه؟؟؟؟من؟؟؟؟؟؟......

    اضطررت للرضوخ بعد عدة محاولات للتهرب....واعترفت في النهاية....والاعتراف سيد الأدلة....

    لم تعد زوجتي تتمالك نفسها....وقد خشيت عليها...وكنت كما ذكرت سابقا إنني ما زلت في سنة أولى تعدد...

    أخذت بيديها ويممت بها إلى غرفة النوم.....وطلبت منها أن تستريح وأن تهدأ....وأن تذكر الله....وتستعيذ

    بالله من نزغات الشيطان الرجيم.....

    وطفقت أذكر لها مكانتها.....وأحلف لها بصدق محبتها....وطيب ودادها ولكنه نصيب مكتوب...وقدر

    محتوم يا قرة العين....

    قدر!!!!وأنت الذي بحثت عنها وسعيت خلفها حتى تزوجتها.....ثم تقول:قدر.....

    اهدئي يا بنت الحلال.....وأبشري بالخير....وبما يرضيك.....وأرجوك من أجلك ومن أجل طفلينا أرجئي

    النقاش إلى وقت آخر....أنت بأشد الحاجة إلى نيل قسط كبير من الراحة.....لا عليك يا حبيبتي.....

    كانت المسكينة مصدومة صدمة هائلة....أضعفت قواها.....ولم تعد تستطيع التحدث إلا بصوت ضعيف كبله

    الذهول والتفكير......وأما أنا فلم يعد لي شغل سوى البحث عن حل للخروج من المأزق الكبير....تماما كحال

    الغول الأمريكي في المأزق العراقي....مع أنني لست غولاً..

    هرولت إلى المطبخ وأعددت لها كوبا من العصير بعد أن عانيت في تحضيره وأحدثت في نظام المطبخ فوضى

    مزعجة....

    شربت شيئا من العصير بعد توسلات خجلى وترجيات بتداعيات المفاجأة حبلى.....

    واستأذنتها للخروج.....وخرجت لا أكاد ألوى على شيء...وأخذت أبحث في دفتر الأفكار....ومجلد الخطرات عن

    وسيلة وطريقة للتعامل مع هذا الحدث الجديد....والنازل الفريد؟؟..

    أخبرت العديل المحترم....فأوصاني بالحزم والشدة وضرب الحديد وهو في غاية السخونة...

    ولا غرابة في ذلك وهو يحمل قدرا من ثقافة الشدة والاستبداد كالتي يحملها الحرس القديم في عدد لا بأس به من

    الأنظمة العربية العتيدة....التي تقوم على الإقصاء والشمولية وضرب المعارضين بيد من حديد....وأخرى من فولاذ..

    وعدت بعد نحو ساعتين ودقات قلبي تسبقني وتتساءل ما هي الأخبار؟وما حال الزوجة الحزينة؟؟؟...

    دخلت عليها فوجدتها مستغرقة في البكاء والنحيب....فتألمت ولكنه كان ألما ممزوجا بجرعة صغيرة من التغيظ

    والحنق...لأنني لا أريد أن تتعب أكثر....وتعاني....ولا أريد أن أعاني أيضاً...

    كانت ليلة عصيبة....كأننا فقدنا عزيزا علينا....أووووه...من غيرة النساء حين تبدأ كلهب صغير أحدثه عود

    الثقاب ثم تشتعل شيئا فشيئا حتى تصبح حريقا مخيفا....ونارا تلتهم الأخضر واليابس وما بينهما....

    وغيرة النساء منها سريع الاشتعال بطيء الانطفاء....ومنها بطيء الاشتعال بطيء الانطفاء....ولعل غيرة زوجتي

    من هذا النوع....

    كانت ليلة خيمت عليها غيوم الأحزان وسحب الاكتئاب....وزاد من تعكير أجواء هذه الليلة أن حالة الطوارئ

    أعني حالة النفاس معلنة في منزلنا....

    هذه الحالة الكئيبة لو رفعت لكان بالامكان قطع شوط كبير في سبيل إنهاء النزاع....وإظهار شيء من حسن النوايا

    التي من المهم إظهارها قبل إبرام صفقة الحل النهائي وإنهاء جميع المشكلات العالقة بين الطرفين....

    وانبلج الإصباح وخرجت للصلاة وكأنني خارج من زنزانة....فقد عشت صراعا نفسيا لا يطاق....

    خصوصا وقد اعتصمت زوجتي بالصمت وأضربت عن الطعام....

    وحاولت في تلك الليلة أن أكون أباً وأماً في نفس الوقت لطفلينا الصغيرين...اللذين لم يكفا عن الصراخ أكثر تلك

    الليلة العصيبة....متضامنين مع قضية أمهما العادلة....

    نسيت أن أقول إنه حين فاجأتني زوجتي بالدخول ألقيت سماعة الهاتف....وقد تطرق إلى مسامع العروس

    شيء من الصخب والضوضاء.....فانفتحت لي جبهة أخرى.....فصرت أدافع على جبهتين....وإحاول إرضاء

    زوجتين....

    اتصلت بالعروس من خارج المنزل....معتذرا عن انقطاع المكالمة التي أوردتني الموارد...فوجئت بكلمات

    العروس الغاضبة....أنا أعرف أن زوجتك دخلت عليك....وأنت خائف منها.....وأنا لا تلقي لي بالاً....

    هل اكتشفت أمرك يا مسكين؟؟؟....هل تنوي أن تخفي موضوع زواجنا عنها وعن الناس أجمعين...

    يا بنت الحلال...اذكري الله....اسمعيني...أنت فاهمة غلط....وكل شيء في وقته حلو يا حلــــــــــــــو....

    وبالتي واللتيا وبعد سجال غير متكافئ....هدئت قليلا....فعرفت مقدار طيبة زوجتي الأولى....وأن غيرتها بالنسبة

    لغيرة تلك العروس....كشبلة صغيرة مروضة بجوار لبؤة جائعة حانقة....

    قدمت لعروسي خلال تلك المكالمة عبارات المدح والإغراء وكلمات الشوق والعناء لأمتص نقمتها....وأبدد

    غضبتها....

    تضايقت منها....ولكنها امرأة تغار....فعذرتها....وإذا لم أعذر العروس فعلى الدنيا العفاء....

    كانت قوارب الشوق في نفسي تحن إلى الوصول إلى مرافئها الجميلة....وشواطئها الخلابة....

    ووعدتها بالزيارة.....



  2. #17
    الصورة الرمزية عروووبة

    أخـــت المســـآكين


    عروووبة غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    أذكر الله . .!
    المشاركات
    20,135
    قصة جميله ........... ننتظر البقيه

    ~~~ اللهم أجعل همــي الاخــرة ~~~



    تحت الإنشاء

  3. #18
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عروووبة مشاهدة المشاركة
    قصة جميله ........... ننتظر البقيه
    تسلمين على المرووور المميز



  4. #19
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413

    أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة الخامسة)...


    كان موضوع زيارة العروس هو شغلي الشاغل....وتم الاتفاق مع جنابها العالي على أن تكون الزيارة مساء

    يوم الثلاثاء...وقد تضمن برنامج الزيارة وجبة العشاء....

    انطلقت إلى بيت العروس بسيارتي وقلبي تخفق الأشواق فيه فرحاً وطرباً بلقاء الحبيب الجديد...

    وكنت قد أفرغت على رأس زوجتي دلواً من التطمينات والتبريرات وأنني مدعو إلى وليمة مهمة لا بد من

    إجابتها...وهكذا كان....

    وصلت بيت العروس....وسرعان ما أوقفت السيارة ونزلت منها متعجلاً....وحين وقفت أمام الباب...التفت

    نحو السيارة فوجدت أن زجاج السيارة بباب السائق قد بقي مفتوحاً....فعدت مسرعاً وأغلقته على الفور...

    طرقت الباب.....وجاء صبي وضيء في العاشرة وفتح الباب....هذا الصبي عرفت فيما بعد أنه ابن أخت

    العروس...ولم أكن أعلم أنه سيكون أحد أبطال فيلمنا هذه الليلة....على مسرح بيت العروس....

    دخلت مجلس الرجال....وأتكأت على أريكة وثيرة....واسترجعت بعض أنفاسي بعمق وهدوء...وكنت أجلس

    متململاً متشوقا انتظر إطلالة الحبيب....

    مضى من الزمن ربع ساعة كانت على قلبي من أثقل الأوقات....ودخلت العروس ترفل في زينتها...وتميس

    في حلتها....

    كانت طيور الشوق والحب والهيام ترفرف فوق رأسينا حين الالتقاء....وطال وقوفنا....كما طال تغريد

    وغناء ورفرفة تلك الطيور الجميلة فوقنا....

    ثم اخترنا سوياً مكاناً في المجلس قصياً....نريد أن نجلس معاً خاليين في أبعد مكان عن الناس...ولكن أنى

    لنا؟

    وبعد مدة يسيرة جاء طائر العتاب وحط في مجلسنا....وطفقت عروسي تعاتبني....وارتفعت وتيرة العتاب....

    وغدا عتابها كموج خفيف....ولكنه على أية حال مخيف....خصوصا لقليل الخبرة مثلي...وأخذت أتلطف معها

    في الخطاب..وركبت قارب المعاذير ولكن لم يلبث العتاب أن خفت موجته....وتوارى طائره بعيدا عن الأنظار..

    وعادت طيورنا الحبيبة تغرد في أجواء بهجتنا....وتغني في ليل أنسنا الجميل....

    آآه....ما أحلى تلك الليالي....وما أطيب تلك المجالس الخوالي....

    وطوبى للرومانسية الحلال....إنها كالماء الزلال....بل كطيب الشهد في أعالي الجبال....

    كنت مبتدئاً في عالم الرومانسية والحب والهوى....وكانت عروسي متقدمة عني في ذلك المجال...

    لم يقطع لحظات الهوى والرومانسية والوداد سوى طرق متتابع على الباب....

    إنها أم العروس....

    حيا الله حماتي الغالية....مرحباً بحماة الهناء!!!!....حماة السعد!!!...

    لا بد للمعدد-حتى ولغير المعدد-من حفظ منظومة من عبارات المجاملة والثناء والإطراء....

    هذه المنظومة حتى وإن بدت ثقيلة على النفس في كثير من الأحيان إلا إنها ذات مفعول قوي في العلاقات

    مع الآخرين...خصوصا طوائف من النساء....وخفيفات الظل من بنات حواء!!!!!....

    كنت ما أزال أعيش أجواء الرومانسية والخيال وأعيش أحلى الأحلام حتى أيقظتني أسئلة حماتي التي

    أمطرتني بها وكادت تفسد علينا فرحة تلك الليلة....

    وأما التنغيص فقد كان كمثل الغراب ينعق من بين تلك الأسئلة والتحقيقات...

    في البداية قامت الحماة-وهناك صنف من الحموات أو الحمأت خطير وذو دهاء وشر مستطير-بتخديري

    بواسطة بعض الأسئلة الخفيفة التي عرفت فيما بعد أن هذه الأسئلة كان ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب....

    بشرني يا ولدي:كيف حال أبيك؟؟....وكيف حال أمك؟؟....

    وطمني!!!(قالت أطمنها!!!)على أم عيالك...(تعني زوجتي)....كيف حالها....وكيف صحتها....وبشرني عن

    صحة طفليك؟؟؟...

    وكنت تحت هذه التأثير والتخدير سعيداً بهذه الحماة التي تهتم مثل هذا الاهتمام بأخبار أسرتي وأحوالها....

    وقلت في نفسي:هذه الحماة المثالية....وليست كحماتي الأولى....

    وبعد أن فعل التخدير في نفسي وقلبي وعقلي فعله بادرتني هذه الحماة الجديدة لتخرج من جعبتها سهاماً

    حادة....وتنهال عليَّ بسيل من الأسئلة الثقيلة....والتحقيقات الغليظة...

    هل عرف والداك بخبر الزواج؟؟...ولماذا لم تخبرهما حتى الآن....

    نريد أن تزورنا الوالدة في أقرب وقت....

    ومتى ستخبر أم عيالك بهذا الموضوع...

    ترى يا ولدي نحن أناس لا نحب المشاكل (المشكلات)....وابنتي هذه-يا حبة عيني-لا تحب(المشكلات)أيضاً....

    كنت أختلس النظر إلى عروسي خلال تلك الجلسة الثقيلة التي لو وزع ثقلها على حي بكامله لتضجر سكان

    الحي منه ولضجوا....فكيف بواحد مسكين مثلي...ولكن من طلب العلا سهر الليالي...

    فأجد العروس واجمة محرجة!!أما أنا فلم أحد عن جوابي على جميع الأسئلة سوى قولي :خيراً إن شاء الله

    وبعد أن نفثت هذه العجوز ما في صدرها من أسئلة وتحرشات...وصالت بي وجالت يميناً وشمالاً....

    أنهت مجلسها بالتحية والترحاب بعد أن أخرجت ذلك من خزانة قديمة للمجاملة في ذاكرتها قد أكل الدهر

    عليها وشرب....

    ما إن خرجت الحماة-هداها الله وكفانا وكفاكم تحرشات الحموات أو الحمأت-حتى أخذت أحاول التقاط

    أنفاسي التي بعثرتها حماتي هنا وهناك....

    أفـــــــــــــــــــــــــــــــــف..ما هذا؟؟؟...

    أقبلت عروسي تعتذر بحرارة....وقدمت لي كأس ماء متوسط البرودة....فشربت الكأس سريعا....ولم يكن بي

    عطش سوى أنني جلست حوالي نصف ساعة تحت أشعة شمس حماتي العزيزة في ضحاها...وليس في

    ظهيرتها...

    بقبلة ود واحدة.....وابتسامة صادقة من عروسي الحبيبة أنستني معاناتي وحرجي مع والدتها....

    لولا ألطاف الزوجات....وتدليل المتبعلات....لفر كثير من المتزوجين-من ترويع-الحموات أو الحمأت إلى

    جزر نائية....ولكن الله سلم....

    أبحرت بي عروسي من جديد في قاربها الصغير الدافئ في بحر الهوى والحب والوداد....

    كان الليل جميلاً ساكناً....وكم تجاذبنا في تلك الليلة كلمات المحبة والشوق والالتياع وكم

    تناجينا....وضكنا....

    لا تسلني عن الزمان والمكان....فقد ذبت في هوى المحبوب....ولقد تهت في دروب الوجد والصبابة...

    وفجأة طرق الباب!!!!....




  5. #20
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    الحلقة السادسة
    أطيب الذكريات لمعدد الزوجات

    من الطارق...

    قالت:لا أدري...وقامت عروسي ترفل في مشيتها وفتحت الباب...لتجد ابن اختها...

    ماذا تريد؟؟...

    قال:جدتي تسأل عنك...هيا تعالي إليها....

    استأذنت عروس مني وقد دخلت في طور من الامتعاض والنرفزة بسبب هذه الدعوة التي قطعت علينا

    جلستنا الجميلة...

    أما أنا فقد بلغت بي حالة التذمر مبلغاً....تبرأت فيه من الغلاسة والغلسين والثقالة والثقيلين....

    عادت عروسي بعد ربع ساعة وكأنها عادت بعد ساعات...

    حيا الله القمر!!!حيا الله ست العرايس...

    فقالت:أهلا وسهلا بشيخ العرسان....العشاء...يا بعد عمري على السفرة...

    بالنسبة لي كنت أفضل تأخير العشاء أو حتى إلغاءه من برنامج الزيارة...

    مع أنه سبق لي التفاهم مع عروسي على أن نتعشا معاً....

    ومشت عروسي أمامي...وأنا خلفها أمني نفسي بعشوة عرسان معتبرة....نتبادل الضحكات واللقم...

    وتطعمني وأطعمها....ونعيش بعض الأحلام ولا في الأفلام...

    في البداية انتشاني فرح غامر وسرور كبير حين رأيت صالة الطعام خالية من أهل المنزل...

    ورأيت الدجاج المحمر على صينية الأرز....طبعاً الدجاج حسب طلبي لأني لست من أنصار اللحوم الحمراء!!

    قاتل الله أنفلونزا الطيور لم تكن شرفت وانتشرت....ورأيت صحون الفاصلويا والباميا وأطباق السمبوسك

    التي أكن لها كل مودة وتقدير...وصحون السلطة الخضراء التي أكلها من باب الطب والتداوي لحالة

    الإمساك التي أعاني منها كثيراً...با لإضافة إلى بعض أطباق الحلوى كبلح الشام...والكريم كرميلا...

    وبينما كنت أنسج خيوط أحلامي الوردية وأنا أستدير حول المائدة العامرة وأضع خطط الجلوس لي

    ولعروسي...أنا سوف أجلس هنا وهي مقابلي وجها لوجه...لا...لا...لا....سوف أجلسها بجواري...

    لأن جلسات المحبين كلما كانت أقرب كانت أطيب...

    إذا بشقيق الزوجة...وابن أختها...يلجان غرفة الطعام...وقد دخلا وتدثرا بثقالة لو حُمّلت بها شاحنة لما

    أقلَّتها...

    يا فرحة ما تمت...ويا للعشوة التي خربت...والجلسة التي فسدت....

    وبدلاً من أن نتبادل اللقميات....والابتسامات....أصبحنا نسترق النظرات الحائرات...والكلمات القليلات...

    سُدت نفسي عن العشاء....واعتبرت مجلسه ثقيلا مملا مزعجا عليَّ أن أغادره سريعا...

    ولكن من باب المجاملة...كان عليَّ أن أتحدث قليلاً باستظراف مع شقيق العروس الأصغر....

    الذي أخذ يكيل لي المكاييل والأرادب في مدح عائلتهم ومقدار كرمهم ونبل عاداتهم....

    وأنا لا أملك إلا أن أطئطئ رأسي موافقاً ومتعجباً....

    وأما الغلام الصغير ابن أختها فقد ظل يرمقني بعينين كعيني القط الذي يرقب لحمة معلقة في السقف يتحين

    متى تسقط لينقض عليها ويلتهمها....

    كان لي مداخلة وحيدة مع عروسي التي كانت حذرة في الكلام معي على سفرة الطعام...بأن سألتها:هل هذا

    الطعام من إعداد يديك...

    فأومأت برأسها إلى الأسفل...أي نعم....

    تسلم ها الأيادي....ما شاء الله كبسة مرة ممتازة...وإيدامات في غاية الروعة...والسبموسك شيء ثانٍ...

    والحلا نجم السهرة....

    حقيقة لقد كانت أصناف الطعام لذيذة وشهية....ولكن وجود هذين أفسد لذتها وأغلق شهيتها...

    أما هما فقد أقبلا على المائدة يلتهمان الطعام حيث تركتهما مشغولين بذلك...وأما أنا فبعد أن قمت بغسل

    يدي عدت إلى مجلسي لأحسب أرباحي وخسائري هذه الليلة بعد أن نغص العشاء علينا....

    وخطرت لي فكرة...وقلت في نفسي:يبدو أنني وقعت على امرأة ماهرة في الطهي والطبخ...

    وتذكرت المثل الشهير:أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته....ومع أنني لم أكن مقتنعا بهذا المثل لكن ربما

    أكون مخطئا في عدم قناعتي....

    كنت أنتظر على أحر من الجمر مجيئ عروسي لأعاتبها على مخالفة الاتفاقية بيننا في تناول العشاء

    منفردين...وكنت منتظرا أن آخذ أقساطا من الراحة والدعابة إذا جاءت....

    ولكن كانت كل هذه الأفكار أوهاما لا وجود لها في أرض الواقع....

    لم تجئني العروس...بل جاء شقيقها....ثم جاء ابن أختها....والعروس ما جاءت ولا تكلمت...

    ما الأمر؟؟؟...كان أخوها يحاول فتح الحديث معي عن حفلة الزفاف...وتفصيلات ذلك...وكنت أحاول

    تجنب الحديث معه....لأنني فضلت الحديث حول ذلك مع زوجتي نفسها...ومع شقيقها الأكبر....

    ولكن صاحبنا هذا يبدو أن جبل على الإلحاح واللجاجة والجدال...وفهمت فيما بعد أنه كان يعاني من

    مرض نفسي كنت ضحية له تلك الليلة....

    يتكلم معي يميناً آخذه شمالاً....يطلع فوق...أنزل أسفل...

    كلما حصل عليه مني...وعد بأن الأمور مرتبة بإذن الله وتحتاج إلى مزيد من الوقت....

    طال انتظاري للعروس...وطال صبري لتمحلات واستفزازات شقيقها...

    ماذا حدث؟؟وش السالفة؟؟؟؟أتواصوا به؟؟؟....

    ساعة تقريبا مضت وأنا أكابد وأعاني من ذلك الحمل الثقيل...والجليس العليل...حتى انصرف وابن أخته

    بعد كدت أقول:لا أعاد الله مثل هذه الليلة....

    هيـــــــــــــــــــــــه أيها العرسان....يا من ترغب بالتعدد....لا بد من صــعوبات...ومن غثـــــات...ومن

    مضايقات...ولكن ستات الحسن والجمال..ووربات الغنج والدلال...متخصصات في إذابة جبل من جليد ثقلاء

    الظل...

    جاءت العروس....تتبسم وتقول:ضايقك فلان(شقيقها)بأسئلته...معليش...إنه مريض....

    لا يا عمري....لم يضايقني...بالعكس ولكنه أتى لي بالجنون أصنافا وأصنافا...ودوت ضحكتها في أرجاء

    المجلس....وكانت ضحكة جميلة أزاحت عن كاهلي ذلك الكابوس الثقيل....

    وجلست إلى جواري...وشعرت بالاطمئنان والحنان....

    وإذا بالباب يطرق بعنف....

    وسرعان ما طار الاطمئنان وحل الخوف....

    وقامت عروسي....الله يهديك تدعو لابن أختها...دائما يستعجل ويتهور....الشاي....

    لا أريد شايا...ولا ماء..تعالي يا بنت الحلال جنبي خلينا نتكلم ونستأنس ونتجاذب كؤوس الهوى والوداد...

    أنتم يا الرجال دائما مستعجلون....قالت ذلك وهي تبستم وتسكب الشاي...

    كم تريد ملعقة سكر؟؟؟أحب الشاي منعنعا أو محبقاً ويميل إلى الحلاوة قليلاً....

    قالت:كيف الشاي؟؟؟...

    قلت:كيف الشاي؟؟؟

    أحلى وأجمل من دم الغزال(هكذا حفظنا من أمهاتنا أثابهن الله)....وأحلى شيء لما أشربه من أحلى وأجمل

    وأرق يد في العالم....

    صحيح يا شيخ....صحيح وألف بل ومليون صحيح...

    ما خلصت كلمة صحيح حتى جاء الفتى الصريح يطرق الباب ويدخل هذه المرة....لا إحم إحم ولا تستور أو

    دستور ولا هم يحزنون...

    خالة!!!جدتي تريدك!!!!...

    الله يخارجنا من هذي العجوز...ومن هذا الوليد الصغير....

    معليش يا حبيبي لحظة وأرجع لك....

    هاه يا بو الشباب التنغيص والغلاسة والمضايقات أكثر اليوم من الحلاوة والبهجة والتجاذب!!!!...

    بقي الولد الصغير في المجلس معي....فقلت:لماذا لا أبادره ببعض الأسئلة لعلها تكشف لي شيئا من

    المعلومات أستفيد به خلال خوضي لهذه التجربة الجديدة...

    وش اسمك يا شاطر؟؟؟..وفي أية سنة تدرس...وفي أية مدرسة....أسئلة روتينية ومختلفة...

    وفهمت أن والدته مطلقة....وهو يعيش مع أمه....

    حاولت التلطف معه في الخطاب لأكتفي مشاكساته وإزعاجاته....

    أين خالتك يا شاطر؟؟؟

    خالتي!!!!فقام على الفور...ليدعوها....فقلت في نفسي:يا الله استفدنا من هذا المشاكس الصغير هذي

    المرة!!!..

    ولكن يا حسرة!!!!عاد المشاكس الصغير برفقة جدته حماة الهنا!!!!!....

    يا الله إنك تعدي هذه الليلة على خير....

    فتحت لي العجوز تاريخ حياتها...وأنها تزوجت مرتين...وبدأت تقص لي سيرتها الأولى مع زوجها الأول...

    وعدلت في جلستي وكنت متكئاً...لا لأستمع حكايات في الغابرين ولكن لأضرب أخماساً بأسداس في هذه

    المصيبة التي وقعت على رأسي...

    دخلت عروسي وخرجت...ودخلت وجلست ثم خرجت....وأمها تنتقل بنا من قصة إلى قصة....على أنها أحسن

    الله إليها تقف عند كثير من الحكايات التي ترويها وتقصها لنأخذ العبرة والعظة منها سويا...

    شفت يا وليدي كيف كان الناس؟؟؟...في أحد في ها الزمان يسوي كذا!!!!جاوبني يا وليدي...

    وليدها الذي هو أنا كنت مظطرا لأجاوبها لعل في إجابتها قطعا لذلك السيناريو الفظيع الذي كاد يلتهم ليلتنا

    عن بكرة أبيها....

    كنت أتميز غيظاً...وأما هي فكانت تفضفض وتتحدث...وكأنها كانت مسجونة عن الكلام والبشر خمسين سنة

    في سجن أبي غريب في إحدى جزر واق الواق....

    يا إلهي..كيف الخلاص؟؟؟...والله لكأنما ابتعلت مسجلاً غذي بالكهرباء فلا يحتاج شحنا ولا تحويلاً...

    حاولت مقاطعتها بلطف....وأن قصصكم معاشر الأولين والمسنين لا تمل...

    اصبر...خلك تسمع..وتعرف...كم عانينا...وكم تعبنا....وأنتم اليوم يا شباب ويا بنات ما تدرون....ولا تعرفون..

    رباه..هل كتب عليَّ هذه الليلة أن أسمع مواعظ طويلة لا تنتهي بالقوة والإكراه....

    كنت أغلي في داخلي....

    و أما العجوز فقد وجدت في العبد الفقير العريس المسكين ضالتها المنشودة لتنفس عنها عناء السنين

    الخوالي....

    ولما طال فلم الرعب ذلك....وقد زودتها العجوز ليس حبة ولا حبتين...بل عشرون وسقاً من الحب...

    دخلت عروسي مرتها الرابعة أو الخامسة...وتجرأت وقالت:

    مساك بالله الخير أمي....الساعة الثانية بعد منتصف الليل...

    الساعة كــــــــــــــــــــــــــــــــم؟؟؟؟....



  6. #21
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    إغلاق الموضوع لعدم التفاعل

    للاسف تتعب وتجيب موضوع ولا تجد تجواب من الاعضاء

    للاسف هذه الصفة موجودة في منتدى رفحاء فقط

    مايقتل المنتديات الا الشليلة


    تحياتي للجميع
    التعديل الأخير تم بواسطة العالمي ; 15 Nov 2008 الساعة 07:57 PM



  7. #22
    عضو جديد

    ريما وديما غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    13
    السلام عليكم
    كيف الحال
    قصه روعه بس للاسف ما اشوف لها تكلمه
    لعل المانع خيرا انشاء الله

  8. #23
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما وديما مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    كيف الحال
    قصه روعه بس للاسف ما اشوف لها تكلمه
    لعل المانع خيرا انشاء الله
    ريما

    تم ايقاف الحلقات لاسباب تم ذكرها كثير لعل اهمها التجاهل والشليلية


    تحياتي لك



  9. #24
    عضو جديد

    ريما وديما غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    13
    طيب اذا قلت لك طلبتك طلبتك ويش تقول
    طلبتك تكمل القصه عشاني
    عضوة جديده وشفت تقصير مني لا تكمل خلاص

  10. #25
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما وديما مشاهدة المشاركة
    طيب اذا قلت لك طلبتك طلبتك ويش تقول
    طلبتك تكمل القصه عشاني
    عضوة جديده وشفت تقصير مني لا تكمل خلاص
    ريما

    ابشري راح اكمل



  11. #26
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    أطيب الذكريات لمعدد...الزوجات....(الحلقة السابعة)...








    صاحت العجوز:الساعة كـــــــــــــــــــم....



    الساعة ثنتين....خلاص قرب الصبح يطلع....

    والله يا بنيتي ما حسيت بنفسي...سالفة تروح وسالفة تجي...

    والسوالف مع خطيبك يا زينها...ربي يسلم لي عمرك وعمره....والله ذكرني أيام زمان...وكادت أن تعيد تلك

    الاسطوانة الثقيلة المملة لولا تدخل ابنتها الحكيم....

    قامت العجوز تتهادى في مشيتها وقد أعياها طول الجلوس....واقتربت مني لتوديعي في ظاهر الأمر...

    وفي الحقيقة لإعلامي بأن الزيارة أوشكت على الانتهاء...ولسان حالها يقول:تصبح على خير مع السلامة...

    عرفت ذلك من بعض كلماتها التي أخذت تنال من سرعة انقضاء الزمن...ومرور الوقت وختمتها ببعض النصائح

    التي تحث على اعتماد النوم مبكرا لحصول موفور النشاط وكامل الحيوية في اليوم التالي....

    وأنا أهز رأسي موافقا لتوجيهاتها المباركة وقد طال وقوفها -حفظها الله-....

    ثم انصرفت عنا-صرفها الله لطاعته وعبادته-بعد أن بلغ مني التذمر والملل والسآمة مبلغا عظيما...

    وأقبلت عليَّ العروس وهي تبتسم...وأنا أكاد أتميز من الغيظ والحنق على الوقت الضائع مع أمها....

    هـــــــــــــــــــاه....أعجبتك سوالف الوالدة....

    كيف ما تعجبني...بس الله يهديها زودتها شوية حبتين...معروفات العجايز هداهن الله...

    معروفات بأيش...

    معروفات...الله يهديك...

    قلي بأ يش معروفات...

    يعني معروفات بكثرة الكلام وحب الثرثرة وو........

    لا يا حبيبي...وقفْ وقفْ....أمي الله يطولي بعمرها ما هي من هذا الصنف الي قاعد تشرح فيه وتقول...

    طيب...أنا من المتأسفين....وفي وصفي لوالدتك من المتعسفين....وقلت في نفسي....يستاهل الي على بيت الحنش

    يَهَب أيده...

    وهذه بعض من فوائد صنف من الحموات....متخصصات في جلب الكدر والتنغيص لأزواج بناتهن....ولديهن

    حرفية عالية في ذلك المضمار ولذلك يظل تأثيرهن في مجريات حياة الزوجين قويا وفعالا حتى مع عدم

    وجودهن..

    بعد ذلك الفصل أردت أن أسـتأنف رحلة الرومانسية من جديد والتي قطعتها حماتي العجوز قسرا....وبدا لي

    أنني محتاج لنوع من التأهيل السريع لتلافي آثار تلك الجلسة الطويلة مع الحماة العزيزة وتداعياتها المريعة في

    نفسي....

    ولكن عروسي فاجأتني بالسؤال التالي:

    هاه متى ستحجز قصر الأفراح؟؟؟؟..سؤال مفاجئ كان بمثابة هجوم مباغت لطرف استيقظ من النوم للتو!!!..

    كان التخطيط الذي قررت أن أعتمده في ذلك المشروع الجديد أن يكون مبدأ الترشيد والتسهيل هو الأساس الذي

    سوف يقوم عليه ذلك المشروع....

    ليس شحاً بالمال الذي لم يكن يتوافر في حسابي بقدر ما هو الابتعاد عن الشوشرة وخوفا من تسرب الأخبار قبل

    أن يكتمل المشروع....وفوق ذلك مراعاة مشاعر زوجتي الأولى الغالية على قلبي ونفسي....

    هاه....أين سرحت....لماذا لم تجبني على سؤالي؟؟؟..

    فقررت على الفور المواجهة ولكنني استعرت مركب الملاطفة لأصل إلى مرادي دون أن أستثير حفيظتها....فما

    اُستثارت النساء وأغضبن بمثل مخالفة آرائهن في عادات وتقاليد الزفاف وطقوسها المقدسة عندهن...

    قلت:أنا في الحقيقة لا أشجع ولا أحبذ قصور الأفراح....وأنا أريد أن أقيم عرسا مختصرا بالنسبة على الأقل من

    جهتي أنا....وأما أنتِ وأهلك ِ فالأمر مفتوح لكم لدعوة من تشاءون من أقاربكم وأصدقائكم....

    وأما أنا فأظن أن من سيحضر العرس من طرفي لا يجاوزون العشرين على أكثر تقدير...

    كنت ألقي كلامي وأنا خائف أترقب ردة فعلها...

    ولكن أين سنقيم العرس يا حبيبي؟؟؟...

    عندما سمعت كلمة حبيبي تخرج من فمها وقد اتشحت بوشاح الرقة والحب أدركت أنني قد أخذت بمقاليد الحديث

    في الموضوع...ولذا بدأت أعصابي تعود إلى الهدوء....وأعلنت في نفسي إيقاف حالة الطوارئ....

    بالنسبة للنساء يا عمري ويا روحي سوف نقوم بتجهيز فناء منزلكم الكبير وإنارة سوره العالي...ونضع الفرش

    وكل ما تحتاجه المدعوات ونجلب بعض الخادمات ليباشرن الضيافة والخدمة....

    وأما الرجال فقد استعد بعض زملائي أن يجهز سطح عمارتهم-وهو سطح كبير-لاستقبال الضيوف من الرجال...

    كان هذا هو المتن لما جرى وخلاصة الحديث....وطبعا فقد جرى شرح طويل تتخلله عبارات رقراقة...

    وكلمات جذابة....كانت كفيلة بعد أن تم إخراجها في سيناريو مثير أن تقنع عروسي بإلغاء فكرة صالة الأفراح

    والقبول بمقترحاتي حول حفلة الزفاف....

    قلت لها:دعينا من التفكير في حفلة العرس...وهيا بنا في رحلة الهوى والوداد....

    قالت:لقد تأخر الوقت جدا....وأمي وإخواني لا شك أنهم متضايقون الآن من هذا الـتأخر...

    ولكن سبب التأخر والدتك التي التهمت أغلب الوقت يا حبيبتي...

    وفي أثناء ذلك جاء الصبي المشاكس ابن أختها يدعو خالته العروس....فخرجت وعادت بعد برهة قصيرة...

    فقلت في نفسي:سوف أبادر إلى الاستئذان والخروج وآخذها برأسي قبل أن أدخل نفسي في دوامة الإحراج...

    استأذنكِ يا روحي....سوف أنصرف....كنت أتمنى أن أقضي معك حتى اليوم التالي....ولكن تجري الرياح بما

    لا تشتهي السفن....

    آآآه....كانت تلك زفرات أطلقتها العروس....معلنة بها أنها مرغمة على انتهاء اللقاء...فاستقرت تلك الزفرات في

    شغاف قلبي...

    ودعتها وداعا حارا....ودعتها وقد عادت طيور الشوق ترفرف فوق رأسينا ولما أفارق محياها الجميل بعد...

    وعندما هممت لأخرج من الفناء وقد أمسكت بيدي بدفء فاجأتني مجددا بسؤال!!!!....

    أنت مصمم يا حبيبي على إلغاء فكرة القصر نهائيا....

    فقلت في نفسي:يا الله مساء خير....هل تقوض بنياني من أساسه....وهل أثرَّ عليها أحد من أهلها...خلال مفارقتها

    لي في تلك الدقائق القصيرة....

    فاضطررت لإعادة شيء من السيناريو السابق ولكن بالحركة السريعة على عكس الحركة البطيئة....

    فأظهرت قناعتها وقبولها بطيب خاطر....ووعدتها وعدا حسنا بحياة أفضل....ومستقبل زاهر...

    وهكذا يصنع كثير من الأزواج حيث يطلقون لزوجاتهم في فترة الملكة وعودا خلابة وأحلاما وردية أشبه

    بوعود المرشحين للرئاسة في الانتخابات....

    فمن الأزواج من يفي بوعوده....ومنهم من يخلف....وأما أنا فما زلت أعتقد أنني وفيٌ لوعودي...ولا أزكي نفسي.

    خرجت وقد بقيت عيناي وعيناها مترابطتين بوصلة من لغة العيون التي تنمو على ينابيع المحبة...وسلسبيل

    المودة...

    فارقتها وكأني قد رأيت دمعتين في عينيها الجميلتين تلمعان في جوف الليل الآخر....وفي قلبي من اللهفة والشوق

    والوجد ما الله به عليم...

    ركبت سيارتي...وقد أطل التعب برأسه البغيض...وجاء طائر الحذر سريعا فوقع على عقلي وقلبي....

    لقد تأخرت كثيرا...فما عساني أقول لزوجتي الأولى!!!...

    انطلقت بالسيارة...وقد تجاذبتني خواطر متقابلة....وأفكار متضادة....

    أفكر في عروسي فأتذكر ابتسامتها ورقتها ونعومتها وضحكها ودلالها....فتشتعل نيران الهوى والشوق في قلبي...

    وأفكر في زوجتي وفي طفلي الصغيرين...فأخشى أن أعرضهم لشيء من الإيذاء والإزعاج....

    وصلت المنزل وسارت الأمور على المعتاد...وإن كانت زوجتي ما زالت الشكوك تساورها....والظنون لا تكاد

    تفارقها....

    وكان دوري في غالب الأحيان كدور المتهم الذي يحاول الدفاع عن نفسه دون جدوى...ولكن لا بد من التحمل

    وأما الصبر فعند فقهاء المعددين ليس له حدود....ولا قيود....

    كنت ألاطف زوجتي الأولى....وأتودد إليها وأتحبب...وأتقرب....فأنا أحبها وما الحب إلا للحبيب الأول...

    ولكن والحق يقال-وهذا من طبيعة الإنسان-أنني كنت مشغولا بالتفكير في العروس....فالجديد له طابع قوي من

    الجذب والقبول....

    في أحد الأيام ذهبت زوجتي بطفلينا لزيارة أهلها....فقلت في نفسي فرحا:

    خلالك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري....

    فانطلقت إلى الهاتف....والأشواق تسبقني إلى السماعة قبل أن أرفعها إلى أذني....

    وبادرت بالاتصال على بيت العروس...وأيم الله إن قلبي ليخفق بشدة شوقا وهياما....

    وكانت المفاجأة العصيبة!!!!..



  12. #27
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    (أطيب الذكريات لمعدد الزوجات (الحلقة الثامنة


    السلام عليكم...كيف حالك يا روحي!!!..



    ردت عروسي بتثاقل يكاد يسقط سماعة الهاتف من يدي:وعليــــــــــــــــك السلام....



    كيف حال القمر....


    قمر مين يا حبيبي؟؟...


    قمر ميــــــــــــــن؟؟؟وفي قمر غيرك يا روحي...



    صحيح أنا قمر....



    نعم قمر ومائة قمر....ومن غضب فليشرب من البحر ملحا أجاجا...



    لو كنت قمرا كما تقول لما أهنتني وتخليت عني....



    أنا أهنتك....وأنا تخليت عنك....بسم الله الرحمن الرحيم...



    هل أنت صادقة فيما تقولين؟؟؟...يا بنت الحلال؟؟؟...



    أجل وإلا أنا مجنونة يا حبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيب قلبي....خرجت منها تلك الكلمتان من بوابة التهكم



    والإزدراء تلك البوابة التي لا تكاد تخلو حياة امرأة منها قط....وتفتحها متى شاءت...



    يا عالم يا هـــــــــــــــــــوه...وش السالفة؟؟؟...



    السالفة...إنك للأسف الشديد....ما قدرتني ولا راعيتني....



    ما قدرتك!!!!!ولا راعيتك...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم....وش هذي الكلمات؟؟؟أنت شكلك تمزحين....أكيد



    تمزحين....معقولة القمر الحلو يطلع منه مثل هذه الكلمات...



    صاحت قائلة:أي ي ي ي ي....أنا ما أمزح....وأرجوك لا تستخف دمك يا عيونـــــــــي.....طبعا كلمة عيوني



    خرجت أيضا من تلك البوابة القاتمة البغيضة....



    كلمات:يا عيوني....وحبيب قلبي....وروحي....ما أعذبها من كلمات حنونة وما أجمل وقعها في قلب الرجل حين



    تخرج من قلب الزوجة المحبة العاشقة....



    ولكن ما أثقل هذه الكلمات وما أقبح أثرها في القلب إن هي خرجت مخرج التهكم والسخرية...



    يا الله مساء خير....يا الله إنك تعدي هذي الليلة على خير....



    كنت كمن كان ينتظر زائرا محبوبا يحمل هدايا ثمينة.....فجاءه آخر ثقيل الظل يتشاجر معه ويمعن في الخصومة.



    وزادت الحسرة بعدما علم أن الزائر الأول قد ألغى الزيارة نهائيا....



    حاولت تلطيف الجو معها بكل سبيل....وكنت كمن أخذت ألسنة النيران تلتهم ما حوله في الحجرة وهو يحاول



    إطفاءها هنا أو هناك....فإذا أخمدها في جهة عادت واشتعلت في جهة أخرى....



    وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال....



    كانت صالة الأفراح هي السبب وراء تلك المشكلة المشتعلة؟؟؟...بل لم يكن ذلك هو السبب الحقيقي بل كان سببا



    ظاهرا يخفي خلفه شخصية عصبية منزعجة تسلطية تكشفت لي فيما بعد....



    حاولت إقناعها أننا نستطيع أن نتفق على صالة الأفراح....وأبشري بالخير....ولا يصير إلا ما تريدين...



    فصرخت:أنا لست واثقة منك....أنا لم أر حتى صورة لبطاقتك!!!!...ولا أعرف حتى رقم منزلك....



    صورة لبطاقتي.....بعد كل هذه المدة....وكيف تم عقد القران إذن بيننا؟؟؟؟ألم ير إخوتك بطاقتي....



    قالت:لا يا حبيبي....أريد صورة من بطاقتك....



    وهل أنكرت زواجي بك؟؟؟.. أنتِ صاحية وإلا جرى لعقلك حاجة على قول إخواننا المصريين!!...



    ومن هنا بدأت القصة تأخذا منحنى جديدا....وذلك أنني كنت حتى هذه اللحظة أداريها وأراعيها....وأحاول إفهامها



    بلطف والاعتذار منها من أشياء لا يعتذر منها ولكن حرصا على إرضائها...



    ولكنني عبثا كنت أريد...



    ورقم الهاتف...لماذا لا تعطيني إياه؟؟؟....



    رقم الهاتف يا عزيزتي في بيت زوجتي الأولى وهو حق للأسرة هناك....وعندما يكتمل بيتك سوف يكون لك



    هاتف خاص بك...قاتل الله الجوال لم يكن أطل علينا بعد و إلا لما جاءت هذه المشكلة من أصلها....



    شفت....كيف إنك خايف على زوجتك الأولى....وأما أنا ففي ستين داهية.....



    يا بنت الحلال....أنا في كل يوم أتصل عليك مرة أو مرتين....ماذا تريدين بالضبط من هاتف منزلي؟؟؟....



    وفي هذه الأثناء اختفى صوتها من الهاتف....فاعتقدت أنها قد قطعت الخط...وليتها صنعت...



    ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه....إذ أمسك شقيقها الأصغر-وكان يملك عفا الله عنه قدرا لا بأس به من الحماقة



    والرعونة بسبب مرضه النفسي-فانطلق يصرخ عليَّ بصوت عالٍ وهو منفعل....وقد بدأ صراخه وانتهى بشأن



    صالة الأفراح...



    ثم أخذ يتهمني صراحة بأنني لم أعطه قدره من الاحترام والتقدير....وذلك حين سألني مرة عن موعد الزواج



    ومراسمه فقلت له بحسن نية:سوف أتباحث في هذا الموضوع مع عروسي....وكنت قد أتفقت معها ومع أشقائها



    الكبار على أغلب الأشياء....فساءت ظنونه....



    ثم أخذ يكرر على مسامعي وأنا مذهول مما يجري معي ترى أنا رجال وأحسن من مائة رجال...انتبه لنفسك...



    لازم تعرف مع من تتكلم....



    حاولت تلافي الحديث معه ولكن لا فائدة....فاضطررت آسفا لقطع المكالمة....



    وضعت سماعة الهاتف وعرقي يتصبب....وقلبي من هول المفاجأة ينبض بسرعة وحسرة....



    هل هذا كابوس؟؟؟تجرعت المرارة...وتذكرت كلمة أحد الخبراء في ميدان التعدد بدرجة بيرفسور:



    من بغى الدح لا يقول أح....



    فقلت:أح.....وقلت....أوه....ولكن في نفسي جريا على منهاج المعددين....وهربا من شماتة الشامتين....



    أتكأت على ظهري وطفقت أستعرض الشريط المريع وأحاول تفسير ما حدث....



    وإذا بالهاتف يعلن الرنين....





    قررت عدم الرد....فلم تكن حالتي النفسية مهيأة للكلام مع أية شخص كان...



    وعاد الهاتف مرة ومرتين للرنين....فرفعت السماعة وكأنني أحاول رفع أفعى ألفها حول عنقي...



    كانت زوجتي الأولى هي الطرف الآخر على الخط....



    فقلت في نفسي....اكتمل المشهد الآن....



    كيف حالك يا عزيزي؟؟؟..لماذا كان الخط مشغولا كل هذه المدة؟؟؟...



    رددت عليها ببطء وتثاقل....وأن أحد أصحابي قد اتصل عليَّ....



    قالت:صرتم معشر الرجال مثل الحريم في طول المكالمات!!!!...



    ولكن زوجتي قد أدركت من نبرة صوتي أن أمرً قد حدث....



    طمني يا حبيبي...هل أنت متعب....لماذا صوتك متغير؟؟؟...



    طمنتها بأنني مرهق وأن الصداع قد قام بزيارة رأسي....



    قالت:ولكنني خرجت وأنت مثل الحصان فماذا طرأ عليك؟؟؟...



    المهم أنهيت المكالمة....وعدت إلى شريطي أتذكره وأحاول فهم ما جرى وأتهيأ للخروج من هذه الأزمة نفسيا...



    طرأت لي فكرة....وقد رفضها سلطان عقلي في بداية الأمر....ولكن قلبي فرضها في نهاية المطاف....



    لماذا لا أتصل بها...وأستطلع الأمر معها....



    اتصلت...فلم يرد عليَّ أحد....فزادت همومي وغمومي...



    ثم اتصلت أخرى ولا من مجيب....



    ثم انتظرت برهة وأنا أتقلب على جمر الحزن والألم والمرارة....فعاودت الاتصال فرفعت السماعة...


    وكان الجواب دموعا وبكاء ونشيجا.....





  13. #28
    عضو جديد

    ريما وديما غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    13
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اذا اردت ان تطلب فاطلب من الكريم ابن الكرام
    اشكرك عزيزي كل الشكر لتبيتك طلبي
    ولعرض القصه هدف سامي
    الا وهو اخذ العضه والعبرة
    وانشاء الله تعم الفايده كل من يقرأ هذه المذكريات

  14. #29
    عضو جديد

    شمالي وافتخر غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    15
    كمل اخوي العالمي

  15. #30
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما وديما مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اذا اردت ان تطلب فاطلب من الكريم ابن الكرام
    اشكرك عزيزي كل الشكر لتبيتك طلبي
    ولعرض القصه هدف سامي
    الا وهو اخذ العضه والعبرة
    وانشاء الله تعم الفايده كل من يقرأ هذه المذكريات

    ريما وديما

    ان شاء الله تعم الفائدة

    شاكر لك المرووور



+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 ... الأخيرةالأخيرة

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك