و هذا موضوع منقول لأحد طلبة العلم للفائده عن هذا الموضوع
يقول فيه :
وقد لفت انتباهي فتوى لسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية –حرسها اللهء الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ –حفظه اللهء وقد نشرت الفتوى في مجلة البحوث الإسلاميةءعدد66(ص/86 87) .
سئل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله:
ما حكم سماع أشرطة الأناشيد الإسلامية؟
فأجاب –حفظه الله :
إن ما يسمى بالأناشيد الإسلامية سمعنا بعضها ، وللأسف الشديد وجدناها أناشيد على النغمات الموسيقية ،
مختار لها
أرق الأصوات وألطفها وأحسنها جاذبة للقلوب
فيؤتى بها وكأنها الغناء
بل بعض الأصوات يفوق صوت الموسيقى ونغمات الموسيقيين ؛ لأنه يُختار لها نوع خاص
ويعطى ذلك ثوب الإسلام
ودين الإسلام بريء من هذه الأمور
دين الإسلام فيه القوة والعزة
وهؤلاء يشتغلون بتلك الأناشيد عن كلام الله
وتصدهم تلك الأناشيد عن تلاوة القرآن ، يتعلقون بها ، وللأسف الشديد إنها قد تصحبها الطبول والدفوف على نغمات يسمونها إسلامية وهذا بلا شك خطأ
أرجو من إخواننا أن يتجنبوه ويبتعدوا عنه
وبنحو فتوى الشيخ أفتى العلماء كالشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ الفوزان وغيرهم
* فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية ءرحمَهُ اللهُ
((( اسمعوا اخوانى و اخواتى هذه الفتوى
و هى للذى يقول ان المنشدين تاب على ايديهم العصاة
و اسلم على ايديهم الناس )))
سئل عن جماعة يجتمعون على قصد الكبائر من القتل وقطع الطريق والسرقة وشرب الخمر وغير ذلك ، ثم إن شيخاً من المشايخ المعروفين بالخير واتباع السنة قصد منع المذكورين من ذلك ، فلم يمكنه إلاّ أن يقيم لهم سماعاً
يجتمعون فيه بهذه النية
وهو بدف بلا صلاصل وغناء المغني بشعر مباح بغير شبابه ، فلمّا فعل هذا تاب منهم جماعة
وأصبح من لا يصلي ويسرق ولا يزكي يتورع عن الشبهات ويؤدي المفروضاتويجتنب المحرمات
فهل يباح فعل هذا السماع لهذا الشيخ على هذا الوجه ، لما يترتب عليه من المصالح ؟
مع أنه لا يمكنه دعوتهم إلاّ بهذا ؟
فأجاب رحمه الله بجواب موسّع وشاهدنا فيه قوله :
( إن الشيخ المذكور قصد أن يتوب المجتمعين على الكبائر ، فلم يمكنه ذلك إلاّ بما ذكره من الطريق البدعي ،
يدلّ أن الشيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها تتوب العصاة ، أو عاجز عنها ، فإنّ الرسول ءصلى الله عليه وسلمء والصحابة والتابعين كانوا يدعون من هو شرٌّ من هؤلاء من أهل الكفر والفسوق والعصيان بالطرق الشرعية ، التي أغناهم الله بها عن الطرق البدعية )
أهـ المراد راجع "مجموع الفتاوى"
(11/620 –635)
* كلام الشيخ الألباني ءرحمَهُ اللهُ
قال الشيخ العلامة الألباني ءرحمَهُ اللهُء:
( كل باحث في كتاب الله وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ما كان عليه السلف الصالح
لا يجد مطلقاً هذا الذي يسمونه بالأناشيد الدينية
ولو أنها عدلت عن الأناشيد القديمة التي كان فيها الغلو في مدح رسول الله ءصلى الله عليه وسلم ) اهـ المراد انظر "البيان المفيد"(ص31)
.
وقال رحمَهُ اللهُء في كتاب "تحريم آلات الطرب"
(ص181ء182) :
(هذا وبقي عندي كلمة أخيرة أختم بها هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى ، وهي حول ما يسمونه
بــ ( الأناشيد الإسلامية أو الدينية ) فأقول :
قد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز ، كما تبيّن ممّا قبله تحريم آلات الطرب كلها إلاّ الدف في العيد والعرس للنساء ،
ومن هذا الفصل الأخير أنه
لا يجوز التقرب إلى الله تعالى إلاّ بما شرع الله ،
فكيف يجوز التقرّب إليه بما حرّم ؟
وأنّه من أجل ذلك حرّم العلماء الغناء الصوفي ، واشتدَّ إنكارهم على مستحليه ، فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية تبيّن له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي والأناشيد الدينية بل قد يكون في هذا آفةٌ أخرى ،
وهي أنّها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة
وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية والغربية التي تطرب السامعين وترقصهم
((( اليس هذا حاصل الان فى معظم الاناشيد )))
000000000000
وقال رحمَهُ اللهُ ( الكلام للعلامة الالبانى ) :
الذي أراه بالنسبة لهذه الأناشيد التي تسمى بالأناشيد الدينية وكانت من قبل من خصوصيات الطرقيين الصوفيين وكان كثير من الشباب المؤمن ينكر ما فيها من الغلو في مدح الرسول ءصلى الله عليه وسلمء والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى ، ثم حدثت أناشيد جديدة في اعتقادي هي متطورة من تلك الأناشيد القديمة ،
وفيها تعديل لا بأس به ، من حيث الابتعاد عن تلك الشركيات والوثنيات التي كانت في الأناشيد القديمة ولكن ممّا ينبغي التنبه له ، هو أنّ الواجب على كل مسلم أن يلتزم بما كان عليه النبي ءصلى الله عليه وسلم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمَهُ اللهُ ::
أما حكم الأناشيد هذه لا أرى أنها تستعمل ولا يستمع إليها لأنها :
أولاً :
تلهي الإنسان عن القرآن والاتعاظ به
ثانياً :
أنه ذكر لي الآن حولت إلى تلحين حتى أصبحت كالأغاني تماماً
ثالثاً :
أن الإنسان يجد فيها نشوة وطرباً ، ما يجد فيها عبادة وإنابة وخضوعاً ، وهذا الغالب عليها ولهذا لا أرى أنّ الإنسان يستمع إليها ولا أراها محبوبة ، ولكن إذا حصل أنّ الإنسان عنده خور وضعف في النفس وأراد أن يستمع إليها أحياناً فلا حرج
بشرط أن
لا تكون مصحوبة بآلة لهو أهـ
"البيان" (صفحة 10) .
وقال أيضاً رحمَهُ اللهُ :
الأناشيد الإسلامية لا أرى أن الإنسان يتخذها سبيلاً للعظة
أولاً :
لأنّ أصلها موروث عن الصوفية ، فإن الصوفية هم الذين جمعت أذكارهم مثل هذه الأناشيد
الأمر الثاني :
أنها توجب إعراض القلب عمّا فيه الموعظة الحقيقية وهو القرآن والسنة ،
فلا ينبغي للإنسان أن يتخذها سبيلاً إلى الموعظة .
نعم إذ لو فرض أن إنساناً في حالة خمول وركود واستمع إليها بعض الأحيان فهذا لا بأس به بشرط أن لا تكون على سبيل التلحين أو مصحوبة بموسيقى أو آلة عزف فإن في هذه الحالة تكون حراماً أهـ "البيان المفيد" (صفحة 12) .
وقال أيضاً رحمَهُ اللهُ :
الإنشاد الإسلامي إنشاد مبتدع ، يشبه ما ابتدعته الصوفية ، ولهذا ينبغي العدول عنه إلى مواعظ القرآن والسنة ، اللهم إلاّ أن يكون في مواطن الحرب ليستعان به على الإقدام والجهاد في سبيل الله تعالى فهذا حسن وإذا اجتمع معه الدف كان أبعد عن الصواب) أهـ من حاشية
"الأجوبة المفيدة" (صفحة 3 4) .
* فتوى الشيخ الفوزان –حفظه الله:
وما ينبغي التنبه عليه :
ما أكثر تداوله بين الشباب المتدينين من أشرطة مسجل عليها أناشيد ، بأصوات جماعية يسمونها
الأناشيد الإسلامية وهي نوعٌ من الأغاني ، وربما تكون بأصوات فاتنة وتباع في معارض التسجيلات مع أشرطة تسجيل القرآن والمحاضرات الدينية.وتسمية هذه الأناشيد بأنها أناشيد إسلامية تسمية خاطئة ،
لأن الإسلام لم يشرع لنا الأناشيد
، وإنما شرع لنا ذكر الله ، وتلاوة القرآن .. وتعلم العلم النافع .
،أما الأناشيد فهي من دين الصوفية المبتدعة
الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً ، واتخاذ الأناشيد من الدين فيه تشبه بالنصارى ، الذين جعلوا دينهم بالترانيم الجماعية والنغمات المطربة.
فالواجب الحذر من هذه الأناشيد، ومنع بيعها وتداولها، علاوةً على ما قد تشتمل عليه هذه الأناشيد من تهييج الفتنة بالحماس المتهور ، والتحريش بين المسلمين.
وقد يستدل من يروج هذه الأناشيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كانت تنشد عنده الأشعار،
ويستمع إليها ويقرها .
الجواب عن ذلك :
أنّ الأشعار التي تنشد عند رسول الله ءصلى الله عليه وسلم ليست تنشد بأصوات جماعية على شكل أغاني ، ولا تسمى أناشيد إسلاميةوإنما هي أشعار عربية ، تشتمل على الحكم والأمثال ، ووصف الشجاعة والكرم وكان الصحابة ينشدونها أفراداً لأجل ما فيها من هذه المعاني وينشدون بعض الأشعار وقت العمل المتعب كالبناء ، والسير في الليل في السفر ، فيدل هذا على إباحة هذا النوع من إنشاد في مثل هذه الحالات خاصة ، لا على أن يتخذ فناً من فنون التربية والدعوة كما هو الواقع الآن *فتوى الشيخ ابن باز رحمَهُ اللهُ
قال رحمَهُ اللهُ :
( الأناشيد الإسلامية تختلف فإذا كانت سليمة ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير والتذكير بالخير وطاعة الله ورسوله والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء والاستعداد للأعداء ونحو ذلك فليس فيها شيء ، أما إذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى لمعاصي واختلاط النساء بالرجال أو تكشف عندهم أو أي فساد فلا يجوز استماعها ) اهـ "مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"
(3/437) .
فالجواب من وجوه:
الوجه الأول:
أن كلام الشيخ ابن باز ءرحمَهُ اللهُء منصرف إلى الأصل في إنشاد الشعر ، والكلام إنما هو عن الأناشيد الإسلامية التي انتشرت بين كثير من الشباب والتي تشتمل على صنوف من المحرمات تقدم بيان شيء منها في مقدمة هذا المقال وفي كلام سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله.
الوجه الثاني :
بناءً على ما تقدَّم من حقائق حول الأناشيد –وقد ذكرت بعض ذلكء فإنَّ كلام الشيخ ابن باز رحمه الله يهدم هذه الأناشيد إذ إنه يشترط فيها أن تكون ( سليمة )
وهذا القيد ليس موجوداً ولا متوفراً في معظم الأناشيد التي يعاقرها كثير من الشباب اليوم فآفات الأناشيد كثيرة ومن عرفها وجد أنها ليست بسليمة .
الوجه الثالث:
قول الشيخ ءرحمَهُ اللهُ :
ليس فيها إلا الدعوة إلى الخير
هذا قيدٌ ثانٍ يأتي على جانب منها ، فمعظم تلك الأناشيد تطرب وتهيج الشهوة وتدعو إلى ما يدعو إليه الغناء ، وتصد عن ذكر الله وقراءة القرآن ، وتصنع سباباً مائعاً ضائعاً والله المستعان.
الوجه الرابع:
قول الشيخ ءرحمَهُ اللهُء :
وطاعة الله ورسوله
هذا القيد يأتي عليها من قواعدها فإن الأناشيد استخدمت للدعوة إلى الله عزَّ وجل مـمَّا جعل أهل العلم يحكمون عليها بالبدعة ، ومعلوم أنَّ البدع ليست من طاعة الله ورسوله ءصلى الله عليه وسلمء فإذا انضاف إليها بقية المآخذ ازدادت مشاقتها لله ورسوله والله أعلم .
الوجه الخامس :
أن الحق يعرف بدلائله لا بقائله ، والشيخ الإمام ابن باز له منزلة في النفوس ، وهو من شيوخ الإسلام ، ولكن الحق أعلى وأعظم منه ، وقد بين من سبق ذكره من الأئمة الأعلام حرمة الأناشيد الإسلامية العصرية مبينين بالتفصيل دلائل ذلك وفق القواعد الشرعية والأصول المرعية والتي لا يتردد منصف في الأخذ بها ، وترك ما خالف الحق ممن كان.
أسأل الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد .
منقول باخصار قدر المستطاع
وما بين 3 اقواس من قولى
فيما سبق بيانه الكفاية
لمن يريد الحق فى هذه المسألة
و الله الهادى الى سواء السبيل
اترككم فى رعاية الله و حفظه
اكتفى بهذا القدر
و الحمد لله القائل :
( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {44} غافر )
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك و أتوب اليك
كتبه اخوكم المحب المشفق
بوعبدالله
مواقع النشر (المفضلة)