بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
لم أعتد التزلف والمديح لشخصٍ مـا أمام الملأ لعلمي أن من يفعل شيئاً حسناً إنما هو يبتغي مرضاة الله ويؤدي عمله بإتقان ويطلب ماعند الله ولايريد ماعند الناس من رضا أو عدم قبول ,, فـ يصوره فلان أنه المتفاني والفاعل والتارك ووو إلخ من مسح الجوخ رغم أنه هذا من صلب عمله الذي أُوكل به .. ثم يأتي طابور معارض لنفس الشخصية ويكيل السباب والشتم والقدح لالشيئ يذكر سوى الكره للشخصيه ومحاولة إحباطها ,, ولكن هذه الحكاية سأرويها لكم نصاً وأقسم بالله على صدق كلامي كاملاً
بدأت الحكاية في شهر شعبان الماضي وذلك أثناء إستعدادي لحفل زواجي الذي أقيم بعيد الفطر المبارك وقد قمت بأخذ قرض من البنك وبيع أرض لا أملك سواها ,, وقد فكرت أن أقدم شيئاً لوالدي وأهلي حفظهما الله قبل أن ابدأ بنفسي إيماناً مني ووفاء ومعروف لأعز من أملك بهذه الدنيا خصوصاً وأنني على وشك الإستقلال بعائلة خاصة بي لذلك يجب ترك أثر أوجميل يرد لهم جمائلهم اللتي لاتحصى بأبنهم
فقمت بترميم منزل والدي كاملاً وتغيير أثاثه القديم ولم يتبق إلا ( صبغ ) مجلس الرجال وبعض لمسات زخرفة الديكور للمجلس وذلك لنفاذ السيوله الماديه لدي مما دعاني إلى الأعتذار للعماله اللتي قامت بأعمال صبغ جدران المنزل كاملاً عن عدم ( إكمال ) صبغ مجلس الرجال حتى تتوفر لدي سيوله أخرى ( لأنني أكره ما أكره الدين علي ) وسلمتهم حقهم السابق كاملاً وقلت لهم : وعدني بنك التسليف بتسليمي قرض الزواج بشهر رمضان ( كنا حينها بشهر شعبان ) وحينما أستلم القرض سأطلبكم .. وغادروا من منزلنا بعد أن يأسوا من إقناعي بصبغ المجلس وزخرفة الديكور على أن أسلمهم المبلغ المتبقي لاحقاً متى ماتوفر لي .. غادروا وهم لايتذكرون مني ومن أهلي سوى كل خير خصوصاً وأنهم يتشاركون معي وإخواني الفطور والغداء حيث كانت والدتي تأخذ حسابهم بذلك
مرت الأيام و في أحدها قمت من النوم صباحاً لأذهب إلى الدوام وإذا بوالدتي تخبرني أن هنالك عمال يشتغلون بالمجلس ويقومون بطلائه دون علمنا وتسألني هل لديك علم بذلك وهل أتفقت معهم على شئ ..! ذهبت إليهم فإذا هم نفس العمٌال وقبل أن أنطق بكلمه قال لي مديرهم ( السوداني ) إنهم كانوا بلا شغل حالياً وخوفاً من إنشغالهم لاحقاً فقد قرروا إنهاء عملهم لدي لثقتهم بي ,, وأتفقنا على أن يتم تسليم المبلغ متى ماتوفر لي من بنك التسليف وطلبت منهم تغيير الصبغه اللتي صبغوها بإختيارهم ووافقوا دون تردد !!
مرت الشهور وتزوجت ولله الحمد وبنك التسليف إلى هذه اللحظة لم يفي بوعوده لي مما أحرجني مع هؤلاء العمال ومؤسستهم وكثر ترددهم على منزل والدي إلى أن سلموه في أحد الأيام خطاب إستدعاء من المحكمه موجه لي ...!
ذهبت إلى المحكمه صباح الأمس وجلسنا أمام القاضي الفاضل الشيخ صالح المنديل وسمع منهم وسمع مني بكل بشاشه وأخبرته بالقصة كامله وأنه بإمكاني أن اقول اشتغلوا دون علمي وبلا عقد وإثبات رسمي وما إلى ذلك ولكن قلت أن المبلغ في ذمتي ياشيخ وسأدفعه متى ماتوفر لي من بنك التسليف الذي ماطلني وهذا هو إتفاقنا السابق .!
وقال الشيخ لهم : سيدفع لكم أخر الشهر متى ماتوفر له بإذن الله وأنهوا هذه القضية اللتي لاتستحق ذلك وأتفقنا على ذلك ..!
بعد خروجهم قلت للشيخ صالح : ماذا ياشيخ لو استمر بنك التسليف بالمماطلة ولم يتوفر لي المبلغ المذكور أخر الشهر ؟
قال لي : خل نيتك سليمه وتوكل على الله وهو يفرج همك ...!
سادني إرتياح كبير لم أعهده من هذه الكلمتين من الشيخ صالح رغم إيماني بهما وعملي بهما مسبقاً وخرجت من مكتبه بالسلام عليه ..!
بعد خروجي مباشره تلقيت إتصال من شخص يعمل ببنك التسليف وقال لي : ترى قرضك ينزل أخر الشهر ان شالله ..!
قلت قد تكون مصادفه سعيده ليس إلا ..! ولكن ما أكد لي صحة كلام الشيخ صالح ووجوب التوكل على الله وإحسان النوايا هو هذه الحكاية الطريفه ..!
خرجت مغرب هذا اليوم من ( شقتي ) وتلقيت رساله من زوجتي مضمونها ( جب معك زيت زيتون وخبز )
لاحظو زيت الزيتون قد يبدوا ليس غريباً ولكن ماذا لوا أتاك منحه وليست أي منحه ..!
بعد قرائتي للرساله مباشره تلقيت إتصال من زميلي بالعمل وصديقي فواز جديع التمياط وهو يقول : معي لك ولأبوك زيت زيتون إنتاج مزرعتنا عصرناه بالجوف وتوه واصل ...!
لم نكتفي بذلك .. وحينما وصلت للمنزل فإذا بوالدتي حفظها الله تقول : خبزتلك خبز خذه لاتنسى تاخذه لشقتك وأنت رايح ..!
لم نتوقف على ذلك بل لي زميل أخر كنت أطلبه مبلغ مالي منذ فترة طويله وتفاجأت بإتصال منه يقول : أرسلي رقم حسابك ..!
من يصدق أنه قبل الرساله لم يكن معي أي ريال لأحظر الخبز وزيت الزيتون ..! فما بالك وقد أتاك زيت زيتون بكر غير معلب وخبز من أمك وليس خبز لبناني وكذلك اصبح معك مبلغ يفرج همك إلى تاريخ 25 الشهر والأهم هو تأكد قرب نزول قرض الزواج من بنك التسليف ...!
قال الله تعالى، وهو أصدق القائلين، وهو الحق اليقين " ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، ووضعنا عنك وِزْرَكَ، الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك، فإنّ مع العسر يسراً، إنّ مع العسر يسراً، فإذا فرغتَ فانصب، وإلى ربّك فارغب " .
فهذه السورة كلها، مفصحة بإذكار اللّه عز وجل، رسوله عليه السلام منته عليه في شرح صدره بعد الغم والضيق ووضع وزره عنه وهو الإثم بعد إنقاض الظهر وهو الإثقال، أي أثقله فنقض العظام، كما ينتقض البيت إذا صوت للوقوع، ورفع - جل جلاله - ذكره، بعد أن لم يكن، بحيث جعله الله مذكوراً معه والبشارة له، في نفسه عليه السلام، وفي أمته، بأن مع العسر الواحد يسرين، إذا رغبوا إلى الله تعالى ربهم، وأخلصوا له طاعاتهم ونياتهم.
وقال عز وجل: " أَمَّنْ يجيبُ المضطَّر إذا دعاهُ ويكشف السوء، ويجعلكم خلفاء الأرض، أإلهٌ مع اللّه، قليلاً ما تذكّرون " .
لن أمدحك ياشيخ صالح لأنك لاتستحق المديح فهذه أخلاقياتك اللتي تحتم عليك أن تكون ناصحاً قبل أن تكون قاضياً لم نعهد منك إلا الصلاح والعدل في الحكم ,, ولكن ستظل كلماتك نبراساً وقنديلاً ينير علي الطريق وأتذكره كلما تتكالب علي الظروف اللتي تحاول إظلام طريقي
وأسف للإطاله
مواقع النشر (المفضلة)