بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ..... مسائكم شعر أعضاء منتدى رفحاء

بما أنني شاعر لا يشق له تراب ، ونظرا لفحولتي المفرطة في نظم الشعر وثرائي الفاحش ــ دليل الكثرة وليس سوء المعنى ــ كثيرا ما يستنجد بي أصدقائي كي أقرضهم بعض قصائدي الرنانة مقابل كلمة (شكرا) فقط ، على أن تكون لسانا بلسان مثلا بمثل في مجلس العقد أو مجلس الحل والربط لا يهم ...
وبما أن فحولتي امتدت أيضا للعب على وتر ( الغومية ) القومية الحساس ، إلا انه مقابل ذلك كله مجمل قصائدي هي وطنية محضة لا تقبل المساومة أو التشكيك .
حتى راودتني فكرة مشئومة انه ربما أكون قد رضعت مع أحد أفراد الأسرة الحاكمة ... ولكني لم أجد في كتاب حمد الجاسر ــ جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد ــ إلى ذلك سبيلا ...
وكــ عادتي الصباحية حينما أصحو على شقشقة العصافير...! تأبى القريحة الشعرية إلا أن تعطر صباحي الجميل بالتغني بتراب الأرض الطاهرة رغم الفساد ..الأرض الغالية على قلوبنا ... والغالية الأسعار أيضاً ... من غلا يغلو غليا فهو غال ...
فتأتي الألحان والآهات :
آآه يا وطن ...
أرض الله واسعة بس حبك مش مخلينا نهاجر ...
آآه يا وطن ...
يا ما على ترابك مظاليم ..
آآه يا وطن ...
وبعد أداء التراتيل والطقوس اليومية ، أنحدر إلى مجال العمل كي أخدم البلد اللي وكّلني عيش ... خالي من الملح ..! أصله على شأن صحتنا .
وأخدم مواطنيه الغلابة .
وعلى كثرة الأوجه الشاحبة التى أراها يستحضرني دائما سؤال ..
مالفرق بين الهوية الوطنية ودجاج الوطنية؟
فتأتي الأجوبة كأسرع ما يكون آآآه يا وطن .
آخر أخبارك يا وطن مع الفساد والنكاية بالعباد ... يا ترى أيش .
............
لذا:
المواطنة الحقة ، وما هيتها التي نوصم أحيانا كثرة بالإخلال بها ونشعر بالتهكم حيال ذلك .
قد يعتقد الكثير منا بأن المواطنة هي مقدرات الوطن وتكمن في منشئاته التي يجب علينا الحفاظ عليها سليمة كــ يوم ولدتها أمها ، حتى نؤكد بذلك وطنيتنا .
مقابل ذلك نجهل أعظم مقدرات الوطن التي يجب علينا المحافظة عليها وتحقيقها كما يجب
( هي حقوق الإنسان المواطن )

أيها السادة :
وطن حينما تغتال المحسوبية على رماله ، ويتساوى بمنظاره ابن الفقير وابن الوزير
وطن حينما تكون أنظمته لا لشفط جيوب مواطنيه بل لتسيير أمورهم
وطن حينما تكون صورة رجل الأمن هي لحفظ كرامتنا لا أن ترتسم على محيانا بمرءاه صورة ( الأشباح)
وطن لا يفرق بين مرضاه ولا ينتظر توقيع سموه الكريم يأمر بالإخلاء الطبي
وطن حينما يكون لي صوت يسمع ونجدة تغاث وطلب يلبى

وقتها سأردد نشيده الوطني دبر كل صلاه ، وعقب كل ورد يتلى ، وقبل أن تطير الطيور بأرزاقها
سنقول ( وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه ).
قبلاتي لترابك ... يا وطن .