ههههههه


لا شيء ينافس بيتنا في عدد عمليات الترميم سوى أوبرا في عدد عمليات التجميل
الأوبرا التي تناقل الإعلام ختام برنامجها فلفت انتباه من لم ينتبه لها
وعندما قرأت شيئا من سيرتها وأنها خضعت لأكثر من 25 عملية تجميل
تذكرت منزلنا القابع في الجادة ثلاثة من الضاحية الغربية : )
يقف شامخا في وجه الرياح الغربية والشمالية الباردة والمغبرة أحيانا
كهاوية جبل في مسقط يطل على البحر
هذا البيت الهادئ الجميل كان مليئا بالسعادة وكان يرمم بمناسبة وبلا مناسبة
أكاد أجزم أن أحدا منا لوحده لا يحصي عدد مرات الترميم والتحسينات والاصباغ
دون أن يساعده منا أحد في التذكير
.
.
.
في إحدى ترميماته
ذات يوم وأظنه يوم الجمعة
ترك العمال على السطح محّالة وحبل يتدلى في آخره سطل أسود
كان السطل الأسود واقعا على كومة من الرمل الناعم الذي يخيل إلي أنه لعمل بلاط للسطح
وبقي الطرف الآخر من الحبل يلعب به الهواء
حينما طرأت لأحد الموجودين فكرة أن يركب أحدنا في السطل ويقوم بسحبه البقية
حتى يصل إلى المحالة التي كان تعلو سترة السطح بقليل
فيهنأ بالنظر إلى رفحاء
أو على الأقل في الحي الذي نقطنه
فركب الأول والجميع خائف
وأنا ومعي مجموعة نسحبه حتى وصل للأعلى ثم أنزلناه
وبدأ البقية يتشجعون ويثقون بقدراتنا على رفعه وإنزاله سالما
حتى ركب الجميع
ولما جاء دوري ورفعوني للأعلى ووصلت قريبا من المحالة رأني عمي الذي كان يسير في الشارع
خلف جدار بيتنا ولم نكن نشاهده حتى رآني في الأعلى
فصاح بنا هيييييييييييييييييه وقال كلاما آخر افقدتني الدهشة حفظ معانيه
فسمعه بقية الأطفال الذين يمسكون بالحبل وأنا في الأعلى
فاطلقوا الحبل وهربوا

لطف الله بي حيث وقعت واقفا على الرمل وضاق اسفل السطل بأرجلي
وأكملت الهرب مع المجموعة
لا أدري لماذا نهرب والعم في الشارع وباب البيت مغلق
.
.
.
كان الصغار في ذلك الوقت يحترمون إي قريب ويخشونه . وأي قريب يستطيع تأديب أي شخص يصغره

أجزم أن العم تصرف من حيث لم يدرك العواقب
فصراخه على الأطفال جعلهم يفرون ويتركوني ولولا رحمة الله لأصبت بكسر على الأقل

الدرس الأخير : من أبشع الصور أن تتخلى عن الصديق أو من تحبه وهو في القمة وبحاجة لك