آخر المشاركات

+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 3 4 5
النتائج 61 إلى 74 من 74
  1. #61
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    "أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الثالثة عشر



    دخلت عروسي من جديد..وقررت بعد أن استوت في مجلسها أن أكون هادئا ثقيلا..لأراها مرة ثانية بشكل دقيق..

    ويبدو أنها هي الأخرى اتخذت القرار نفسه حيث كانت تبادلني النظرات..وأما الكلمات فقد اختفت من لساني.. وحين استمر الصمت قليلا أخذت أردد هاتين الكلمتين:ما شاء الله تبارك الله..

    هاتان الكلمتان يا سادة هما شعار كثير من الخطاب حين يرون مخطوباتهم..إما حقيقة وتعبيرا عن إعجابهم..وإما مجاملة وتخلصا من الإحراج في ذلك المجلس..

    أما أنا والحق يقال فلم أدر من أي النوعين كانت كلمتاي!!..

    طبعاً لم أشأ أن أزودها حبتين فقررت إنهاء المجلس فقلت:خيرا إن شاء الله..والتفت إلى بعض إخوتها قائلاً:

    إذا أرادت الأخت الانصراف فلتتفضلْ..وفعلا انصرفت ولم تغب عن عيني حتى خرجت من المجلس تماماً..

    وبعدها استأذنت للانصراف وما أتممت استئذاني حتى هب القوم وقوفاً فقمت على الفور..وقصدت الباب..

    وعند الباب الخارجي قال الأكبر منهم:إذا صار معك شيء فأخبر نسيبنا..

    فقلت:أبشر وسم..

    ركبت سيارتي وصورة خطيبتي لا تفارق مخيلتي..

    وانطلقت بالسيارة وأنا لا أدري أين أذهب!!..حيث كانت الأفكار والتخيلات تموج في رأسي وصدري ووجداني..

    قررت أن أتوقف قليلا وأسترجع ما حدث لأعرف حقيقة موقفي مما رأيت وشاهدت..

    تذكرت دخولها وإطلالتها بجسمها الريان بل الزائد رياًَ..وكما تعرفون فسيادتي من هواة المربربات..

    وقلت في نفسي بل لقد قلت بلساني:جاك يا مهنا ما تمنى..

    وكان الحمل ولعله أثر على جسم زوجتي الأولى حيث كان وزنها بالنسبة لي ناقصاً..على الأقل لأني أميل إلى ربربة جسم المرأة..

    وتذكرت نظراتها الحلوة خصوصا في الإطلالة الثانية..فقلت في نفسي:هذا النظرات من أولها!!!

    وكنت قد عرفت بل تيقنت أنني قد حزت على بعض إعجابها إن لم يكن على وافره و كامله..

    عرفت ذلك من نظراتها وقد صار لي خبرة قليلة برؤية النساء في الخطبة..ثم تيقنت منه بعد ذلك عن طريق صديقي صهرهم حين هاتفته لأعطيه أخبار زيارتي لأصهاره..حين سألته سؤالاً يحمل قدراً من خفة الدم والاستظراف:

    هاه يا أبا فلان..عسى فلانة اسم الخطيبة ارتاحت للموضوع!!..يعني حين رأتني ماذا قالت..

    وكان صاحبنا طيباً الذي في قلبه ينطق به لسانه..فأجاب إجابة أحاطتني بشبكة من الإعجاب بالنفس هذه الشبكة الإعجابية كانت بعض خيوطها ولم أنتبه لها قد نسجت من الغرور..

    ولئن قال شوقي:والغواني-يعني النساء-يغرهن الثناء..فإن معاشر الخطاب والخاطبين والمقبلين على الزواج وخصوصا المعددين يغرهم ويغريهم الثناء والإطراء بالوسامة والفخامة والهندامة مع أن كثيرين بينهم وبين تلك الأوصاف بعد المشرقين..

    قال:فلانة مرة مبسوطة وسعيدة..وتقول:ما شاء الله تبارك الله..ثم سكت وليته لم يسكت..

    فقلت:ما شاء الله تبارك الله..وبعدين..ماذا قالت:

    فقال:لا بعدين ولا قبلين ما قالت إلا كل خير..

    لكن أخبرني عن نفسك؟؟كيف وجدت فلانة..إن شاء الله أعجبتك..

    فاجأني بسؤاله..حيث كنت أستمتع بإعجاب خطيبتي بي ولم أتوقع سؤاله هذا!!..

    سكت قليلاً..فقال:ولِمَ سكت؟؟فقلت:أبداً المرأة بنت حلال وشكلها طيب وحبوبة..

    فقال:يعني أنت موافق على الزواج بها!!..

    ترددت قليلا ثم بادرت بالقول:موافق نعم بل بالعشرة..

    كلمة بالعشرة لم تكن لقناعتي الكاملة بالمخطوبة بقدر ما كانت لإظهار قوة الشخصية أمام صديقي الذي أعرف أنه سينقل ما يدور بيننا إلى زوجته لتنقله بدورها إلى الجماعة..

    أغلقت السماعة..ثم قلت كعادتي:راحت السكرة وجاءت الفكرة!!!..

    وبدأت أفكر في زوجتي الأولى وفي الأطفال..فقررت المضي قدما في هذا المشروع الجديد وبدء النضال..

    أخبرت عديلي بالخبر فهلل وكبر وعاتب على عدم إخباره بتلك التفاصيل فقلت:أبشر بالخير ما زلنا في أول المشوار..

    وعدت إلى منزلي وكانت الأمور مع زوجتي طبيعية إلى حد ما وإن كنت أعاني من بعض التوتر الذي أحاول إخفاءه كمثل الموظف الذي يدخل مديره عليه ويسأله عن عمله الذي لم ينجزه فهو يحاول التظاهر بأنه قد أتم العمل وأنه يحاول جمع الأوراق..

    مر على الرؤية يومان وأنا كالحبة في المقلاة أو كالمقلاة التي فيها حبة تحمص بلا زيت..

    وعزمت على بدأ تنفيذ المشروع واتصلت بصديقي وواعدته والتقيت به وطلبت منه أن يكون العقد والزواج بعد أسبوع إذا كان ممكنا..فتقاصر المدة..فطلبت منه أن يكلمهم بإلحاح فكلمهم وكانت المفاجأة أن وافقوا-طبعا وافقت الحريم-والرجال لهن تابعون..

    أسبوع وأكون عريساً..أسبوع وأكون معدداً..أسبوع ويكون عندي زوجتان..يا الله من فضلك!!!..

    وجاء يوم العرس الموعود..وذهبت مع عديلي المحترم إلى محل لبيع الذهب واختار لي طقم ذهب بأربعة آلاف..فليس لي بالبيع والشراء خبرة ولا دراية..واشترينا ساعة بألف وخمسمائة ريال..وطقم عطور نسيت ثمنه ولكنه غال..

    وكان أصهاري الجدد على عكس المحافظين عفوا الأصهار القديمين ميسرين مسهلين ولم يتكلموا في مهر ولا حفلة..

    ثم ذهبنا إلى مطبخ معروف واخترنا –اختار عديلي-ثلاثة من الخراف لوليمة الزواج..فنظرت شزرا إلى أحدها وتذكرت يوم زواجي الأول حين ذهبت مع والدي لشراء الخراف فوطأ أحدها لا سامحه ذابحه بظلفه على قدمي وطأة صرخت منها فالتفت إلي والدي محملقا وقال بصوت حاد:أتصرخ من خروف!!!!!..

    طبعا كان الاتفاق على أن يكون الزفاف في بيت الأصهار وأن تبقى الزوجة في شقتها وأنا أمر عليها مرور المسيار..وأن أعطيها مصروفا شهريا..

    و بعد العصر تم عقد النكاح وكان المهر ميسرا وليس في العقد قيود ولا شروط..

    وجاء الليل السعيد وكان يوم أربعاء..ما أحسن يوم الأربعاء..-ولا حقق الله أمنية من يريد تغيير الإجازة من الخميس إلى السبت..ما علينا-..

    وكنت قد أوصلت أسرتي الحبيبة إلى بيت أهلها وزوجتي تقول في الطريق:إن قلبها منقبض ولا تدري لماذا..وقالت لي:الله يعطينا خيرك ويكفينا شرك..فقلت:اللهم آمين..وطمأنتها وأوصيتها بترك الوساوس وقلت وكنت صادقا بأن لدي موعدا و رحلة مع الزملاء!!!..

    نعم لقد دعوت بعض زملائي الموحدين الذي يتطلعون إلى التعدد يوما من الأيام والخروج من معتقل جوانتنامو الكبير الذي تسيطر عليه النساء..

    عفوا وأستغفر الله من هذا التشبيه ولكن بعضهم حاله صعب وصعيب مع زوجته..ووضعه كئيب..من تسلطها وتعجرفها ولكن دعوا الخلق للخالق!!!..

    عدت إلى منزلي واغتسلت ولبست ثوبا جديدا و شماغا جديدا وتأبطت مشلحي وما هي إلا نصف ساعة إلا وأنا أمام منزل العروس..

    وكان نفر من زملائي قد وصلوا قبلي إلى المكان فهم ينتظرون وصولي أيدني الله في تلك الليلة..

    وترجل موكبنا من السيارات حيث جاء كل واحد في سيارته..ودخلنا المنزل وأنا في المقدمة وقد ارتديت المشلح..واستقبلت استقبال الفاتحين!!..

    كان زملائي خمسة..دخلنا المجلس وتربعت في صدره فأنا بطل الحفل الليلة..

    وأما أصهارنا و أضيافهم فكانوا يفوقون العشرين..يعني نحن الأقلية..

    التفت نحو عديلي وقد عملت إحصاء تقريبيا للقوم..فقلت:القوم هنا يزيدون على العشرين ونحن ستة أشخاص..والنساء لا ندري كم عددهن..فهل تظن أن عشاءنا وطعامنا يكفي!!!!!..

    فقرصني في ذراعي قرصة حركتني في مجلسي وقال:العشاء يكفي..ومن لم يشبع فالمطاعم موجودة..خلك في نفسك..ولا تفكر في أي شيء آخر..

    كانت كلماته تنزل علي قلبي عسلاً خالصًا..ولم أعد أحس بألم القرصة..فقلت في نفسي:

    أنا أمامي عروس وآهات وأشواق..و من لم يشبع فالبطقاق..

    كنا نتحدث وقد أحاط بي زملائي ونتضاحك..وكان القوم يتحدثون فيما بينهم ويتضاحكون مثلنا أو أشد منا..

    وجاء العشاء ووضعت المائدة وكنا قد جلبنا بعض الفاكهة والمرطبات فقمت مرحبا بالقوم على اعتبار أنني المضيف..

    فأمسك عديلي بيدي وشدني وكان قد جلس على أحد الصحون التي احتوت على نصف خروف وقال:اجلس لا أبا لك! فأنت العريس وأنت الضيف..فامتثلت النصحية شاكرا ومقدرا على الفور وخررت جالساً..

    وكان أحسن الله إليه يتعاهدني بقطع خالصة من الشحم من ظهر الخروف..ويقول لي:كلْ فعليك ليل طويل!!!!..

    أكلت ما تيسر فلم تكن شهيتي مفتوحة بالرغم من إلحاح عديلي عليَّ بالأكل..

    و كنت مهتما بتلك الليلة ومغتما بحال زوجتي وأطفالي..

    وتناول الجميع طعام العشاء وشُرب الشاي الأحمر والأخضر والنعناع..وانصرف الأكثرون وانصرف زملائي وبقي معي عديلي يؤازرني ويتحدث معي وأنا مشغول البال..

    وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف جاءني داع كريم:

    يقول:أيها العريس هلم إلى العروس!!!...

    وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..



  2. #62
    عضو جديد

    ريما وديما غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    13
    الظاهر انك يالعالمي من انصار التعدد
    بس انا عمري ما شفت متعدد مرتاح ومبسوط
    وعمري ما شفت نسوان المتعدد مبسوطات
    الشرع والدين حلل لكم التعدد بس بشروط
    واول شرط هو العدل
    وانتم يالرجال منو فيكم عادل يمكن فيه واحد بالميه
    يالشمري اسمع نصحتي انا اختك
    ترى اليد ما تسكر على رمانتين على قوله المثل

  3. #63
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما وديما مشاهدة المشاركة
    الظاهر انك يالعالمي من انصار التعدد
    بس انا عمري ما شفت متعدد مرتاح ومبسوط
    وعمري ما شفت نسوان المتعدد مبسوطات
    الشرع والدين حلل لكم التعدد بس بشروط
    واول شرط هو العدل
    وانتم يالرجال منو فيكم عادل يمكن فيه واحد بالميه
    يالشمري اسمع نصحتي انا اختك
    ترى اليد ما تسكر على رمانتين على قوله المثل
    هههههههههههههه

    مناصر وبقوة ههههههههه



  4. #64
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    "أطيب الذكريات لمعدد الزوجات" الحلقة الرابعة عشر

    نهضت سريعا حين سمعت الداعي الكريم يطلب حضوري إلى قسم النساء من المنزل..و لبست مشلحي وعدلت من هندامي..وودعت عديلي الذي رأيت في عينيه شيئا غريبا يبدو أنه مزيج من عنصر التطفل للاطلاع على مشروعي الجديد بالإضافة إلى عنصر آخر لم أتبينه لعله نوع من الحسد اللطيف الذي لا يكاد يشعر به صاحبه..وسامحني يا عديلي المحترم..

    ومشيت خلف أخيها الأكبر وقد انتابني الفرح الملهوف المحاط بشباك من القلق الخفيف وقطعت ممرا وصالة ثم ممرا وهناك التفت إلي وقال:خلك واقف!!!..

    فامتثلت الأمر ووقفت وكان هناك باب مفتوح دخل منه الصهر الجديد..وتداعت إلى سمعي أصوات النساء مختلطة بصرخات للأطفال..

    ثم دعاني بقوله:تفضلْ ادخل اقلط..

    فلم أتردد لحظة ودخلت متصنعا الهدوء وبدأت أشعر بأن قلبي يخرج عن نطاق السيطرة..

    وانصرف صهري و دخلت مجلساً كبيراً فرأيت عروسي جالسة في صدر المجلس وحولها الأطفال يلعبون ويصرخون ويزعجون وينكدون..و ورأيت امرأتين..تبين أن إحداهما أم العروس وحماة الهنا..والأخرى خالة العروس وكانت الاثنتان من القواعد من النساء..

    فقطعت الطريق إلى عروسي بين جموع الأطفال المحتشدة وهتافاتهم المؤيدة وتعلق أحدهم بمشلحي وعرفت بعد ذلك أنه أصغر أبناء زوجتي في السابعة من العمر ولكن شقاوته وغلبته تغلب شقاوة جميع من رأيت من الأطفال..

    فنهره خاله..وواصلت سيري سالما حيث قامت العروس حين اقتربت والابتسامة الحلوة قد أطلت فوق وجهها المشرق..

    فمددت يدي الكريمة لمصافحتها وكدت أصنع معها ما يصنعه الرجال حين الالتقاء من الأسفار من التقبيل على الخد..ولكني تذكرت وتوقفت وفرملت ولله الحمد..

    ومكثت هنيهة أو ثلاث هنيهات وهو الراجح..ممسكا بيدها الدافئة الناعمة المليئة بالحب والحنان أو هكذا خيل إلي..

    حتى سمعت صوتا انبعث من جواري قائلاً:

    مبروك يا وليدي مبروك..فالتفتُ فإذا بوالدتها بجلبابها الأبيض تتبسم..

    فقالت عروسي:هذه الوالدة الله يطول لنا في عمرها..

    فأسرعت بالتأمين..اللهم آمين..اللهم آمين..

    وقلت:الله يبارك فيك يا أم فلان ..وصافحتها وسألتها عن صحتها..وأشارت إلى العجوز التي بجوارها حيث كان ترمقني بعينين قويتين..وقالت هذه أختي خالة فلانة أي عروسي..

    فسلمت عليها من بعيد..وتذكرت المثل الرائع:خلك بعيد حبك يزيد..

    ووجدت أنها تنظر إلي بتركيز شديد..فحاولت استعادة شريط اليوم وخفق قلبي وتساءلت في نفسي سريعا:هل قرأت الأوراد مساء هذا اليوم!!!..فإن نظرات تلكم العجوز بعينين كالجوز ربما ينالني منها مكروه كفانا الله عين الحسود..

    طبعا كانت تلك المواقف السريعة تكاد تضيع وسط صراخ الأطفال وتشاجرهم وتلاعبهم..

    وبينما كنا وقوفا جاءت بناتها الثلاث ربائب سعادتي وسيادتي بنات زوجتي للسلام علينا وجاء الابنان يسلمان على زوج أمهما..ولكن الصغير حين أمسك بيدي أخذ يحاول التعلق بي فأردت أن أجامل-وقاتل الله المجاملة في بعض الأحيان-وأقوم بحمله كي أظهر قدرا من اللطافة والظرافة وكان خفيف الوزن..ولكنه ما كان ليدع ذلك المشهد ليكتمل..حيث قام يصادم ويلاكم فصوب إلى وجهي لكمة ثقيلة فوق أنفي أطاحت بنظارتي أرضاً..وصرت أحاول الخلاص منه وهو يسعى بكل وسيلة للاشتباك معي حتى جره من ياقة عنقه أخوه الكبير..

    طبعا لم تنفع معه كل كلمات: عيب و خلاص يا ولد ابتعد التي سمعتها من أمه العروس وجدته وأخواته..

    حيث يبدو أنه قد أعلن حالة العصيان والتمرد على الأوامر العليا والسفلى..

    ناولني أحد الأطفال نظارتي بعد أن فركها بيده المدهونة ببقايا الشكولاتة..

    وصرت في موقف صعب..وبدأت أتوجس خيفة من نظرات الخالة العجوز..وأقول في نفسي:الله يعدِّي هذه الليلة على خير..

    وإذا بكلمات كالنسمة العذبة..تنساب على مسامعي..

    معليش يا حبيبي..معليش ما يصير بخاطرك شيء..فالتفت فإذا بهذه الكلمات تنساب كالشهد من فم عروسي من خلال ابتسامة محرجة بموقف الطفل العنيد..

    ثم هجم عليَّ الأطفال ذكورا وإناثا للسلام علي وكان عددهم يربو على العشرين-ما شاء الله تبارك الله وعيني دائما باردة –وأخذوا يتزاحمون وكان موقفا طريفا..لعله كسر عين العجوز عن تركيز النظر إلي..

    وكنت أتبادل الابتسامات مع عروسي خلال ذلك المشهد الطريف..

    وإذا بصهري يعود مرة أخرى..فقالت العروس بصوت هادئ:يا الله نمشي..وكأنما أطلق سراحي من سجن به سجناء مشاغبون يقومون بأعمال تمرد وعصيان..سامحوني يا أصهاري..ولكن هؤلاء أطفالكم وخالتكم..

    مشيت بجوار عروسي لنتجه إلى شقتها أو شقتنا..فنهرني شقيقها:أمسك بيد عروسك..

    فكانت نهرة باطنها الرحمة وظاهرها الشدة..

    فأمسكت بيدها مسكة جيدة وكأن من أمسك بها تريد الفرار!!!..

    ووصلنا باب شقتنا..وقد استطاع نفر من الأطفال مغافلة الكبار وتخطي الحواجز والوصول معنا وكان منهم صاحبي الذي أطاح بنظارتي بلكمة فاضية..وليست قاضية..

    وفتحنا الباب ودخلنا..وحين أرادت عروسي إغلاق الباب..قام ابنها الصغير يدفع الباب بقوة..وهي تحاول إقناعه وصرفه..ولكن هيهات فقد أصر حفظه الله على الدخول مهما كلف الأمر...

    فجاءتني عاطفة سريعة وقلت في نفسي:هذا يتيم..ولماذا لا أسمح له بالدخول وألاطفه قليلاً..

    فقلت لعروسي:دعيه يدخل سوف أقوم بتصريفه سريعاً..فقالت وهي تدفع الباب:لا لا إنه معاند وعنودي وعنادي من الطراز الأول..

    فقلت:لا بأس دعيه يدخل ..فتركت الباب..فدفعه بقوة حتى ارتطم الباب بالجدار وانطلق بسرعة وقصد غرفة النوم التي لم تكن قد أغلق بابها..

    فرأيت أن خيوط اللعبة بدأت تفلت من بين أصابعي..وأن بطل المسرحية قد خرج تماما عن السيناريو الذي أعددت له في تفكيري..

    ولحقت به تتبعني عروسي فوجدته قد جلس على السرير..وهو يحملق فيَّ بعينين ماكرتين وقد تبسم ابتسامة المنتصر..وكان صدره يرتفع وينخفض بعد أن تسارعت أنفاسه من الركض والمدافعة والمغالبة..

    فقررت المواجهة ولكن بالفكر أولاً:

    قلت:كيف حالك يا بطل؟؟..

    فقال:طيب..

    فقلت:طيب مرة وإلا شوية..

    فقال:طيب وبس..

    قلت:أين الأولاد يا بطل؟؟..

    قال:لا أدري عنهم..

    قلت:أكيد ذهبوا للنوم..

    قال:نعم ذهبوا ينامون..

    قلت:وأنت لماذا لا تذهب لتنام يا حبيبي؟؟..

    قال:سأنام هنا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..ووضع أصبعه السبابة على لحاف السرير!!!..

    فالتفتُ إلى أمه العروس..فرأيتها متبسمة..وكانت قد هرعت إلى الهاتف واتصلت بأخته الكبيرة وطلبت مجيئها لإخراج المشاكس الصغير..

    ونظرت إليه فرأيته يعض شفتيه وهو ينظر إلى أمه..كأنما يريد الانتقام منها..

    فاقتربت منه وأمسكت بيده الصغيرة وقلت:يا الله يا حبيبي..

    فصاح:يا الله فين..

    فقلت:يا الله تذهب إلى أخواتك وأخيك وجدتك..وبدأت أسحبه تدريجيا..

    غير أنه فك يده..وقال:سأنام مع ماما..

    فتدخلت أمه قائلة:يا الله يا بابا..عمك يريد أن يرتاح وينام..

    وأمسكت بيده وقام معها وأخذت تتكلم معه بكلام لا أسمعه وتحاول إقناعه وتقترب به من الباب..

    ودق جرس الباب..وتقدمت العروس ففتحته بيد وبيدها الأخرى ابنها وكانت ابنتها في الخارج فدفعته إليها..ولكنه صرخ واستطاع الدخول من جديد..

    وهنا قررت التخلي عن سياسة المواجهة الفكرية وانتهاج سياسة القوة والصرامة..فأمسكت بساعديه وأخرجته خارج الباب وفي تلك اللحظة مر أحد أخواله فرأه فصاح به فأخذته أخته فانصرفت به..وسارعتُ وأغلقت الباب بقفلتين..

    وهنا التفت إلى عروسي فوجدتها قد اتكأت بظهرها ورأسها على الجدار وهي تبتسم بخجل..

    آه ما أحلى ابتسامات الخجل..حتى ولو كانت على عجل!!!..

    فقالت:معليش يا روحي..الولد هذا متعلق فيني مرة..

    فقلت في نفسي:الله يكفيني آذاه وشره..وقلت بلساني:الله لا يحرمك منه ولا يحرمه منك..

    فقالت:وأنت بعد يا حبيبي الله لا يحرمني منك يا حياتي..

    كانت تلك الكلمات الحلوة تزيل سريعا ما علق بنفسي من مضايقات تلك الليلة كمساحات زجاج السيارة الجديدة الذي يعلوه غبار..

    فاقتربت منها فقبلت جبينها..وأمسكت بيدي فقبلتها ووضعتها على خدها ثم على صدرها..

    فقلت:هل سنظل واقفين هكذا..

    وسحبتها بلطف ودخلنا غرفتنا..

    وما إن قعدنا قليلا حتى رن جرس الهاتف..فقالت:

    بعد إذنك يا حبيبي..

    فقامت ثم عادت بعد حوالي دقيقتين أحسست كأنها ساعتين..

    وقالت:إنه صاحبك-ابنها المشاكس-يريد أن يسمع صوتي قبل أن ينام..

    فقلت:إن شاء الله ينام يريح نفسه ويريحنا فضحكت..

    وبدأ الحديث العذب بيني وبينها..

    وبدأت الأشواق تتقابل وتتعانق وتحلق في أجواء الوداد والحب والحنان..

    ما أحلى تلك اللحظات..حين تلتقي النظرات والآهات والكلمات..

    وكانت تشرح لي صادقة معاناتها بعد حصول الرؤية الشرعية وشدة تعلقها بي وأنها صارت لا تنام ولا تهنأ بطعام ولا شراب من كثرة التفكير في حبيبها الذي هو أنا..

    طبعا لم أكن بمثل حالها..ولكني اضطررت لمجاملتها بعض الشيء..

    كانت طوال الجلسة تمسك بيدي بين يديها وكأنها تخاف أن أفلت منها..

    وكانت ليلة عرس جميلة..لولا تفكري بين ساعة وأخرى في زوجتي الأولى التي لم تكن تدري عن تلك الليلة و ما حدث فيها أي شيء..

    وطلع الفجر ولم يعرف النوم طريقا إلى غرفتنا..وبعد صلاة الفجر وضعت رأسي من شدة التعب حيث أنني لم أنم منذ فجر الأمس وبقيت عروسي تحتضن رأسي جالسة تحادثني وتلاطفني حتى دخلت في الأحلام واستولى عليَّ المنام..

    وقبل الظهر بساعة دق جرس الباب..ورن جرس الهاتف..فقامت عروسي تفتح الباب فهجم علينا عدد من الأطفال يصرخون ويضحكون وفي مقدمتهم صاحبي الصغير الذي لم أفتح عيني إلا ووجدته قائما عند رأسي فأغمضت عيني من جديد وقلت لعله كابوس عتيد..



    وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى



  5. #65
    عضو جديد

    ريما وديما غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    13
    وفي مقدمتهم صاحبي الصغير الذي لم أفتح عيني إلا ووجدته قائما عند رأسي فأغمضت عيني من جديد وقلت لعله كابوس عتيد..

    اكيد راح يكون كابوس
    هذا والله حوبه زوجته الاولى

  6. #66
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما وديما مشاهدة المشاركة
    وفي مقدمتهم صاحبي الصغير الذي لم أفتح عيني إلا ووجدته قائما عند رأسي فأغمضت عيني من جديد وقلت لعله كابوس عتيد..

    اكيد راح يكون كابوس
    هذا والله حوبه زوجته الاولى
    شاكر لك المتابعة



  7. #67
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    "أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة الخامسة عشرة



    فوجئت بهذا السيل المنهمر من أحبابنا الأطفال-ما شاء الله تبارك الله-وتذكرت فلذات أكبادي وتذكرت زوجتي الأولى..وقمت متثاقلا وسط صراخ الأطفال وتحلقهم حول العروس يعتنقونها ويقبلونها ويتزاحمون ويتعاركون من أجل ذلك..

    فذهبت إلى المغسلة وغسلت وجهي بالماء دون الصابون..وعدت إلى الغرفة فهرع إليَّ شرذمة من الأطفال للسلام علينا ومباركة مشروعنا الجديد..وأنهيت هذه المهمة بسلام..

    وبينما كنت أستعد لتغيير ملابس النوم إذا بشقيق العروس التي دخلت الحمام للتو يتوسط غرفتنا ويطوف حوله الأطفال وهم يصرخون ويضحكون وهو يلاعب هذا ويمازح ذاك وقد بدا كزعيم قومي حقق نصرا وعاد ليحتفل به أنصاره ومؤيدوه..

    وشعرت بالإحراج لأنني لم أكن قد خلعت ملابس النوم بعد..ولكنه سلم علي وبارك لي مجدداً وقد رأى معالم الإحراج تتقاطع فوق ملامحي كتقاطع عدد كبير من السيارات في نقطة التقاء لأربعة شوارع حين تتعطل إشارة المرور..

    فسأل عن العروس ثم استأذن وأنسحب في هدوء..فأذنت له بكل سرور..وقلت له شكرا ومتشكرا ومشكور..

    وبعد نحو نصف ساعة أو أقل جاءنا طعام الإفطار..وقامت عروسي بدور عظيم في إفراغ الغرفة من زائريها الجدد..

    غير أن صاحبنا الأول بقي في الغرفة يقفز من مكان إلى آخر و قال بكل إصرار إنه سيتناول طعام الإفطار معنا شاء من شاء وأبى من أبى..

    وقلت في نفسي:ها أنا أترك أطفالي فلا أفطر معهم وآتي إلى هنا لأفطر مع عيال خلق الله!!!..ولكن تذكرت أنه يتيم فهان الأمر..

    ثم تذكرت إنني عريس ومن حقي أن أستمتع بأيام العرس الثلاثة على الأقل..

    ومن حقه هو أن يلهو مع الأطفال الباقين من إخوة وأخوات وأقارب..

    ولكن ما الحيلة في إخراج هذا الصغير؟؟..

    قررت أن أتنازل عن بعض موقفي لأستطيع الوصول إلى هدفي..

    كانت أمه طيلة تلك الفترة مشغولة باللبس والتزين وجاءت ترفل في زينتها ونعمتها وجلسنا نحن الثلاثة على المائدة وأصر الصغير على أن يستأثر بجوار والدته جنبا إلى جنب..

    كانت مائدة الإفطار تحتوي على أكثر من خمسة عشر صنفا دون مبالغة..طبق من الفول والبيض بأنواعه الثلاثة مسلوق ومقلي وشكشوكة..والأجبان أكثر من خمسة أنواع..والقشطة نوعان والمربى عدة أنواع وطبق العسل وطبق زبدة الفول السوداني والزيتون نوعان..

    طبعا لقد عددت الأطباق..وقلت لعروسي:لماذا هذه الكلفة؟؟..فقالت:الله يحييك يا عمري وش سوينا شوية نواشف..

    وبعد أن أكل الصغير عدة لقيمات يقمن صلبه ويدعمن نشاطه وطاقته ومشاكسته سألته:

    أين الأطفال؟؟..

    فقالت العروس:في الصالة يفطرون ويتفرجون في التلفزيون..

    فهب وصاح:سوف أذهب إليهم..

    فخرج محفوفا بدعوات الرعاية والسلامة وطول الإقامة..

    وأقبلت أنا وعروسي نأكل ونمزح ونضحك..وبعد كل فترة وجيزة تسألني ماذا تريد؟فأجيب لتضع لقمة بيدها الحانية في فمي..واضطررت للرد بالمثل..ووضعت في فمها بضعا من اللقيمات..

    وبعد أن أفطرت فطورا ثقيلا هنيئا مريئاً وشربت الشاي بالحليب حتى كأنني من إقليم البنجاب العجيب استلقيت على السرير بينما أنشغلت العروس برفع المائدة وإخراج أجزائها مع الصغار خارج الغرفة..

    وأخذت أفكر في زوجتي الأولى وأتذكر ابتسامتها وإشراقتها..

    وأتذكر بكاءها و دمعتها..وأتذكر الأطفال وأشعر بالشوق والقلق..

    ولكن ما إن عادت عروسي حتى جاءت معها بموجة من الطمأنينة والسلام..

    وقامت خلال تلك اللحظات وما تبعها من تأملات بحملة ناجحة من المساج والتدليك لقدمي وساقي وركبتي..فلقد قصصت عليكم ما عانيته يوم العرس من تعب ونصب ووصب..

    وأنا كوالدي يحفظه الله مدمن مساج ولا أكاد أستغني عنه ليلة بل في اليوم ربما عدة مرات..

    كان المساج الرائع قد أدخلني في نوبة عميقة من التأملات في حالي بين زوجتي الأولى وزوجتي الجديدة..

    بالرغم من أن العروس كانت تسأل بين فترة وأخرى أسئلة استطلاعية عن زوجتي الأولى وعن أهلي..

    وكنت أجيب على أسئلتها بحذر شديد..

    وبعد أن صلينا الظهر سألتني عن الغداء وش نفسك فيه؟؟..فقلت:غداء!!!وما يزال الإفطار جاثما في معدتي يرفض التحرك حتى الآن..

    فقالت:سوف نتغدى بعد العصر إن شاء الله..

    فقلت:حتى ولو كان بعد المغرب..

    فقالت:لا لابد من الغداء أتريد أن تزعل الوالدة علينا وأنت يا حبيبي عريس وضيف اثنين في واحد..وضحكت وضحكت مجاملة لها..

    ويبدو أنني لم آخذ كفايتي من النوم فطلبت منها أن تأذن لي بأخذ قسط متوسط من النوم..

    فوافقت وقالت:سوف أذهب للسلام على الوالدة وأهلي وودعتني بقبلة في يدي..

    وحاولت النوم ولكن مندوبه من النعاس قال إن مولانا النوم يرفض القدوم إليك وأنت تحيط برأسك الهموم والوساوس..

    فرجوته أن يفهم سيده أنني سوف أقوم بإبعادها بل بطردها إن لزم الأمر..ولكنها قاتلها الله أبت أن تخرج أو أن تغادر..بل حتى رفضت أن تهدأ..

    وأخذت أتقلب في فراشي وأتذكر زوجتي..

    طبعا زوجتي لم أتصل بها منذ يوم تقريبا ومن المتوقع أن القلق قد استبد بها..ولكن ما العمل وأنا في غرفة العروس؟؟؟..

    جلست في سريري بعد أن يئست من النوم وحيدا فريدا أتفكر في حالي ومآلي..

    ثم قررت توجيه نداء للعروس ولكن كيف أقوم بذلك؟؟..عندي جهاز هاتف ولكن ما هو الرقم الذي أطلبه؟؟لا أعرف..

    وهل أقوم بفتح باب الصالة الداخلية وأطلق نداءي!!!..

    وقررت اختيار الثاني..وفتحت الباب..وأخذت أنادي عروسي مرتين:يا أم فلان يا أم فلان..

    وسمعت امرأة تنادي عروسي باسمها وتقول:كلموا فلانة ترى زوجها يريدها..

    وما هي إلا دقائق حتى جاءت العروس وقالت باستغراب:ما نمت!!!!وأنا كنت أحسبك في سابع نومة..

    فقلت:لا سابع ولا ثامن..ما جاني النوم وأنت بعيدة عني طبعا لا أدري كيف جمعت هذه الكلمات ودفعت بها سريعا من بوابة المجاملة التي قمت بترميمها حديثاً..

    فابتسمت وقالت:أنا جنبك على طول يا روحي..وما كادت تكمل كلماتها تلك حتى كان الصغير هو الآخر بجنبي وليس بجنبها..

    فشخطت فيه ونفخت وأمرته بالخروج وخرج بعد تمنع وبعد ترهيب وترغيب..

    جلسنا نتحدث سويا ورأسي في حجرها تداعبه بأناملها الحمراء التي صبغتها أوراق الحناء..مع أنني لا أحب الحناء ولا رائحتها ولكن نجامل ونتجمل..

    وصليت العصر بمسجد صغير جوار المنزل وعدت إلى غرفتي ولم أجد عروسي..

    وبعد مدة يسيرة جاءت ومعها ابنتها الكبيرة تحملان أطباق الغداء..وكان عبارة عن كبسة باللحم حمراء وطبقي جريش وقرصان وسلطة وعصير البرتقال الذي أكن له أعظم التقدير..

    وكنت بين الشبع والجوع ولكن شهيتي بدأت تحاول الانفتاح..وتغدينا معا..

    ثم شربنا الشاي..ثم عقدنا اجتماعا مغلقاً لم يسمح فيه بدخول أحد وخرجنا بقرار بالإجماع ألا وهو الخروج للنزهة وقضاء تلك الليلة في الفندق..

    وبدأنا نجهز حقيبتنا للخروج..وقبيل المغرب قمنا خارجين من المنزل فتلقانا الصغير وحين رأى أمه بالعباءة صرخ صرخة سمعها من بين لابتي الحارة..وأخذ يبكي ويصرخ بهستيريا عنيفة..ويتعلق بأطراف عباءة عروسي التي هي والدته..

    فقلت في نفسي بلهجة مصرية حزينة:يا دي النيلة ودي الليلة اللي متنيلة على الآخر..

    وحاولت تهدئته فصرخ في وجهي كقط صغير متوحش:أنت ما لك شغل أنا أكلم أمي!!..

    فسكت وقلت:صح وأنا وش لي شغل خله يكلم أمه..

    وعبثا كانت تحاول أمه معه تهديه وتلاطفه وهو يحلف ويقسم أنه ليخرجن معنا ولا يطيع أحداً منا..

    فظننت أنني خسرت المعركة وأنه سوف يبر بقسمه وينتصر علينا في نهاية الجولة ويكون جليسا بيننا في السيارة..

    ولكن الحريم يا سادة..لقد تقطع قلبي حزنا وزعلا منه في نفس الوقت..

    الحريم إذا قررن أخذ زمام المبادرة وتلقين المتعدي درساً فسوف ترون الأعاجيب..

    وهذا ما سوف أرويه لكم في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى..






  8. #68
    عضو جديد

    ريما وديما غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    13
    متابعين وبشوق كبير
    اريد اعرف نهايه هذا الرجل المعدد
    ما اتوقع نهايه سعيدة

  9. #69
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما وديما مشاهدة المشاركة
    متابعين وبشوق كبير
    اريد اعرف نهايه هذا الرجل المعدد
    ما اتوقع نهايه سعيدة
    ريما

    باقي عندي الحلقة السادسة عشر وانتظر من اخونا كاتب الموضوع الحلقات الاخيرة



  10. #70
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    "أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة السادسة عشر

    عندما أصر المشاكس الصغير على التعلق بعبائة أمه العروس وكان مصرا -أبعده الله عنا إلى بر الأمان- على تحويل ليلتنا في الفندق إلى كابوس وقد بلغت شقاوة الصغير منتهاها وتجاوزت المسموح به عادة أمسكت العروس بتلابيبه مسكة لو أمسكت بها تلابيبي لزاغت عيناي وتعلقت قدماي وخارت قواي..

    وحملته وألقته داخل السور وأغلقت باب المنزل وأمرت لا أذكر بالضبط بعض الفتيان من بني إخوتها بالتحفظ عليه مع السماح له بممارسة بعض هواياته المحببة حتى لو كانت على حساب راحة سكان المنزل..

    وسرعان ما ركبت ولم تكد تغلق باب السيارة حتى انطلقت بسيارتي سريعا وكأنني قمت باختطاف المرأة والتواري بها بأقصى سرعة عن الأنظار..

    طبعا لا أخفيكم فحين انطلقت بالسيارة وسمعت عروسي تردد عبارة:

    الله يهديك يا فلان على اسم ابنها المشاكس الصغير..

    ما يبي يكبر ولا يفهم..شعرت بوخزة للضمير العرساني أو هكذا ظننت..

    ولكن يبدو أن هذه الوخزة ليست بسبب ما حل بهذا المشاكس الصغير بقدر ما كان الموقف قد ذكرني بأسرتي الصغيرة وحمل صورة طفلي الكبير الذي يصغر صاحبنا هذا ربما بثلاث سنوات تقريباً..

    وبينما كنت أحاول تجرع آثار وخزة الضمير هذه وتلافي آثارها الجانبية إذا بيد عروسي اليسرى تمسك بيدي اليمنى والتي كانت مع أختها الأخرى تمسكان بالمقود..

    وتشدها إلى قلبها!!!...إلى صدرها..وأطلقت زفرة جريحة وآهة مكلومة..

    آه يا روحي..ما أدري يا بعد عمري أنا في حلم وإلا في علم..

    لا يا روحي أنتي في أحلى حلم..ولكنه أحلى علم..

    وكنت بين الفينة والأخرى أنتزع يدي لأمسك بمقود السيارة وهي تشدها وكأنها ستغرق في بحر لجي ويدي تمثل طوق النجاة لها..

    وكانت الشوارع مزدحمة بقدر إزدحام الأفكار في رأسي..

    ويبدو أن هذه العملية الحنونة قد نالت استحساني وإعجابي..وذلك حين وجدت نفسي أندفع لأعطيها يدي بعيدا عن المقود لتربت عليها وتمسحها بكفها بل ليزداد الموقف حرارة وسعادة وذلك حين كانت تقوم في حركة لطيفة خفيفة بإدخال يدي تحت خمارها لتقبلها وتضعها على خدها وكأنها وسادة تريد النوم عليها..

    وكنت أخشى أن ترمقنا بعض الأعين في السيارات الذاهبة والآيبة..

    فطلبت منها مشكورة مأجورة التوقف عن ذلك حتى حين..

    أعني حين ترفع يدي لتقبلها وأما بقاء يدي رهينة في يدها وحجرها فذلك أدنى الواجب و هو غاية الطالب والمطلوب..

    كنا نتكلم عن حفلة زفافنا الصغيرة وقد أسمعتها طرفا صالحاً وجزءً لا بأس به عن فضل الاقتصاد في حفلات الأفراح ومناسبات الليالي الملاح وأنها أكثر يمنا وبركة وسعادة..

    فردت بأنها لا يهمها في هذه الدنيا إلا رضاي وليس لها غاية في حياتها إلا مناي..

    فصحت ضاحكا مازحا:يا سلام يا سلام يا روحي أنتي وهواي..

    ويبدو على قول الإخوة المصريين أن ذلك المشاكس الصغير كان قد فرسني على الآخر وقهرني..

    فلم أشعر إلا وسيرته العطرة تنساب فوق لساني..

    حيث قلت:يبدو أن فلانا متعلق بك كثيرا..فقالت وقد ألجمتني:

    أنساه ما عليك منه..خلنا في حياتنا يا حبيبي..

    فقلت في نفسي:أنساه هذا كلام!!!أنساه كيف يا مدام..أهو هذا الذي لا يمكن أن يكون..

    وإن نسيته فلن ينساني!!!...

    وسؤالي عن هذا الصغير كان هدفا استطلاعيا لأقيس به مقدار تشويشه وتنغيصه عليَّ وعلى أمه في المستقبل..

    وقد كانت إجابة أمه ولله الحمد إجابة واضحة مطمئنة لا لبس فيها ولا غموض..

    حيث أكدت حفظها الله بأن حياتنا وراحتنا لن تكون مهددة من أي أحد كائنا من كان..

    ويبدو أن الأسئلة الاستطلاعية كانت لعبة الطرفين..حيث طرحت علي سؤالاً مفاجئا:

    وهل أطفالك متعلقون بك؟؟..

    وقبل أن أجيب تولت هي الإجابة قائلة:شكلك ما هو الأطفال متعلقين فيك...حتى أمهم متعلقة فيك بعد؟؟؟؟!!!!...

    وهنا بدأت أهرع إلى دنيا العلم فراراً بعقلي من دنيا الحلم..

    وبدأت أحاول تلطيف الأجواء التي بدأت الغيوم الداكنة تتجمع فيها هنا وهناك..

    فذكرت أن أطفالي متعلقون بي نوعاً ما كبقية الأطفال..

    وأما أمهم فتعرفين أنتي يا روحي الحريم والنساء...طبعا...وقبل أن أكمل كلامي وأنهي فلسفتي قالت:

    طبعاً وزوجتك متعلقة فيك وتموت فيك وأنت بعد متعلق فيها وتموت فيها..

    أفــــــــ...أفـــــــ...كتمت تلك التأففات في قاع نفسي وأهلت عليها أكواما من الصبر والتحمل..

    وقلت:

    الله يهديك يا روحي..خل الحرمة في حالها..وخلينا نستمتع بحياتنا وبنزهتنا الجميلة..

    وكانت كلماتي تلك تحاول لملمة ذلك الموقف المفاجئ وتدارك ثورة الغضب والانفعال من بركان الغيرة المخيف....

    كان ذلك في الوقت الذي أمسكت فيه بيدها وبدأت أضغط عليها برفق وأقول لها متحاملا ومجاملا:

    أنتي التي تعلق القلب بها..أنتي التي أشعر أن الحياة معك لها طعم آخر..إلى آخر تلك الكلمات الحلوة..التي لولاها لتحولت نزهتنا إلى حلبة للنزال الفكري والنفسي..

    وما زلت أفتل في الذروة والغارب وأسمع معسول الكلام الحبايب حتى شعرت بأن حمم الغيرة قد هدأت وسكنت..فإذا بعروسي تعود لسيرتها الأولى...

    تتبسم وتضحك وكأن شيئا لم يكن..

    فقلت في نفسي:هذه إحدى فوائد المشاكس الصغير من بداية المشوار..

    عقب ذلك تذكرت زوجتي الأولى وتذكرت طيبتها وأصالتها ودلالها وصفاءها وإشراقتها وتذكرت أطفالي فشعرت بشيء من المرارة..

    ولكن هل سيفيد هذا الشعور زوجتي وأطفالي في شيء..

    فتذكرت نصيحة لأحد أساتذة التعدد بدرجة بريفيسور حين قال:خذ بيوم السعد حده..

    وتذكرت بيت الشعر الذائع الرائع:



    إذا صفا لك زمانك عل يا ظامي

    واشرب قبل لا يحوس الطين صافيها

    وصلنا الفندق وكنت قد حجزت سويتا من قبل...غرفة بصالة..وسرعان ما تمت إجراءات التسكين..

    وإذا بنا في غرفتنا منفردين لا أحد معنا لا المشاكس الصغير..ولا أخوه الكبير..

    استلقيت بعد أن خلعت ثوبي على السرير متعبا مرهقا..وجلست عروسي على طرفه تفرك قدميَّ وتغمزهما..

    ثم وجهت حفظها الله سيادتي بأن أنهض إلى دورة المياه لآخذ حماما معتدل البرودة لأكون منتعشا ومنعنشا ويعود لي النشاط..

    فقلت:سمعا وطاعة..وقمت بتنفيذ التوجيه على الفور..

    وبينما أنا في الحمام سمعت طرقا على الباب خفيفاً..فقلت:

    نعم..فإذا بالعروس تعرض خدمة تحميمي وتدليكي..

    فاعتذرت منها بلطف..فلم أكن معتادا على دخول أحد معي الحمام تحت الدش سوى شقيقي الذي كنت وإياه ندخل للاستحمام معا ونحن صغار قبل دخول المدرسة..

    طبعا كان هذا في بداية أمري...

    ولقد سمعت بعد ذلك من بعض الراسخين في التعدد أن استحمام الزوجين معا يحتوي على قدر كبير من المرح والراحة والبهجة و الوداد..

    ولكن هذا ما حصل حيث اعتذرت من طلب عروسي..والغريب أنها لم تسألني بعد ذلك عن سبب امتناعي ورفضي..لا أدري هل نسيت أم استحيت..

    خرجت من الحمام لتدخله بعدي وتأخذ هي الأخرى قسطها من الاستحمام..

    ثم خرجت ودخلت غرفة النوم لتتزين وأما أنا فقد ذهبت للصالة وفتحت التلفاز وجلست أتفرج على برنامج للحيوانات في أفريقيا..



    فأنا مولع ببرامج الحيوانات منذ الصغر..

    والسؤال الذي كان يشغل ذهني الصغير وما زال حتى هذه اللحظة يلاحقني أيهما يغلب:

    الأسد أم الفيل؟؟؟..

    جاءت عروسي ترفل في حلتها وتميس في زينتها إلى الصالة فقلت:

    ما شاء الله تبارك الله..أيش الحلاوة؟؟وأيش الشياكة؟؟فقالت:قل ما شاء الله..

    فقلت:قلت و بأقول...ماشاء الله..وما شاء الله...وما شاء الله...

    هاه عجبتك وإلا بس مجاملة..

    حلوة عجبتيني!!!..إلا عجبتيني وعجبتي بعد أبو جدي!!!!..

    الله يخليك يكفيني إعجابك..الله يستر على جدك وأبو جدك.....

    وجلست بجواري على الكنب وألصقت جنبها بجنبي فقلت:

    حيا الله حياتي وحبي..

    فقالت:الله يحييك ويغليك يا روح....فلانة....

    وأخذت تحاول الالتصاق بي بقوة كأنها خائفة وقد وجدت مأمنا مما تخاف..

    وألصقت خدها بخدي وأخذت تتكلم بهدوء وتشرح قصة تعلقها بي منذ لحظات الرؤية الأولى..

    وأنها تعبت وكادت تمرض بل ومرضت حتى جاء اليوم الجميل وتم الزفاف...

    وأنها لا تكاد تصدق أنها الآن معي وأن الزواج قد تم بهذا اليسر والسهولة..

    وبالرغم من قصر مدة الانتظار التي لم تكد تجاوز الأسبوع إلا أنها كانت تشعر بها وكأنها سنة طويلة ثقيلة من فرط الشوق والهيام..

    وأخذت تناديني باسمي وتكرر ذلك فإذا قلت:نعم..

    فتقول:نعم حاف جاف..ما في كلمة نعم يا روحي...نعم يا حياتي...

    فقلت:نعمين يا روحي ونعمين يا حياتي..نعـــــم في شيء يا قمر؟؟..

    قالت:أتحبـــــــــــــني؟؟؟..

    فقلت:أحبـــــــــك؟؟؟حلوة أحبك!!!!طبعا أحبك وأموت فيك-غفر الله لي ولها-

    كيف ما أحبك يا روحي..وإذا ما حبيتك أحب مين يعني؟؟..

    فقالت بصوت منخفض جدا وبعبارة فاترة:تحب ميـــــــن؟؟؟..ومدت كلمة مين قليلا...

    ورأيت في عينيها علامات تدل على الحيرة والغيرة...

    فقلت في نفسي:اللهم استر يا رب واجعلنا من الناجين السالمين..



    أحب مين؟؟؟..طبعا أحبك أنتي يا قلبي..

    أنتي عروسي الحلوة وأغنيتي الجميلة ونظرات عيونك تجعلني أسبح في بحر هواك..وأبحث عن سعادتك ورضاك..

    وكان حديثا وديا قلبيا..وجلسة رومانسية متوسطة الرومانسية تبادلنا فيها الآهات القلبية...والأحاسيس الوجدانية...

    وكنا نطالع التلفاز بين الفينة والأخرى ثم نكمل أحاديثنا ونبحر في هوانا و نتيه في نجوانا..

    ثم اتفقنا على الخروج للتنزه في الليل...فما أحلى نزهات الليالي مع الحبيب الغالي..

    حتى لو كانت جولة فقط في السيارة...

    فلليل على العاشقين والمحبين سلطان عجيب بظلامه وسكونه وأنواره المتناثرة هنا وهناك..

    وخرجنا وركبنا السيارة وأخذنا نتبادل الطرائف والنكات نكتة من عندي وأخرى من عندها ونضحك ونمزح..

    ثم رأيت أثناء ذلك كابينة للهاتف...فرن في عقلي شيء كالرعد القاصف...وتذكرت زوجتي وأطفالي..وقد مضى أكثر من يوم ولم أسمع لهم صوتاً ولا حساً...

    ولكني أظهرت أن عندي اتصالا ضروريا ولا بد أن أتوقف لأجري هذا الاتصال..

    فسألتني:تتصل على مين؟؟..

    فقلت:اتصال مهم وسوف أخبرك حين أعود...

    وكان في جيبي عدة من أنصاف الريال...وترجلت من السيارة ويممت صوب الكابينة وقلبي والحق يقال بدأ يتراقص على أنغام الخوف والقلق...

    وكان قلبي يتوزع تارة وينقسم تارة أخرى..

    مرة مع اتصالي بزوجتي التي تنتظر هذا الاتصال بفارغ من الصبر ومرة مع عروسي التي تنتظر عودتي إليها في السيارة...

    ترددت قليلاً قبل الاتصال بزوجتي الأولى...ثم توكلت على الله وأجريت الاتصال وردت حماتي...

    فقلت سراً:يا لطيف ألطف...ويارب خفف...

    وقالت:كيف حالك وما هي أخبارك؟؟؟...

    ولماذا لم تتصل لتطمئن على زوجتك وأطفالك...

    مشغول إلى هذه الدرجة يا عيني...مع أنني لست عينها...

    فحاولت الاعتذار ولذت بالفرار...وطلبت زوجتي وقلت:

    أعطيني فلانة...

    فقالت على هيئة الساخرة المتهكمة:أعطيك فــــــــــلانة...ومطت كلمة فلانة كأنها لبانة...ونادت زوجتي...

    وجاءت زوجتي وقالت نعم...

    وخفق قلبي....

    وإلى اللقاء بإذن الله تعالى في الحلقة القادمة...




  11. #71
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    الحلقة السادسة عشر اخر مانزلت وبإنتظار السابعة عشر

    واول ماتنزل سأقوم بنقلها لمنتدانا الغالي



  12. #72
    عضو جديد

    ريما وديما غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    13
    والله احس ان هذا الرجال مو صاحي
    معقوله هذا كلامه ووصفه لزواجه وزوجاته
    مشكورة اخوي العالمي وننتظر الحلقه القادمه بفارق الصبر
    انشاء ما تتاخر علينا

  13. #73
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما وديما مشاهدة المشاركة
    والله احس ان هذا الرجال مو صاحي
    معقوله هذا كلامه ووصفه لزواجه وزوجاته
    مشكورة اخوي العالمي وننتظر الحلقه القادمه بفارق الصبر
    انشاء ما تتاخر علينا

    ريمااااا

    شاكر لك المروووور

    الحلقة القادمة قريبة



  14. #74
    الصورة الرمزية العالمي
    عضو متميز جدا

    العالمي غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    1,413
    "أطيب الذكريات لمعدد الزوجات"الحلقة السابعة عشر



    فقلت:أنعم الله عليك يا روحي..السلام عليكم..

    فردت:وعليكم السلام..روحك!!!..باين روحك..ولقد خرجت كلمة روحك وكلمتي باين روحك من فمها مخرجا حزيناً..

    فقلت:نعم روحي ومائة روحي..ورفعت بها صوتي..ثم تذكرت العروس في السيارة وأنها ربما تكون قد فتحت زجاج الباب المجاور لها فاسترقت شيئا من السمع..

    فانتفض قلبي مرة أخرى..وجاء رسول الخوف وصاح بي قائلاً:

    صحصح يا عم..وانتبه..فالحبايب المتنافسون من بين يديك ومن خلفك يتربصون..

    لو كنت يا حبيبــــي روحك ما تركتني أنا وأولادي يومين ولا فكرت تسأل عنا لو باتصال ما يأخذ منك دقيقة وإلا دقيقتين!!!

    طبعا قالت كلمة حبيبي على سبيل التهكم والاشمئزاز..

    فأوردت قائمة من الأعذار والمعاذير والحجج لعلها تقتنع أو ترضى..

    ولكنها كانت حزينة غاضبة وإن كان غضبها لا يخرجها عن حدود الأدب واللياقة..

    وحلفت لها صادقا أنها كانت هي والأطفال على بالي ولم تفارقني صورتها ولا صورهم..

    فلم تكن ترد عليَّ إلا بكلمة:باين..

    فسألتها عن الأولاد..فقالت:يهمك تعرف عنهم شيء..

    فقلت: يهمــــني!!!!..كيف لا يهمني أن أعرف أخبار فلذات كبدي..يا سبحان الله..

    فقالت:خلاص خلاص..ثم نادت الكبير..وقالت :تعال كلم بابا..

    فقلت:اسمعيني يا روحي..أرجوك..ولم أكملْ رجائي حتى أمسك ابني بالسماعة وصار يتكلم بصوت مرتفع:

    آلو بابا..بابا..أنا أحبك يا بابا..فين رحت؟؟..

    فأجبته وقد شعرت بأن قلبي قد بدأت أجزاؤه تتقطع وتتوزع..

    وسألته عن شقيقه فقال:إنه نائم..

    ثم طلبت منه أن يناول السماعة أمه..فقال:ماما راحت..

    فطلبت منه أن يناديها..

    فنادى:ماما..ماما..ثم ترك السماعة ولم أعد أسمع إلا كلمة ماما تتردد من بعيد على سماعة الهاتف..

    وتذكرت أنني قد زودتها في هذه المكالمة وتأخرت على العروس التي كانت في عناء الترقب والانتظار..

    فقلت في نفسي:جاءت منك يا مسجد..وهو مثل يروى لرجل كان يدع صلاة الجماعة ولم يكن حريصا عليها وأنه فكر يوما في الصلاة في المسجد فذهب وبينما كان يهم بالدخول ارتطم رأسه بباب المسجد فترك الدخول وانصرف راجعا غاضبا وقال تلك القولة التي صارت مثلا..

    وأغلقت السماعة وعدت إلى عروسي..وما إن ركبت وانطلقت بالسيارة حتى قالت:

    خير يا حبيبي لماذا تأخرت..

    غريبـــــــة..وش سالفة هذه المكالمة الطويلة؟؟؟...

    فقلت وقد بدأت أحاول التكيف مع وضعي السابق الذي كنت قبل نزولي من السيارة لإجراء المحادثة:

    ما غريب إلا الشيطان يا روحي...

    بس شوية مشاكل مع ناس الله يهديهم..

    فقالت:مع ناس وإلا مع حريــــــــــم...ومطت كلمة حريم مطة طويلة مخيفة..

    فقلت:يا رب يا لطيف يا رحيم..عدْ هذه الليلة على خير..

    وقبل أن أحاول البحث عن إجابة ذكية كقنابل أمريكا الذكية فاجأتني بالقول:

    على فكرة!!ما اتصلت بحبيبة القلب؟؟؟..

    فقلت متغافلاً:ومن حبيبة القلب؟؟..

    وفي عندي حبيبة قلب غيرك يا روحي..

    فقالت وقد رفعت وتيرة صوتها:أقصد زوجتك زوجتك يا حبيبي..

    فقلت وقد أظهرت عدم الاكتراث واللامبالاة:

    اتصلت على بيت أهلها لاطمأن على الأولاد ولكن رد علي الولد الكبير الله يهديه وما رضي يفك سماعة الهاتف!!..فقلت:خيرة..وخيرها في غيرها..

    يعني ما كلمتها..

    فقلت وقد رفعت صوتي قليلا..وقررت استخدام العين تحت الحمراء :

    وأنتِ مع احترامي(وداخل قلبي مع غيظي وحنقي):

    وش يهمك..كلمتها وإلا ما كلمتها..

    يا بنت الحلال..خليك في نفسك..وبلاش لقــــــ.......

    ولكن الله سلم حيث كبحت سريعا تلك الكلمة الشديدة..وأدركت أني قد زدت الموقف حرارة وتأجيجاً..

    فقررت التخلي عن العين تحت الحمراء واستخدام العين الضعيفة الصفراء..

    وقبل أن أنطق قالت:

    يا حليلك..وشفيك بديت تتعصب وتتنرفز؟؟..

    وش قلت أنا..حتى ترفع صوتك ..بسم الله الرحمن الرحيم..

    فقلت:ماني معصب يا روحي..وحقك عليَّ..وأنتِ فهمتيني غلط..

    وتكفين وتفكين خلينا ننبسط ونتهنأ ونهيّص على قول إخوانا المصريين المهيصين..

    فضحكت وقالت:نهيص..نهيص..يا الله بينا نهيص..

    وضحكت وقلت:ماذا تريدين العشاء يا روحي؟؟..

    آمري وتدللي شبيك لبيك أنا بين أيديك...

    فقالت:أي شيء يا حبيبي نفسك فيه آكل معاك..

    فقلت:مندي...مضبي....بخاري.....مشاوي......أسماك.... ...

    شاورما......فطائر.....بروست........

    فقالت مازحة:أبغاها كلها...

    فقلت:من عيوني...أبشري بالخير والله..

    غالي والطلب رخيص ومرخوص..

    فقالت:لا لا تراني أمزح معاك...وأنت صدقت عـــــــاد!!!..من يقدر يأكل هذي كلها...

    فقلت:ما رأيك في السمك المشوي؟؟؟..

    فقالت:بصراحة أنا ما قد أكلت إلا السمك المقلي..وأما المشوي ما عمري أكلته..أمكن مرة واحدة جابوه إخواني لنا بالبيت..بس بصراحة ما عجبني..

    أنتِ وافقي يا روحي وجربي المرة هذي عشاني وكلي وادعيلي..لا وبعد غنيلي..

    فقالت ضاحكة مغنية:غني لي شوي شوي..

    فقلت:يا سلام...أيش الصوت هذا..

    ويممت صوب مطعم السمك..ووصلنا فاستأذنتها ونزلت لشراء العشاء..

    وطلبت كيلوين من السمك المشوي على الفحم..

    فقال لي النادل:يحتاج من الزمن إلى ثلاثة أرباع الساعة..

    فقلت:وما له...أخذ لفة وإلا لفتين بالجماعة..

    ثم تذكرت زوجتي الأولى وكيف انتهت المكالمة معها بشكل لا يرضيني فطلبت من مدير المطعم أن يتفضل لي ويسمح بأن أجري اتصالاً داخليا..فقال:تفضل..

    وبعد أن تفضلت قمت بالاتصال فردت أخت زوجتي وحمدت الله أنها لم تكن حماتي التي تحاول التصعيد في الحرب الباردة معي..

    وطلبت زوجتي فقالت:لحظة ثم ذهبت لحظات وعادت لتقول:

    فلانة في الحمام!!!..

    وقررت الانتظار وإعادة الاتصال والتكرار..كما قررت إلغاء فكرة اللفة بالسيارة أو اللفتين..

    وأنزلت السماعة..وقلت للمدير متلقفا عفوا متلطفاً..ترى قالوا لي :اتصل بعد خمس أو عشر دقائق..

    ثم اتصلت بعد مرور حوالي ربع ساعة فردت حماتي رئيسة ومهندسة الحرب الباردة..

    فكدت أغلق السماعة..وتذكرت فظاظتها وفظاعتها وأنها تعمل من الحبة قبة كما يقال..فقررت الاستمرار والمواجهة وسلمت عليها وطلبت منها بسرعة أن أكلم زوجتي..

    فقالت:اسمعني زين يا فلان ونادتني باسمي الصريح دون تكنية..

    فقلت:تفضلي أنا سامعك زين!!!!..

    ويا ليتنا عرفنا حينها الاتصالات وموبايلي وزين حتى لو نهشت أموالنا نهشا..لم أكن لاضطر إلى مكالمة حماتي التي قفشتني قفشا!!!!..

    قالت:اسمع...ترى طريقتك هذي في التعامل مع زوجتك وتطنيشك وإهمالاك ما تعجبني ولا تعجب حتى أبوها...

    فقلت:اسمحيلي يا حماتي...ما في داعي لتكبير الموضوع...وبلاش الكلمات الكبيرة هاذي تطنيش وإهمال..

    وبعدين:هل اشتكت لك بنتك؟؟وطلبت منك التدخل؟؟؟..

    فقالت:والله حالة...وضحكت ضحكة سخرية ملئت بها شدقيها..

    بنتي ما تبغاني أتدخل في حياتها؟؟؟...ليه يا حبة عيني....يبغى لي استئذان من أحد...ومن ميــــــن؟؟؟..منك وإلا من أمك؟؟؟..

    فقلت:الله يخليك لا تجبين سيرة أمي خليها بعيدة عن المشاكل...

    فردت:والله ما أحد جاب المشاكل إلا أنت وأشكالك...

    يا بنت الحلال..صلي على النبي وأعطيني زوجتي أكلمها...

    فقالت:زوجتك نامت وأنت روح نام مع اللي مشغول معاهم....

    طبعا كان مدير المطعم عربيا ويستمع بشيء من التطفل واللقافة وينظر إليَّ فإذا التفت إليه صرف بصره عني..

    وكان ذلك مما زاد في غيظي..

    فقلت لحماتي:يا الله تصبحين على خير وسلمي لي على فلانة..

    وأغلقت السماعة وقررت أن أنفس شيئا من غيظي على حماتي في هذا الملقوف بعد أن أشكره على المكالمة..

    فانتظرت عدة دقائق وقلت بصوت مرتفع..يا أخي تراكم زودتموها...أين العشاء؟؟..ما يصير هذا التأخر..هذا صار سحور...ما صار عشاء...

    فقال:نحن قلنا إن طلبك يحتاج إلى ساعة إلا ربع...والآن مرت خمس وثلاثون دقيقة يعني لسا فاضل عشر دقائق...

    فقلت:لا يا حبيبي لنا الآن حوالي ساعة إلا...وأرجوك قم وشف طلبي ترى الأهل معي في السيارة..ما يصير هذا التأخير..

    فلم يلتفت لكلامي وعدت لساعتي ووجدت أن كلامه هو الصحيح...فانتظرت حتى جاء طلبي ونقدت الثمن وحملت العشاء إلى السيارة...

    وما إن دخلت حتى قالت عروسي:أفـــــــــــــــف..

    وش هذا التأخير؟؟؟..ساعة ملطوعة في السيارة!!!تراني طفشت وكرهت نفسي...

    فقلت:معليش وقعنا في عمالة غثيثة بطيئة وكأنهم راحوا يصيدون السمك من البحر!!!..

    وانطلقنا بالسيارة نحو الفندق ونزلنا نحمل عشاءنا وفاكهتنا...

    وتناولنا العشاء...ونال السمك المشوي على الفحم إعجاب عروسي واستحسانها...

    وأكلنا شيئا من الفاكهة ونحن نشاهد فيلما عن الحرب العالمية الثانية ونتحدث...

    وجاء وقت النوم...ورجوت العروس أن تقوم-بما أهواه وأتمناه دائما-بحملة تدليك ومساج فقد بلغ مني التعب مبلغاً خصوصا حين شُدت أعصابي بسبب موقف زوجتي وموقف حماتي سامحها الله...

    وكانت عروسي والحق يقال بارعة محترفة في المساج والتدليك...

    ألا فلتعلم النساء أن التدليك البارع والمساج الناجع من أفضل ما يحبه الأزواج ويجذبهم إلى نسائهم...

    وبعد أن أخذت قسطا وافرا منهما أخلدنا إلى النوم العميق....

    ولم أشعر إلا وعروسي جالسة بجواري وقد لبست ملاية الصلاة توقظني لصلاة الفجر وهي تقول:قم يا حبيبي ألحق الصلاة قبل ما تطلع الشمس..

    وبعد أن أديت الصلاة..جاءت عروسي وقبلت جبيني وقالت:عساك ارتحت في النوم يا روحي.. ثم جلست بجنبي ووضعت رأسها في حجري وبدأت تنظر في عيني وتتبسم...

    فقلت:

    في عيونك كلام...

    في عيونك غرام....

    في عيونك هيام.....

    فقالت وهي تضحك:يا سلام يا سلام...

    ما شاء الله تعالى عليك إثرك شاعر وأنا ما ني عارفة...

    ثم قالت:أبي أسالك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة بصراحة بصراحة...

    فقلت:أجاوبك عليه بصراحة بصراحة بصراحة..تفضلي يا قلبي واسألي...

    فقالت:توعدني إنك تجاوبني بصراحة..

    أنا وعدتك يا روحي...يا الله اسألي...

    فقالت:

    قلي بصراحة...من تحب أكثر؟؟؟...أنا أو زوجتك الأولى...

    فتفاجأت بالسؤال!!!!...

    وإلى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى...






+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 3 4 5

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك