تيه وضياع وصحة مسلوبة .. فمن السبب ؟؟؟
كانت رغبة في تأمين حياة أفضل بجهد بسيط .. كانت النظرة لربح سريع والخلاص من رعب وشبح الفقر .. كانت قصة معاناة لجعل المستقبل أكثر حياة وتفاؤلاً وراحة ..
كان الواقع والناس يتحدثون عن حياة ربحية توفر الابتعاد عن العوز والحاجة ، وتسد رمق الإنسان في أيام قادمة صعبة ..
هي قصة لم تنتهي قصة كل مواطن سعودي بلا استثناء ، إن لم تصبه ناله غبار التأثير والتأثر هي الأسهم التي أطاحت بالقلوب وجلبت إمراضاً لم تكن لتحدث لولا أن وقعت الفاجعة على أبناء شعبنا .
لقد دخل كل منا في سوق الأسهم فكانت النتيجة اخذ أغلى ما يملك الإنسان وهي صحته ليعيش المأساة والسقم يندب حضه وينتحب ..
كانت الأمراض موجودة وكانت وحدها ، ولكن في هذه الأيام المرض والفقر سببهما واحد خسارة غير محتملة في سوق الأسهم وديون لن ينهيها إلا قدرة الله سبحانه وتعالى .
إنها حال الدنيا – هذا حال لسان كل منا – ولكن هل نقف عن الاستمرار في تيهنا ونضع نقطة على نهاية السطر نتوقف ونبدأ سطراً جديداً ؟
هل يبقى الإنسان غارقا في الوحل إذن فلماذا الماء ؟
فلنبحث عن حل يطهرنا ويغسل أخطاؤنا ..
ولكن هل لنا من حديث يعالج العلة ويخفف الصدمة ... هل لنا بوقفة مع الواقع ... هل وضع كل منا رأسه على وسادته آخر الليل وحاسب نفسه حساباً واقعياً ليقول إلى متى الخطأ .
لقد كثر المتسلقون على جروحنا وآلام فقرائنا وجياعنا وبسطائنا وأنصاف الأثرياء ، فهاهم المحللون وجدوا طريقاً إلى الشهرة وشيئاً يقتاتون منه ويتحدثون به ، وجدوا حديثاً يجذب ويستمع إليهم كل من لديه أمل في التعويض والعودة .. لقد دخلوا إلى جيوبنا خلسة ودون علم لتستفيد شركة الاتصالات وشركات الانترنت ومحلات الكمبيوتر وغيرها لياتي إليك المحلل وينبئك بأن هناك ارتفاع في سوق الأسهم .
هاهم يظهرون لنا في كل مكان حتى في أحلامنا كل يوم يقولون هذا اليوم أفضل وغداً أفضل من اليوم وهكذا .
هل للنفق المظلم نهاية ؟ وهل نصدق المحللون ؟ وهل سألنا أنفسنا هل عندهم علم بالغيب ليرتفع السوق أم نطبق عليهم قول ( كذب المنجمون ولو صدقوا ) .
لا يعرفون شيئاً ونصدقهم منذ شهور والناس تنتظر الفرج والاخضرار لسوق الأسهم ولم يحدث إلا مواعيد هوائية كمواعيد ( عرقوب ) .
لقد أكلت النار الأخضر واليابس ولم يأتي الدفاع المدني ليرحم جزءاً من الأخضر ويحافظ على جمال اليابس من الحرق وهذا حالنا المكلوم ، أصبح الكاسي عاري ونصف العاري عاري من كل شيء .
ويسأل شخص عن سبب تعاستنا ، ومن أكل أموالنا وحطم مشاريعنا وأحلامنا ؟ وهل أكله ذلك حرام ؟
إلى الآن لم يُكتشف الفاعل فلا يوجد مُتسبب ولا سبب واضح ، وتنطبق عليه مقولة ( تفرق دمه على القبائل ) حتى لا نجد محقوقاً نحاسبه ولكن لن ينساه التاريخ ولن تنساه دموع من تيتم وأصابه المرض والسقم .
أجلس ليلاً في غرفتي وأنظر إلى السقف وأبحث عن ثقب لأنظر من خلاله إلى نجوم السماء وأحدث نفسي بحال من أصبح يقتات على الصدقات بسبب الأسهم .
أفكر بمن أصبح مستقبله مظلماً ومُثقلاً بالديون والهموم والأمراض التي سيقضي عمره يعالج نفسه منها ولن يبرأ .
كل منا يسأل سبب الانهيار من ؟ ومن المستفيد من أكل مال بسطائنا ؟
لا أجابه فقط سيرتفع سوق الأسهم في الأيام القادمة .
أخيراً إلى متى هذا الليل الذي لم يبلج صبحه ، والأعمى لم يبصر طريقه إلى متى ؟؟؟؟؟
سؤال حائر على شفاه كل من عانى ويعاني من الأسهم الذي أصبح عنواناً لليل مظلم لم ينتهي
فإلى متى .. إلى متى .. إلى متى ؟؟؟؟
أخوكم / فهد بن حمدان الفديد
مواقع النشر (المفضلة)