لا يمكن لك أن تحصل على بيئة عمل صالحة مثالية منتجة طالما أن أجواء العمل مشحونة.. وطالما أن العلاقة بين رأس الهرم في الإدارة ومنسوبيها، تشوبها ألف شائبة!
اليوم الموظف الوحيد في الحكومة ـ من واقع تجربة شخصية ـ الذي لا يحمل مودة لوزارته هو المعلم!
واللافت أن الوزارة عوضا عن تلطيف الجو ومد روابط المودة وتهيئة وتحسين البيئة تقوم برش الملح على الجروح.
قبل فترة لقي أحد المعلمين مقتله أثناء اليوم الدراسي.. وبعيدا عن ملابسات القضية المؤلمة ـ فقد كان بيد الوزارة فرصة من ذهب لتثبت وقوفها مع معلميها حتى بعد وفاتهم.. لكن ما الذي حصل؟!
رفضت الوزارة اعتبار وفاة المعلم (على رأس العمل).. لو فعلت فإن ذلك سيمنح أطفاله فرصة الاستفادة من راتبه.. حيث يقول ابن المتوفى في حديث صحفي " لم نجد جواباً يقنعنا حول قرارهم أنه لم يمت على رأس العمل وكلما سألتهم أجابوا بأن سبب الوفاة كان من خارج العمل"!!
هذا حديث ابن المعلم، فيما الوزارة دخلت في جدل بيزنطي: هل سبب الوفاة من خارج العمل أم من داخله؟ ـ هل المعلم مات في المدرسة..أم مات في سيارة الإسعاف؟!
هل هناك من لا يزال يبحث عن سر التوتر بين الوزارة وبين الميدان؟!
سؤال بسيط: الجندي الذي يتعرض لإصابة قاتلة في المعركة.. وينقله زملاؤه للمستشفى فيموت هناك.. ألا يعتبر شهيد حرب وتنطبق عليه جميع المميزات التي يحصل عليها من يموت أثناء الحرب؟ ـ أم سيخرج من يقول إنه لفظ أنفاسه في المستشفى؟
عجباً؛ لماذا الوزارة تتبرأ من معلميها؟ لماذا لا تستغل مثل هذه الحوادث لتقدم صورة أكثر إيجابية تمسح بها صورة سنوات من الجفاء المتبادل؟
الخلاصة: أي عطاء ننتظره وأي تفان نرجوه من معلم يقرأ قرار الوزارة هذا، ويعلم أي مصير ينتظر أطفاله لو تعرض هو الآخر لحادثة قتل في المدرسة؟
المصدر
http://www.tr-te.com/ter/articles-ac...how-id-448.htm
مواقع النشر (المفضلة)