.


.

.

.

نظر إلى السماء وكان فيها قطع غيم متفرقة ......

كان الجو باردا ، والبرد قارصا .........

كانت الشمس تتضيف للغروب ، وتتهيأ للوداع ........

بينا هو يتابع حدث وداع الشمس طاف به طائف فأخذه من مجلسه وذهب به بعيدا .........

ما هذا المكان ؟؟

ما هذا الزمان ؟؟

هل حقا ما أرى ؟؟

هل صدقا ما أسمع ؟؟

هل أصف مارأيت لمن أقابله من الأحباب ؟؟

هل انقل ما سمعت لمن أجالسه من الأتراب ؟؟

لا .. لا ..

ربما لا استطيع وصف مارأيت !!!!!

ربما لا أحسن نقل ما سمعت !!!!!!

ربما لا يصدق صاحبي ما أرويه له !!!!!

ولكني سأفعل ......

وعلى الله سأتوكل ....

وبه اتوسل .....

هناك يا حبيبي رأيت ما لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ( أنهار من

ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى )

أبنية عظيمة ( غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار ) ( لبنة من ذهب ، ولبنة من

فضة ، ملاطها المسك ، وحصباؤها اللؤلؤ ، وترابها الزعفران ) ( فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين )

هناك يا حبيبي سمعت مناديا ينادي من كانوا في تلك الأبنية ( ان لكم أن تصحوا فلا تسقموا

أبدا وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا وإن لكم أن تنعموا فلا

تبئسسوا أبدا )

قطع عليه هذه الرحلة صوت يردد نداء خالدا ( الله اكبر ، الله أكبر )

فنظر إلى مكانه إذا هو في ذات المكان !!!!

الغيم المتقطع لم يزل متناثرا في السماء .....

الشمس ودعت أهل الأرض وغابت عن العالم ......

ما ذا حدث ؟؟

هل وصف هذه الرحلة التي ذهبت به إلى ذلك المكان الجميل ؟؟؟؟؟

هل وصف ذلك المكان كما رآه ؟؟؟؟

هل نقل ذالك النداء كما سمعه ؟؟؟؟

لا .. لا...

لقد ذكر آيات كريمات ، وأحاديث شريفات ........

نعم فعل ذلك لأنه لا يستطيع وصف ذلك الجمال سوى خالقه !!!!!

أو من أوحي إليه وكان من المرسلين ......

لا إله إلا الله كيف يقول : ( فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين )

لا إله إلا الله كيف يقول : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على

قلب بشر )

رحماك يارب فلقد أثقلتنا الذنوب ، وفتنتنا الدنيا بزهرتها ، وأشغلتنا عن وظيفتنا التي

خلقنا من اجلها .....

رحماك يارب دلنا على الطريق ، ووفقنا لما تحب وترضى ، واهدنا لما فيه صلاحنا وخيرنا ......

.

.