التقاء الساكنين

[جمانه]

التقاء الساكنين

ربما ترسم البسمة على الوجه ارتياح الزمن ، وتسدل ستار الهم والإحن ، غير أن البسمة غريقة في بحر خوف لم يزل يحف الزمن !

إن الراكضة خلف السراب ؛ لابد وأن يكون لها نَفَس ! ولكن هذا النَّفَسَ مرهون بماء مطلوب ، فإذا عز الحصول عليه طاشت في عرطسته كهبير السكاكين ، وأوجدت أرجوزتها بلا وعي ، وأسكتت أعطيتها بلا سعي ..

لست أجازف في إفصاحي ، ولست أجور في إلحاحي ، غير أن اللحوح غريم .

في زمن استقر في ذاكرتي ، وجدت تذكار الوحدة ، وغسلت شراع الآهة بماء العيون ، أنا لا أدري .. هل لي في رحاب الزمن منبر ، أم أن لي في منبر الأمل خطيب ، أم أن العرافة كانت مهنة العاجز ..!

لست أدي !
هل إباحية العجز ، توهم الصدر بأن العضد مقطوعة ؟

أم أن إصرار التوحيدي على بيع بلحه أسكته دهراً ؟

وهل نستفيد من أبي الطيب المتنبي حين قال :

يترشفن من فمي رشفات ** هن فيه أحلى من التوحيدِ

هل ننسى أن رسالة الغفران لم تغفر لكاتبها ؟ بل أردته في مهاوي الردى

أنا دائماً أفكر ...
وأذكر أني في يوم بعيد استطعت أن أبعد رياح التفكير عني ، ولكنها عادت تحمل مها حبات رمل أليم !

أيها السيدات والسادة .. أرجوكم .. أرجوكم .. لا تلوموني في كتاباتي حتى تكشفوا ما وراءها

لا تعذل المشتاق في أشواقه ** حتى يكون حشاك في أحشائه

فما زلت في دوامة مائجة ، أرجو أن أفارقها أو تفارقني
كالتقاء الساكنين .!