*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأولياء والمرسلين نبينا محمّد وعلى آله وصحابته أجمعين ، وبعد :

لدي عدة أسئلة ، ولاأريدك أن تجيب عنها هنا ؛ بل أجب بينك وبين نفسك .

السؤال الأوّل : هل تحب الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟
1- نعم .
2- ربما .
3- لا .
إذا كانت إجابتك ( نعم ) فأكمل ، وإن كانت غيرها ... فأنت مقيّد بشرّها والله حسيبك .

السؤال الثاني : هل محبتك محبة معتادة بحيث لاتحسّها في قلبك بل رأيت أنه واجب عليك محبته ، فتكون هنا كما قبّل عمر بن الخطاب الحجر وقال لولا أني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم قبّلك ماقبلتك ، وأنت تقول لما ظهرت إلى الدنيا ورأيت الناس يمجدونه ... مجّدته لاأكثر ولا أقل ؛ أم أنها محبّة فطرية ازدادت وترسخت وخالطت قلبك لما قرأت سيرته وعلمت الشقاء الذي تكبده صلى الله عليه وسلم لأجل أن تصل كلمة التوحيد ومضمونها إلى سائر الأمم .
1- عادة لاأكثر ولاأقل ولاأحس قلبي يتحرّك بالشوق والمحبة عند ذكره صلى الله عليه وسلم .
2- محبة راسخة ، أحسّها بقلبي حين يُذكر صلى الله عليه وسلم .
إذا كنت من أرباب الإجابة الأولى فعالج قلبك إنه مريض وارجع إلى كتاب الله وتدبّره وابتعد عن المعاصي فإنها هي الداء المميت لقلبك وارجع كذلك إلى كتاب ( الجواب الكافي ) لطبيب القلوب ابن القيم رحمه الله تعالى ، وإن كنت صاحب الإجابة الثانية ، فهيا أكمل معي وأثبت ذلك .


السؤال الثالث : تقول أنك تحبّه صلى الله عليه وسلم ، ومحبّته صلى الله عليه وسلم تخالط قلبي وتملؤه ؛ إذا هل تفرّق بين أوامره بحيث أن هناك أوامر لاتنفذها وأوامر تنفّذها ، أم أنك تطيعه في كل ماأمر وتنتهي عما نهى عنه وزجر وتجاهد نفسك على ذلك ؟؟
1- مع الأسف هناك أوامر لاأنفذها ، أمرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا تقصير مني .
2- بل لله الحمد أجاهد نفسي على تنفيذ أوامره صلى الله عليه وسلم ، ولست مستهترا في هذا الجانب ولله الحمد .
إذا كنت صاحب الإجابة الثانية فأنت على خير ، اخرج عن الموضوع ولاتتدخّل ( خربانة .. خربانة ) ، أما صاحب الإجابة الأولى والذي يرى أنه لايتّبع بعض الأوامر ..... انزل تحت لو سمحت .


السؤال الرابع : تلك الأوامر التي أمرك بها النبي صلى الله عليه وسلم ( سواء أمر تنفيذ أو أمر نهي ) هل تستطيع تركها إذا أردت ذلك أم أنك لاتستطيع :
1- أستطيع .
2- لاأستطيع .
الإجابة الأولى والإجابة الثانية ( أستطيع - لاأستطيع )............مطلوبين تحت :


أولا : الذي يستطيع تركها :

أسألك بالله العظيم مالذي يمنعك ؟؟!! تستطيع أن تترك معصية النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لا تتركها وربما لاتفكر بتركها....( تقول : بل أنا أفكر ) .. أرد : إذا مالذي يمنعك؟؟؟!!!!!!!!!!!
مالذي يمنعك عن بيع الدخان أو شربه ؟؟
مالذي يمنعك عن ترك الدشوش المضرة والتي تمتلئ بالموسيقى والنساء ؟؟!!
مالذي يمنعك عن ترك الإسبال ورفعه ولو مليمتر عن الكعبين ؟؟!!
مالذي يمنعك عن ترك سماع الغناء وفيه العقاب المعروف والذي تعلم أنت أنه سيحدث لك لامحالة إن استمريت في سماعه وهو صبّ الرصاص على أذنك بالإضافة إلى المال الذي تنفقه عليه ستسأل عنه والوقت الذي يضيع عليه ستسأل عنه والسيئات التي تجمعها ستحاسب عليه....وجميع ماسبق يدخل هنا .
مالذي يمنعك عن ارخاء اللحية... لاتقل لي أنها موضة أتت من المطاوعة أو فيها خلاف أو أو ... قال تعالى : ( فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ) جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " خالفوا المشركين ووفروا اللحى وأحفوا الشوارب " . هذا لفظ البخاري ، ولفظ مسلم : " خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى " وفي لفظ : " أعفوا " وله من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جزوا الشوارب وأرخو ا اللحى خالفوا المجوس " . وله من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عشرٌ من الفطرة : قص الشارب وإعفاء اللحية " .... وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : وكان كثير شعر اللحية .

مالذي يمنعك عن ترك اللعن والغيبة - وماأدراك مالغيبة - والنميمة والحسد و ... و ... و ... .مالذي يمنعك؟؟!!! هل الحياء من الناس أن يقولوا فلان تطوّع أو تشدد أو إنسفه أو خايف تروح متعة الدش والأغاني وغيرها من الملاهيات ....
إليك الخبر :
والله لن ينفعك المطاوعة والسرابيت وأهلك وأصدقائك والمشايخ والعلماء...و...و إلا برحمة الله ، والله لن ينفعك إلا رحمة الله ثم عملك الصالح الذي يؤاخيك في قبرك وحدك في ظلمة رغمًا عنّي وعنك سوف ندخلها عما قريب ... فاحمد ربك أنك لازلت حيّا وتدارك نفسك قبل أن تصعق وتتفاجأ بالملائكة تنزل عليك ... ولاتدري - هداني الله وإياك - ربما وجهتهم التالية هي أنت ... نعم .. أنت ... أو أنا ... نصيحة أوجهها ليس لي فيها أي منة وفضل بل الفضل لله أن جعلني أكتب هذا الكلام لألزم نفسي باتباعه ، وأن جعلك تقرأ هذا الكلام لتعلن النفير وفتح الصفحة الجديدة مع ربك سبحانه .

ثانيا : الذي لايستطيع تركها .

سؤال لماذا لاتستطيع تركها ؟؟
1- تعلقت بها .
2- خوف الناس .
بالنسبة بالمتعلق بها ، فليس لك إلا أمر واحد .... ( اللحظة الفاصلة ) .... يحدّثك بها الشيخ العلامة سلمان العودة على هاذين الرابطين :
اللحظة الفاصلة (1/2)
اللحظة الفاصلة (2/2)
اقرأها وسوف تتغير - إن أراد الله بنا خيرا - إلى الأفضل والأفضل .
أما خوف الناس ، فلو كان كلام الناس يمنع عنك مالا أو وظيفة لرميت بكلامهم إلى البحر ( والبحر الميت بعد ) فكيف بهذه الحجة المتهشّمة الباردة والتي تمنعك عن المحبة الحقيقية لله عزّ وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم
وتمنعك عن الخير .... ارم بكلامهم ، لكن ... لا ، لاترميه في البحر .... فإن هذا لا يصلح ؛ بل ارمه في مزبلة التاريخ فهذا - وعزّة الله - أصلح .