[align=center]سـؤال ............ ما حقيقة عزرائيل ؟
يقولون بأنه ملك الموت..
والسؤال: لماذا لم يذكر الله تعالى في القرآن الكريم اسمه على الإطلاق، علماً بأن الله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء، فكيف لم يذكره تعالى إن كان من الملائكة حقّاً؟!
والله تعالى يقول:
(الذين تتوفاهم الملائكة) الملائكة وليس عزرائيل.
)والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم( سورة الأنعام (93).
)قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم)
)وجاء ربك والملك صفاً صفا)ً سورة الفجر
)الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلاماً عليكم) سورة النحل (32)
(حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم)
فلا يوجد ذكر لعزرائيل بين الملائكة، والوفاة عن طريق ملك الموت، فهو ملك.
وقد ذكر تعالى اسم جبرائيل أي (جبريل)، واسم ميكائيل أي (ميكال)، ولم يورد تعالى ذكر (عزرائيل) في القرآن، فمن أين أتوا به؟!
أنبئونا بعلمٍ إن كنتم بعزرائيل عالمين؟
الجـواب:
الحقيقة أنه تعالى لم يذكر اسم (عزرائيل) على الإطلاق في كتابه المقدس القرآن الكريم أيضاً لم يُذكر اسم (عزرائيل) في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ورد في حاشية السندي، الجزء الرابع، الصفحة (118) بأنه ملك الموت لم يُذكر اسمه في أي حديث شريف.
وفعلاً قمنا بالبحث عن هذا الاسم (عزرائيل (في الكتب التسعة للأحاديث النبوية [البخاري، مسلم، الإمام أحمد، ابن ماجه، النسائي، الترمذي]) ولم يتم العثور على كلمة( عزرائيل إطلاقاً.
وما روي في تفسير القرطبي، الجزء (19)، الصفحة (194) بأن: (عزرائيل: ملك الموت، وهو الموكَّل بقبض الأنفس في البر والبحر)، فإنه يناقض تماماً الآية القرآنية في قوله تعالى
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا) سورة الزمر (42).
لكن قبض النفس غير قبض الروح بالموت.
فالله تعالى يقول بأنه هو تعالى يتوفى الأنفس وليس ملك الموت كما يقول (القرطبي).
وما ذكر في كتاب العظمة، الجزء الثالث، الصفحة (909) عن وصف عزرائيل بأنه )ملك الموت وله عينان، عين في وجهه، وعين في قفاه، وأن الدنيا تُركت له مثل الطست يتناول منها حيث شاء، وأن الدنيا بين ركبتيه وهو جالس)، إن هي إلاَّ أوهام وُضعتْ على ألسنة بعض العلماء، ومن البداهة أنها لا تحتاج لمناقشة لكونها لا تتعدَّى حكايات العجائز، والأساطير التي يروونها لأحفادهم.
فهل يليق بالملائكة الكرام ـ أجمل خلق الله ـ بأن يوصف أحدهم بأن له عين في قفاه!! وماذا تفعل تلك العين هناك، وما وظيفتها؟! والدنيا كرة وليست طستاً منبسطاً!! وعزرائيل يتناول منها حيث يشاء!! ولمن المشيئة؟ لله، أم لعزرائيل!! أوليست لله؟!
أما ورد عن ملائكة الموت في القرآن الكريم بأنهم عدد وليسوا فرداً واحداً! ففي قوله تعالى (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ( سورة الأنعام (61).
فهؤلاء الحفظة الذين أرسلهم الله (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً(، هم الذين يتوفون المرء عند الموت(تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا)
إذن (وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَة)ً ينتظرون حركاتك ويكتبون عليك (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) وقوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى) الرقيب والعتيد) وَثُلاَثَ) مع ملك الإلهام، لكنهم لا يسمعون النداء من صمم آذانهم (وَرُبَاع)َ مع ملك الموت...سورة فاطر (1).
)قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ).. فعند موت الإنسان يتوفاه ملك الموت بأن يسحب روحه فتتبعها نفسه، إذ لا مقام لها بلا روح، كذلك يستوفي أعماله الملكان، الرقيب والعتيد ويُغلق سجله على أعماله التي سيكافأ أو يجازى بها (إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُون) سورة الطور (16).
)وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُون)َ فهؤلاء الحفظة لا يفرِّطون في شيء من أعمالك لا صغيرة ولا كبيرة، كله مكتوب باللحظة، لا يتأخر لحظة ولا يسبِّق لحظة.
)وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ) سورة الانفطار (11)،
فهؤلاء الحفظة الموكلون بالإنسان مع ملك الموت هم الذين يتوفونه عند الموت.
فأما إن كان ظالماً (وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) عند النزاع ساعة قبض الروح (وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ)}: عليه لقبض روحه {(أَخْرِجُوا أَنفُسَكُم)ْ الآن، الكافر لا يريد الخروج، روح المعرض كالحرير على الشوك يسحبون روحه وهو يصيح. وهؤلاء الملائكة لا يقفون عن هذا الحد رحمةً بهذا الكافر المعرض ولكن (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) سورة الأنفال (50) لو تعلم حالهم ساعة موتهم (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُم) ضيّعت الشيء الثمين الأبدي. يضربونه ليضيعوه عن دناءته وخزيه، ليغطوا عنه ما فيه. فضربهم هذا رحمة وحنان لينسى هذا المعرض حالته المنحطة التي أصبح فيها بما قدَّمت يداه، عندها يستسلم:
)الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) لم أعمل شيئاً. فتجيبه الملائكة (بَلَى)} أنت تكذب لا تنكر {(إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)... سورة النحل (28)
وأما إن كان من (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ}: (من كل شائبة، نفسه ليس فيها قذر ولا وسخ. (يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُم)ْ}: تقول له الملائكة: الأمان عليك، فلا شقاء ولا نصب. {(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ): (ادخلوا في النعيم بما كنتم تعملون. (سورة النحل: 32)
إذن الملائكة المكلفون بتوفي الإنسان، هم الملائكة الحفظة الذين أرسلهم الله يكتبون أعمال المرء بكل لحظة وهم لا يفرطون.. سواء كان صالحاً، أم طالحاً. فهم جمع الملائكة وليس واحداً أي (عزرائيل (
أما الآية (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) سورة السجدة (11)
فإن كلمة (ملك الموت) اسم جنس لملائكة الموت كأن تقول: (إنسان آسيا)، فهو اسم جنس مفرد، ولكن يقصد به الكثير وقد يصل إلى الملايين. وهكذا ورد بالقرآن الكريم كثير من الآيات بصيغة المفرد يشار بها لجمع الجنس كقوله تعالى في سورة النجم (26)(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا) ، فكم من ملك في السماوات؟ أعداد لا نهائية. والمَلكُ: اسم جنس للملائكة.
وقوله تعالى في سورة الفجر (22) (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)، فالملك في صفوف متتالية صفاً صفاً، تدل على الكثرة والصيغة بالمفرد )الملك)
وقوله تعالى في سورة الحاقة (17)(وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ، وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا) فكم من ملك على أرجاء السماء؟ لا يعلم عددها إلاَّ الله وجاءت بلفظ اسم الجنس (ملك)
وهكذا فالمقصود بآية (مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) أي: كل ملك وُكِّل بوفاة البشر.
إذاً لا وجود لعزرائيل، ذلك الاسم الموهوم أبداً لا في القرآن الكريم ولا في الأحاديث الشريفة، إنما هناك ملك الموت فقط.
أوردنا ذلك لتصحيح المعلومات، سدَّد الله خطاكم وخطانا للصواب[/align]
مواقع النشر (المفضلة)