بسم الله الرحمن الرحيم..
قبل أن أبدأ بسرد القصص لابد أن أوضح عدة أمور :
1- أن أغلبية من أقصدهم بلفظ (مطوع ) في مثل هذه المقالات ، إنما هي من باب التنازل ، وإلا فإن حالهم معروفة ومكشوفة من متابعة للقنوات الفضائية وتساهلهم في الفرائض - فضلا عن تركهم للنوافل - وسبهم أهل العلم ، وتنقصهم من طلبة العلم وحفظة القرآن ، وحلقات التحفيظ ..وظاهرهم هو الذي جعلني أعطيهم ذلك اللقب .
2- أحزنني أحد الردود من أحد الأخوة حينما رُدّ علي ، بأن ماذكرته وماأذكره في مثل هذه المواضيع حصل معي فقط ، هو في الحقيقة حصل معي ، لكن عايشته مع العديد من الشباب ، وهذا أمر عام خطير ، وأنا بكلامي هذا لاأنسج قصصا من الخيال
بل هو واقع حصل ويعرفه الجميع أو على الأقل الأغلبية .
3- لقد سُــبّ أمامي مشايخ الصحوة ، وهيئة كبار العلماء وابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - ، ورأينا فتاوى العلماء تُردّ من قبل متعالمين ماظهرت رؤوسهم إلا وقت الفتن ، ووقت الشرور - قبح الله تلك الوجوه - ، والذين أتكلم عنهم بعيدون كل البعد عن شباب الصحوة الإسلامية ، بل هم يصفون - ولو لم يقصدوا - مع أهل العلمنة ، والمتلبسين بالسلفية .
4- الذي جعلني أكتب هذا الموضوع هو تفكيري ببعض الشباب الذين سجنوا بسبب أنه قد غرر بهم بعض المتعالمين ، وأذكر أني اتصلت بأحدهم فقال لي كلاما أحسب أنه ممتلئ بالغيظ : والله يا ... أني لم أدري عن هالدنيا وش صار ماصار فيها..
فقلت في نفسي : ياويل الذين غرروا بهم....ياويلهم..ياويلهم..
5- الذين يخشون أن مثل هذه المواضيع تخرب الدعوة ، أقول له : لاتخاف ياأخي...فأنا في مثل هذه المواضيع أهاجم من يخربون الدعوة ويهاجمون وسائلها ، فوالله حدث أمامي أن سُبّت حلقات التحفيظ والمراكز الصيفية و ( الناس تجاهد وإنتم حلقات وحلقات ) .
وهنا في هذ الموضوع أذكر بعض القصص التي عايشتها أو سمعتها ممن أثق بصدقه :
* القصّة الأولى : كنت جالسا مع عدد من الأخوة في الله قبل حوالي السنتين عند أحد الشباب ، تخلل تلك الجلسة سوالف وقصص وضحك ، فدخل علينا مجموعة من الشباب بعد أن استأذنوا للدخول ، سلمنا عليهم فجلسنا....إلخ ، المهم أنهم أتوا بشريط فيديو . أتى صاحب المنزل بالفيديو والتلفاز ثم شغلوا الشريط ، فإذا فيه من أوله إلى آخرة الدعوة إلى الخروج على ولاة الأمر وتكفير للمشايخ والعلماء ، ووالله أني أستغرب الآن كيف أن صبرت على الجلوس ، بعدها قام أحد الشباب بإعلام أحد المشايخ والذي بدوره ذهب إلى صاحب الشريط - هداه الله - وعاتبه ونصحه وأخذ منه الشريط ، فلعل صاحبه ندم على مافعل من استهتار بعقول الشباب .
* القصة الثانية : قال لي صاحبي الحبيب : كنت يوما عند أحد أولئك المتعالمين نتحدث ، فجأة أخرج ذلك المتعالم ورقة من جيبه ، فإذا هي ورقة مقطوعة من جريدة ، وإذا في تلك الورقة إعلان لبرنامج تلفزيوني لذلك الشيخ يُعرض في رمضان ، وإذا في ذلك الإعلان ( صورة نقية ضبابية ) للشيخ ، (وي تلك الصور التي تعالج الصورة وتصفيها وتضيف إليها شيئا من الإضاءة وشيئا من الضبابية ، فيبدو صاحب الصورة بوجه مضيء صافي ، وبشرة نقية ، وهي معروفة ومتداولة) فقال ذلك المتعالم المخذول عن ذلك الشيخ المحدث المفسر الأديب : شوف ( طقعان ) متمكيج..( أكرمكم الله عن هذا اللفظ ) يقول صديقي : اندهشت من مقولته ، لكني لم أرد عليه لأنه أكبر مني...لكن الذي أدهشني وصعقني - والكلام لازال لصاحبي - هو أنه في نفس تلك الجلسة ، سألنا ذلك المتعالم ( أنا وصديقه الذي كان متواجدا ) عن وقت عرض مسلسل ( الطريق إلى كابل) وعلى أي قناة ؟؟؟ قال صديقي : نظرت إليه نظرة المندهش والمستغرب ، ولاحظ ذلك المتعالم أثر الدهشة على وجهي ، فقال : لا...ترى عادي ، خصوصا إن المسلسل فيه عزة للإسلام وهذا شيء محمود . قال صديقي : كدت أن أقاطعه قائلا : نعم...فيه عزة للإسلام وفيه نساء وفيه موسيقى....انتهى كلام أخي العزيز وفقه الله .
فانظروا بالله عليكم إلى ذلك المتعالم المخذول كيف سب أحد العلماء بسبب صورة - لايعرف ماهيتها - ، وكيف مدح مسلسلا فيه العديد من المحظورات ، بل الفنانين الموجودين فيه كلهم يتمكيجون..فاللهم لاتخذلنا ولاتجعلنا ممن يتبع خطوات الشيطان.آمين
* القصة الثالثة : دخلت في مناقشة مع أحد الشباب المغرر بهم - واعرفه جيدا - عبر الإنترنت ، وأنا أعرفه وهو لايعرفني ، وكان ذلك في ( منتديات شباب رفحاء ) قبل أن تغلق نهائيا ، وكان اسمي في ذلك الوقت هو المحاور ، فكنت آتيه بفتوى وهو يأتيني إما بقصيدة حماسية أو بنشيدة جهادية ، إلى أن جاءت الطامة حيث أوردت فتوى لابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - ، فرد علي بالحرف الواحد - والله على ماأقول شهيد - قال في رده : هذولا الواحد منهم ( شيخ ) بدون حرف الياء....صعقت جدا جدا من رده ، ومسحت الإدارة رده القبيح ، ولاأنكر أنه قدم شبه اعتذار ، لكن السؤاتل هو : مالذي أوصله إلى أن يقول مثل هذه المقولة الساقطة؟؟؟؟ لاشك أنها خطوات الشيطان...
* القصة الرابعة : بدأ أحدهم في الكلام على المشايخ - كالعادة - ، نصحته ونصحه من كان موجودا ، لكن لافائدة ؛ بل ختم تلك الجلسة بمقولة طفولية لاتخرج إلا من أحمق ، حيث قال : أهل العلم انتهوا منذ وفاة ابن باز وابن عثيمين.....بعدها علمنا أنه يجادل عن جهل ، ورحم الله الشافعي حين قال : لو خاصمت ألف عالم لخصمتهم، ولو خاصمت جاهلاً لخصمني .
* القصة الخامسة : مر من عندي أحد الشباب بعد إحدى الإحتفالات ، فنظر إلي وقال : فلان ...قلت : نعم ..قال :
( فلاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا )....قلت : نعم...وش تبي بالضبط ... نظر إلي بحقد ثم ذهب ، بعدها أعلمني أحد الشباب أنه كان يقصد أني ( جامي )؟؟!!!
* القصة السادسة : جلست عند أولئك الشباب - لما أن كنت أجالسهم - ، وأتوا بأحد المتعالمين ليلقي كلمة ، وكان في المجلس حوالي أربع شباب أو أكثر ممن لديهم رغبة في الإستقامة ، وبدلا من أن يلقي كلمة عن الإيمان أو حياة القلوب أو التوبة ، ألقى ذلك المتعالم كلمة سيئة جدا تنبع منا آثار الحقد على طلبة العلم ، وقال فيها : أن بعض المشايخ يغيرون من طلبة العلم ، ويذكر قصصا تدل على ذلك . ثم ولى بالكلمة إلى الهمز واللمز بحلقات التحفيظ ، وقال عن حفلات تحفيظ القرآن أنها بدعة ، ثم أخذ يلمز احدى حفلات تخريج حفاظ إحدى الحلقات والتي خرّجت عدة حفظة من كتاب الله. ولكم الحكم والله المستعان .
* القصة السابعة : كنت عند محطة الفرسان ، فمر عندي أحد أولئك الشباب ومعه أصدقائه فقال لي : فلان . التفت إليه ، فقال لي : ترى أنا خلعت البيعة....إنت خلعت البيعة؟؟؟ وقفت مندهشا ، لأني لم أرى أحمق من هذا العمل ، لكن ذلك الفتى إن شاء الله انتهى من تلك الخزعبلات .
...........
إلى هنا أقول :
أقسم بالله العظيم ، ان 90% من أولئك الأشخاص إنما سلكوا ذلك الدرب من باب الهوى ، فأما الكبار منهم فإنهم لما عجزوا عن طلب العلم ، وتكاسلوا عن سلوك دربه ، ورأوا أن أقرانهم قد فاقوهم علما ودعوة وصلاحا ، ورأو حب الشباب لهم ..أرادوا أن يكون لهم قيمة فعندما يجلسون في المجلس يحبون أن يقال عنهم أنهم ( جهاديين ) أو ( مشايخ الجهاد) وأنا لاأقول هذا الكلام عبثا أو دخولا في النيات ، بل رأيت من يصفهم بـ ( المشايخ ) بل بـ ( بحور العلم ) وهم لم يكملوا حفظ القرآن ولم يتأصلوا في أي علم من علوم الدين ، بل يتابعون ( الطريق إلى كابل ) لأن فيه عزة للإسلام والمسلمين ، ووالله لن أستغرب أبدا إذا رأيت من يلقي كلمة يوصي فيها ( شباب الجهاد!!) بمتابعة ( الطريق إلى كابل ، لأن فيه شحذ للهمم وسمو بالقيم.....فياسبحان الله...
أما بالنسبة للصغار فهم لعابين ، أقسم بالله أن الجهاد يمين وهم يسار ، يتدربون للجهاد من قبل أفغانستان إلى الوقت الحالي ، ولاتعتقدوا أن كلمة تدريبات هي بمعناه المعروف ، بل عندما أقول يتدربون أقصد مايلي :
للحديث بقية إن شاء الله .......
مواقع النشر (المفضلة)