في سجون كلورادو

صالح الشيحي
كان أحد أشهر (القصمان) الذين استوطنوا (رفحاء) منتصف القرن الماضي.. ساهم مع غيره في بنائها ؛ على الرغم من كونه قد بدأ عصامياً من تحت الصفر .
- لا أذكر متى بالضبط توفي "علي التركي" رحمه الله، لكنني أتذكر صوته وهو يصدح بأذان الفجر - كان الوحيد في هذه المدينة البعيدة الذي يؤذن أذانين للفجر.. كان زمنذاك يطرق جميع الأبواب التي يمر عليها في طريقه إلى المسجد لإيقاظ الناس للصلاة.. يحكي لي أخي (عبدالله حمد الأحمد) في هذا السياق أن علي التركي رحمه الله لم يكن يستطيع الحركة في آخر أيامه، فكان يستخدم الكرسي المتحرك بصعوبة ويتجه للمسجد ليؤذن .
- رحمه الله، لقد كان عابداً، وفاعل خير من طراز نادر، وكان محسناً فاضلاً تمتد أياديه البيضاء لتشمل الفقير والضعيف واليتيم والأرملة.. له خمسةٌ من الأبناء.. يقبع أوسطهم سجيناً في مدينة دنفر بولاية كلورادو.. وهو موضوعنا اليوم .
- (حميدان علي التركي): طالب الدكتوراه السعودي المبتعث من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. تم اعتقاله أواخر 2004م بـ(تهمة) إساءة معاملة خادمته الإندونيسية وأطلق سراحه بكفالة.. ثم عادوا واعتقلوه هو وزوجته وتركوا أبناءهما الخمسة وحدهم دون رعاية.. لتتوالى بعد ذلك فصول المسرحية .
- جلسات المحاكمة النهائية التي بدأت منتصف الأسبوع الماضي شهدت حضوراً كثيفاً لمراسلي الوكالات العالمية، لكننا لم نسمع لذلك أثراً يستحق الذكر في أي من قنواتنا المحلية أو الخليجية - نعم لدي يقين بأن هذه القضية - التي أصبحت قضية رأي عام - سيتم حلها؛ سيّما وأن السفارة السعودية هناك قامت بتوكيل عدد من المحامين للدفاع عنه.. لكن هذا لا يبرر لفضائياتنا عدم الاهتمام بذلك؛ مهما كانت التهمة التي لم تثبت حتى هذه اللحظة - نحن بحاجة أن نشعر أن لنا قنوات تتبنى قضايانا.. تماماً كحاجتنا لتفاعل مماثل من الجهات التي تبتعث أبناءنا.. وعلى رأسها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قضية حميدان التركي تحديداً .


http://www.alwatan.com.sa/daily/2006...writers12.html