من أجمل مقالات أ. الخفاش الأسود ، مقال يبين واقع أولئك السفلة من الليبراليين ، وواقع أنهم من أهل الشهوة والإباحية واقع تنضح بهم مقالاتهم ورواياتهم عندك مقالات بن بخيت وروايات تركي الحمد والقرد بن ثابت .
.
.
.
سطو مسلح على منزل ليبرالي مشهور!!
أ.الخفاش الأسود
15/3/2002
تثائب في كسلٍ شديدٍ فاغراً فاه إلى أقصى حدود اتساع الفم حتى سمع صوت فرقعة عظام فكيه، ثم هرش رأسه ، وعبث بأنفه ، وأتبع عبثه بأنفه العبث بشاربيه ، ثم حك أرنبة أنفه وختم مجمل الحركات بهرش مؤخرته
قلب أوراق بحثه الذي سيلقيه في اليوم التالي داخل قاعة إحدى الفنادق الضخمة والتي ستنظم فيها محاضرةً له على شرفه الخاص من قبل إحدى الجمعيات الأدبية الخاصة
ألقى نظرة إعجابٍ على عنوان بحثه الموسوم ( بخطر الأغيلمة السلفيين المتأسلمين على المجمتع الإنساني وحضارة الكون ) ثم تبسم في سخريةٍ مبديا تبرمه واشمئزازه من اللفظة التي أرعبته لثوانٍ معدودة ( الإسلام ) والتي اشتق منها لفظة الإسلاميون ( إن صح هذا الاشتقاق )
أطفأ مصباح مكتبه الخاص ثم نهض ووقف وتمطى بقوة
أتبع وقوفه بهرش رأسه بيدٍ واحدة ثم بكلتا يديه ، عبث بأنفه ثم حك أرنبة أنفه وهرش رأسه بقوةٍ مرةً أخرى وأتبع هذا الهرش بهرش مؤخرته
توجه تلقاء إحدى الخزانات الخشبية الفاخرة المصنوعة من خشب السنديان والمبثوثة بكثرةٍ في أرجاء مكتبته الخاصة ، فتح إحدى أبواب الخزانة الخشبية الضخمة ثم عبث بباب خزنةٍ حديديةٍ ذات أرقامٍ خاصة والتي كانت موضوعةً بعنايةٍ داخل الخزانة الخشبية
فتحها بقوة ثم وقف يتأمل محتوياتها في سكون ، ما لبث أن ابتسم في ظفر عندما وقعت عيناه على تلك القناني ذات الألوان الحمراء والبيضاء ، تذكر صديقه اليهودي الدبلوماسي الذي يعمل في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية والذي أهداه هذه القناني عبر إحدى الحفلات التي تقيمها سفارة الولايات المتحدة الأمريكية وتدعو إليها نخبة المجتمع وصفوة المسؤولين من حثالة البشر
تناول قنينةً حمراء مشوبةً بلونٍ أرجواني اختارها بعنايةٍ فائقةٍ من بين تلك المجموعة ، ثم أخرج كأساً من الكريستال الخالص من خزانةٍ خشبيةٍ أخرى وصب لنفسه كأساً احتسى منه بضع رشفاتٍ أتبعها بأخرى سريعة .
ما لبث بعدها إلا هنيهة حتى نطق بكلامٍ غامضٍ فيه شتائم مختلفة طالت الحياة والناس والدين والذات الإلهية ، ثم شتم صديقه اليهودي الأمريكي و شتم نفسه وأمه التي أخرجته إلى هذه الحياة
جفنه انشد للأعلى ببطء وانزلق ، ثم تمطى وتراخى واحتسى مرةً ثانيةً ثم شهق
ترك كأسه الكريستالي فارغاً فوق الطاولة ثم خرج ميمما وجه شطر غرفة نومه ، وقبل أن يلقي بنفسه فوق فراشه الوثير المصنوع من خشب الزان الفاخر هرش مؤخرته ثم ألقى بنفسه فوق فراشه الناعم ، كان سقوطه فوق الفراش أشبه مايكون بسقوط شجرةٍ اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار
غرق في نومه بسرعةٍ فائقةٍ يغبطه عليها من ابتلي بالأرق ومجافاة الكرى
استيقظ في الساعة الثانية بعد منتصف الليل بسرعة وقد حصره البول بفعل الشراب المقطر الذي يجعل الديك حماراً وبياض العين أحمر
قفز من فراشه مسرعاً مترنحاً يتخبط في جدران غرفة نومه يمنةً ويسرة
تمكن بعد جهدٍ جهيد من دخول الحمام الملحق بغرفة نومه ، ولم يلبث إلا وقتاً قصيراً خرج بعدها وامتطى صهوة فراشه وغط في نومه العميق كرةً أخرى
أنفاسه المكدودة تتعالى في سيفونية مزعجة وعقارب الساعة فوق رأسه تشير إلى الثالثة صباحا إلا بضع دقائق
فجأةً دار مقبض باب غرفة النوم برويةٍ وسكونٍ مذهل ، ثم فتح الباب بهدوءٍ و بطئ شديدين ، ودخل منه رجل ملثم يحمل في يده اليمنى مسدساً ضخما
صاحبنا يغط في نومه ولم يشعر بدخول اللص
تنحنح اللص وقال بصوتٍ جهوري ( ياساتر )
صاحبنا غارق في أحلامه الوردية وقد صم أذنيه عن أية أصواتٍ خارجية ، اقترب اللص بهدوءٍ شديد ووقف على رأس اللص ثم قال : يا أخ ............................ لا جواب
يا أبو الشباب ..................... يا أستاذ ........... لا فائدة
يا الطيب .......................... هدوء تام يقطعه صوت الشخير
يا جيفة ........!!!!
ثم ابتسم في سخرية وقال : يا أهل الكهف
لم يلق إجابه . هزه برفقٍ ثم لكزه وأتبع اللكزة بالوكزة ، ولكن لا حياة لمن تنادي
هزه بعنفٍ شديد ولم يجد لمجل هذه الحركات ردة فعلٍ تذكر من قبل النائم فقال مخاطباً نفسه : وجع ، داخل مشرحة مستشفى أنا ولا شلون ؟؟؟ ................. إيش الحظ المنيل هذا ؟؟
خرج من الغرفة وبدأ في استكشاف غرف البيت المختلفة حتى قادته قدماه إلى المطبخ ، دخل المطبخ وبدأ يعبث في الأدراج والأرفف المختلفة حتى عثر على كأسٍ بلاستيكي كبير
وضع الكأس البلاستيكي أسفل صنبور المياه في المطبخ حتى امتلئ ثم خرج من المطبخ ميمماً وجهه شطر غرفة نوم الدكتور
دخل الغرفة مرةً أخرى ووقف على رأس الدكتور النائم ثم دلق الكأس دفعةً واحدةً فوق رأس الدكتور الذي استيقظ فزعاً شاحباً يلهث صارخاً : من ، كيف ، لماذا ، اسلاموين ، ماضويون خطر الكون ، إنهيار الأمة ، متفجرات ، مونيكا
لكزه اللص مرةً أخرى ، نظر إليه الدكتور بتثاقل وقال متمثلا بيت شعرٍ : شبحاً أرى أم ذاك طيف خيالي ؟
أجابه اللص : لا .................. بل حرامي ......... ........... ياروح أمك
الدكتور : كم الساعة ؟؟
الحرامي : الثالثة بعد منتصف الليل
الدكتور : شكرا ، ثم هم بإكمال نومه لولا انتباهه إلى هذا الدخيل فقال له : من أنت ؟؟
أجابه اللص : قلت لك أنا حرامي
الدكتور : تشرفنا تصبح على خير ، ثم استلقى على المخدة يرام النوم اللذيذ
قال اللص مخاطباً نفسه: والله حالة وش هاذي البلشة ؟؟ الظاهر أنه مهٌوي زيادة عن اللزوم؟؟
ثم لكزه بقوةٍ هذه المرة
استيقظ المفكر ، ثم استوى جالساً على فراشه وفرك عينيه بقوة ، وفجأة استوعب الموقف كله فصرخ قائلاً : كيف تجرؤ على اقتحام منزلي هكذا دون إذنٍ مني ؟
هل تعلم أن فعلك هذا جريمة يعاقب عليها القانون ؟ .............. وهل تعرف من أكون ؟؟؟؟
الحرامي : ماحصل لي الشرف هذا أولاً ، ثانياً : أعتقد أن لديك دين لا بد من أدائه إلى الأمة
الدكتور : دين ؟ دين ماذا ؟ أي دين ؟ ............... أنا لست مديوناً لأحدٍ من الناس
الحرامي : مالك ، لنا فيه نصيب
الدكتور : إيش الوقاحة هذه ؟ ......... تدخل بيتي بدون إذنٍ مني ، وبعد منتصف الليل . ثم توقظني من نومي اللذيذ ، وتطلب مني مالي بكل صفاقة وقلة أدب وانعدام ضمير ( وثقافة ) ؟
ضحك اللص بقوة وقال : أنا الذي أتكلم وأنت تستمع وتنطم ثم وضع فوهة المسدس بين عيني المفكر
في هذه اللحظة اصفر وجه الدكتور ثم خرجت منه عبارات مبهمة مبحوحة غير واضحة قائلاً في صوتٍ أقرب ما يكون إلى البكاء والرجاء : ماذا تريد ؟ أطلب ماتشاء وماتحب ، وغادر من هنا بهدوءٍ كما دخلت ، وأعدك وعد شرفٍ أنني لن أخبر أحداً من البشر بسطوك على منزلي
اللص : هذا شغلي مو شغلك وأنا هنا السيد والزعيم والآمر ، أنت تستمع وتنفذ وتخرس ، ثم تعال هنا أنت من تكون ؟؟؟
الدكتور : أنا دكتور مفكر
اللص : طبيب يعني ؟
الدكتور : أنا دكتور أكاديمي
اللص : أها مدرس في الجامعة يعني ؟؟
الدكتور : وكاتب صحفي ولي أطروحات فكرية عديدة
اللص : أمممممم ...................................... والتبن
ابتلع الدكتور الإهانة على مضض وهو يرمق المسدس الأسود الضخم
اللص : هكذا إذن ، دكتور أكاديمي مثقف ، وكاتب صحفي ؟
الدكتور : نعم يا أخي
اللص : اللهم لا حسد ، بس تصدق يا دكتور هناك قاسم مشترك بيني وبينك !!!!!
الدكتور : كيف
اللص : أنا لص مثقف وواعي ولي فلسفتي الخاصة في هذه الحياة ، وهي فلسفة بسيطة مختصرة ، تقوم أساسا على مشاركتي للأغنياء فيما رزقهم الله أو فيما سرقوه واختلسوه ونهبوه من أموال الشعوب المسكينة
باختصار أنا مثلي مثل أي فردٍ من صفوة المجتمع ، مثل الوزير أو الأمير أو حتى الحاكم نفسه
غير أن عملي بالليل وعمل الصفوة بالنهار ولا توجد فروقات شخصية تذكر في هذا البزنس هم يسرقون وينهبون باسم القانون ، وأنا أنهب وأسرق ويطلق علي الخارج على القانون
لكنني أحتفظ لنفسي بميزة الكفاح وحب العمل ولا أحب البهرجة والمواكب الرسمية مثل بقية إخواني من لصوص الوزارات والدوائر الحكومية من أصحاب السمو والمعالي والفضيلة والسعادة
تقدر تقول حرامي متواضع ، أكره لبس العباءات المنمنمة في عملي ، ماخلا اللثام كي لا أعرف ................. فأنا إنسان متواضع لا أرنو إلى الشهرة
الدكتور : لكن أموالي هذه من عرق جبيني ، من كتاباتي في الصحافة ومؤلفاتي ولم أسرق أحداً من قبل
اللص ساخراً : وماذا تكتب يعني ؟
الدكتور : كتاباتي تنصب عموما في مجمل المشاكل الإجتماعية التي يعاني منها أبناء وبنات بلدي
اللص : أمممممممممممم .................. طيب ممكن تعطينا نماذج من هذه المشاكل التي تحاول أن تعمل مبضعك الاصلاحي فيها مستميتاً في حلها ؟؟
الدكتور : أنا أعمل هذه الأيام على مسارين هامين للغاية: حل مشاكل المرأة المظلومة المضطهدة في مجتمعي المتخلف ، وتحذير الأمة من خطر الأغيلمة السلفيين المتأسلمين على المجمتع الإنساني وحضارة الكون
اللص : هذه العبارة الأخيرة كبيرة شوي ، لم يستوعبها عقلي
الدكتور : لكل فن رجاله
اللص يصرخ غاضباً : اخرس ياحيوان ، أتسخر مني ومن قلة ثقافتي ؟
الدكتور يزدرد لعابه ببطأ : العفو العفو حاشاك أستاذي
اللص يلوي شفته اليسرى ويرسم على تلك الشفة ابتسامةً ساخرةً ويقول : حلوة أستاذي هذه لا تخاطبني إلا بأستاذي مفهوم ؟
الدكتور : سم طال عمرك أستاذي
يتبع
مواقع النشر (المفضلة)