الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
فنعم الله على العباد كثيرة وآلائه عليهم وفيرة لا تحص بالتعداد ولا تحسب مهما فعل العباد
قال الله تعالى(وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
(قال ابن كثير يخبر تعالى عن عجز العباد عن تعداد النعم فضلا عن القيام بشكرها كما قال طلق بن حبيب رحمه الله: إن حق الله أثقل من أن يقوم به العباد وإن نعم الله أكثر من أن يحصيها العباد ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين)
ومن هذه النعم الجليله نعمة المطر الذي ينزله الله على من شاء من العباد والأماكن بمحض جودة وواسع كرمه
قال الله تعالى(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ *أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)
وقال تعالى(فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)
قال الشنقيطي عن الآية الأولى (تضمنت هذه الآية الكريمة امتنانا عظيما على خلقه بالماء الذي يشربونه، وذلك أيضا آية من آياته الدالة على عظمته وكمال قدرته وشدة حاجة خلقه إليه، والمعنى: أفرأيتم الماء الذين تشربون الذي لا غنى لكم عنه لحظة ولو أعدمناه لهلكتم جميعا في أقرب وقت)
وأعظم بقاء للنعم شكرها وطاعة الله فيها وأعظم زوال لها جحدها وكفرها ومعصية الله بها كما قيل: النعم إذا شُِكرَت قَرَّت وإذا كُفِرَت فَرَّت.
وشكر نعمة الغيث والمطر الإعتراف بأنها من الله لا من أحد سواه والثناء عليه بما هو أهله
والاستفادة منها على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه ولا نعصيه بها كما هو حال بعض الشباب من التفحيط في مجامع الأمطار في (الشعاب والفياض) وغيرها مما يفسد الماء وكذلك الأرض فلا الماء بقي على حاله ولا الأرض أنبتت عشبها كل ذلك بسبب التفحيط فيها فينبغي للشباب أن يرعوا هذه النعمة حق رعايتها ويقدروها حق قدرها فمن الرجولة أن تقدر حق الناس من أهل الماشية والعوائل المتنزهه وغير ذلك فلست وحدك في هذا الفضاء والناس في الماء والنار والعشب شركاء
أسأل المولى عز وجل أن يعيننا على شكر نعمه ويعصمنا من جحدها وكفرها
وأن يهدي شباب المسلمين ويجعلهم قادة للعالمين وأن يغفر لنا ولهم إنه أرحم الرحمين.
أخوكم/أحمد بن عاشق المصارع
المستشار في وزارة الشؤون الإسلامية
يوم الجمعة 9/1/1434
مواقع النشر (المفضلة)