سلاح ....مهاتير محمد ..

لا زال العرب يعيشون على أحلام سلاح النفط وبالتأكيد فإنه سلاح ولكن سلاح مدمر لكل شيئ للبلدان العربيه إقتصاديا وكذلك لعلاقاتها مع الدول الصديقه . كما أن أمريكا ومنذ تلك الحادثه جعلت هذه الورقه في صالحها أكثر من ضار بها . كسنجر منذ تلك الحادثه وضع إستراتيجيه لازلت الولايات المتحده تنفذها بحذافيرها وتتلخص في إستنزاف إحتياطات النفط خارج أراضيها ووضع مخزون إستراتيجي لمواجهة مثل هذا الأجراء الذي قد تلجاء اليه دول الشرق الأوسط . الولايات المتحده كذلك عمدت الى السيطره على منابع النفط سواء في العراق او قطر وتتحكم بممراته في المنطقه .أي ان اي محاوله للعب بهذه الورقه سيكون أثرها سلبي وفي مصلحة الولايات المتحده نفسها فهي تتحكم بنفط العراق على الأقل بشكل مباشر لذلك فإن هذه الورقه لم تعد بالفاعليه التي كانت عليها أيام الستينات والسبعينات .
واصبح من يطرح هذه الفكره يدل على سطحية فكره وعدم إستيعابه لما جرى من تغييرات على مدى العقود الماضيه .

ماذا قال مهاتير محمد :
مهاتير محمد وهو أحد مفكري هذا القرن واللذي جعل من ماليزيا دوله معدلات نموها عاليه بعد أن كانت في الحضيض إقتصاديا وصناعيا وتنمويا حتى أصبت لاعبا رئيسيا في آسيا وعلى الساحه الدوليه .
طرح مهاتير محمد فكرة مقاطعة الدولار وهذا خصوصا في هذه الفترة يعد طلقة الرحمة لى الأقتصاد الأمريكي اللذي يصل معدلات العجز فيه الى معدل 64 مليار دولار شهريا .
أن دعم الدولار وتماسكه حتى الآن ناشئ من الدول التي لها دور في تقوية الدولار ومن أهمها منطقة الخليج وكوريا الجنوبيه بالأظافه الى سنغافورة والصين وماليزيا. فهذه الدول تعد أكبر مشتري للدولار في الأسواق العالميه ومرتبطه عملاتها بالدولار .وتعد كوريا الجنوبيه وسنغافوره ودول الخليج العمود الفقري للدولار في هذه الأيام .
كيف سيكون الوضع بعد الدولار :
قد يستغرب البعض أن أكبر مستفيد من فك الأرتباط بالدولار هي دول الخليج .دول الخليج أضطرت الى رفع الفائده على عملتها مايقارب 11 مره تماشيا مع البنك الفيدرالي الأمريكي خلال العام الماضي . الولايات المتحده دوله منتجه لمعظم السلع وأقتصادها شبه متكامل لذلك لم كان ضرر رفع الفائده محدودا على الفرد فيها خصوصا أن هناك من يقوم بشراء الدولار وخصوصا مع إرتفاع سعر النفط . أما دول الخليج فقد تضررت كثيرا من هذا الجانب إرتفعت معدلات البطاله وكذلك قل الأستثمار نتيجة لرفع الفائده لى عملاتها وكذلك تضخم في أسعار السلع .
إن تحرير العمله الخليجيه سيؤدي الى خفض الأسعار في حدود 20-30 % أي أن سعر الريال السعودي سيكون مقاربا على ماكان عليه قبل اعام 86 أي أن سعر الريال سيكون بين 2.7 و2.8 مقابل الدولار مع العلم أن سعره الحالي 3.75 لايعكس القيمه الحقيقيه للريال السعودي . كذلك كان لدولة الأمارات محاوله لتنويع رصيدها من العمله ورأينا كيف أن الدولار إنخفض أكثر من 100 نقطه في ساعات حتى صدر بيان من الأمارات يؤكد تمسكها بالدولار ..وجرى في الفترة الشهر الماضي مضاربات شرسه على الريال السعودي وكذلك صدر بيان من مؤسسة النقد يؤكد بإنها ستدعم صرف الريال مقابل الدولار وستحافظ على مستويات الصرف الحاليه مما إنعكس على الدولار إيجابا مقابل العملات العالميه . كما أن مجلس الأمه الكويتي عرض عليه أحد النواب هذا المشروع اي فك ربط صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار.
الضرر المتوقع :
الولايات المتحده قامت برفع الفائده على الدولار جراء معدلات العجز القياسيه ولنيكونبمقدورها رفع معدلات لفائده أكثر خصوصا أن العملات الأخرى كاليورو والين معدلات الفائده عليها منخفضه والفائدة على الين لازلت صفر لأن هذه الدول مصدره وتبحث عن خفض عملتها أمام الدولار كي تبقي على إنتعاش إقتصادها لذلك لن يكون بمقدورها الخفض أكثر ومؤثر على سلعها فلن يكون هناك خوف كبير من زيادة تكلفت الواردات مقارنة بالواردات الأمريكيه التي ستعود أقل من تكلفتها الحاليه .
الولايات المتحده حاربت قرار العراق السابق ببيع نفطه باليورو لأن الولايات المتحده تدرك جيدا أن قيام الدول المصدره للنفط بالأعتماد على سلة عملات بدلا من الدولار سيكون تهديدا أخطر من أي تهديد عسكري او نووي عليها . فمنذ الحرب العالميه الثانيه قامت الولايات المتحده بربط سعر النفط بالدولار كي تمتص كمية السيوله في السوق للدولار ومنذ ذلك الحين والأقتصاد الأمريكي يحقق مستويات عاليه .
هذه الفكره التي طرحها مهاتير محمد لايجب أن تمر مرور الكرام . فهذاالرجل يصنف على أنه من ظواهر القرن العشرين ومن أبرز مفكريه . ومنذ إنتهاء فترة رأسته لماليزيا فقد تبنى مواقف مهمه لهذه الأمه وأثار زوبعه عالميه عندما صرح بتصريحه الشهير حول دور اليهود في العالم .
هذا فقط محاوله لوضع إيطار عام لهذه الفكره ويبقى من المهم دراستها بشكل جدي ووضعها على أرض الواقع
وتقبلوا تحياتي