(ســــــــــــــــــــرق الحـــــــــــــــــذاء)..
أذن المؤذن..حي على الصلاة..حي على الفلاح..لم يكن صاحبنا متوضئا"..بل لم يقم للوضوء عند سماعه للأذان..أقترب وقت الإقامه جدا"..بدأ صاحبنا بالإستعداد للصلاة..خرج من بيته كعادته متأخرا"..لم يكن يمنعه من التبكير للصلاة مانع شرعي،فهاهو ذا يبادر لكثير من مواعيده مع الخلق قبل موعدها ويسنعد لها أتم الإستعداد، وفي المقابل هذا دأبه وحاله مع مواعيده مع خالقه، (إنها قسمة جائره)
وصل المسجد متأخرا" حيث كان المصلون في التشهد الأخير،دخل معهم في الصلاة وبلا شك فقد فاتته صلاة الجماعه..ومــاأعظم ما فاته؟؟
سلم الإمام وقام لإتمام صلاته..ثم سلم وبدأ يستغفر على عجل بعبارات ينطق بها لسانه(ولعله) لا يتحرك بها جنانه
(المفـــــــــــــــــــــــــــــــــــاجأه)..
قام مسرعا" ليخرج من المسجد،وهنا حصلت المفاجأه الكبرى التي لم يكن يتوقعها
لقد سرقت نعـــــــــــاله ..وأي حزن خيم على وجه صاحبنا؟؟
فتعالوا أيها القــــــــراء الكرام لنطرح هذا السؤال الشجاع ونقول:
لقد سرقت نعاله..وفي المقابل فاتته الصلاة مع الجماعه كامله..
فعلى أيهما سيكون الحزن؟!
تصور نفسك صاحب هذا الموقف؟
بل تذكر حينما وقفت هذا الموقف..فعلى أيهما حزنت؟
بكل صراحه ..(سيكون الحزن على النعال أشد وأعظم)!!
بل لا نجد في قلوبنا أدنى لوم وعتب على فوات الصلاة..
ياالله..مــــــاعظم تقصيرنا ..أنحزن على نعال ولا نجد في قلوبنا أدنى الحزن على فوات أعظم شعيره في الإسلام بعد الشهادتين!!
قال صاحبنا لي :لا تلمني فقد سرقت نعالي،فقلت له وقد سرقت صلاتك أيضا"
ليس الذي سرق منك بيت أو سياره أومال..نعال لا تتجاوز قيمتها الريالات المعدوده
إن لك أن أن تحزن على فوات شي من دنياك..لكن لا تنس أن عليك أن تحزن كذلك وبصوره أكبر على فوات شي من دينك.
إن المقارنه بصورتها السهله أصبحت بين:
نعال!!............................................ ....و..............................صلاة!!..
وإليك هذا السؤال المنطقي الذي يقودك إلى السرالذي يفسر لك الموقف ويجعلك تلامس كبد الحقيقة..أن النعال أخذت في القلب مكانة" لم تأخذها الصلاة..
أو لنقل أن الصلاة لها مكانة" في القلب..لكن الإنسان غفل عنها ولم يستحضرها
إن النعال ماهي إلا مثال ورمز لإيثارأمور كثيرة من الدنيا على الدين والآخرة..
والله عز وجل يقول:(بل تؤثرون الحياة الدنيا.والآخرة خيروأبقى)..
فهذه دعوه لي ولكم إلى تعظيم شعائر الله تعالى والفرح بإقامتها وإتمامها..والحزن على فواتها ونقصانها(ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)..
مواقع النشر (المفضلة)