ثم أمـــا بعــــد :
لا يخفى عليكم ياسادة سيطرة الصهاينة على الإعلام الأمريكي والعالمي أيضا وتضليل الشعوب والأمم وإرغام المخالف على الإقتناع بالذي يرونه عن طيب نفس أو بالقوة وإن تساءلت وقلت لي كيف تكون القوة إقنـــــــــــاع ؟
فإني أقول :{بالكذب} نعم ياصاحبي بالكذب ضللت شعوب العـــالم أجمع والمشكلة فيّ وفيك أننا ننسى أو نتناسى كذبات الكبار ألا تذكر الكذبة الفظيعة التي قـــــالها كولن بــــاول أمــــــام المجتمع الدولي حتما تذكرت ،إذا فأرعلي سمعك وانظر مايقوله أحد قادة جيش هتلر يقول: " إذا كررت كذبة بما فيه الكفاية للعامة فسوف تؤخذ على أنها الحقيقة" ولا يأتيني أحد ليقول أني أروج للكذب فالكذب معروف حكمه في الإسلام
وأيضا نحن لا نستطيع حتى أن نكذب فالكذب في هذه الأيـــام له وكالات خاصة بل ووزارات مختصة به والكذب محصور على الكبار
وكبار الكبار من مسؤولين وعسكريين ،
وسأضرب لك مثلا من الكذب الإعلامي الذي مورس بشكل مدروس ومنظم
فمثلا :الهنود الحمر هم سكان أمريكا الأصليين قبل أن تأتيهم الوفود القادمة من أوربا وهذه الوفود كما يقول
الأديب الكبير والمفكر الشهير سيد قطب ~عليه رحمة الله~ لا يخرجون عن قسمين :
1.تجار يسيطر عليهم الجشع
2ـ مغامرون يبحثون عن المتعة .
سيطر الوافدون على الهنود الحمر المساكين الذين تفاجئوا بوجود عــالم آخر غير عالمهم الصغير ولم تكتفي الوفود الأوربية الجشعة والمغامرة بالسيطرة فقط بل أبادوا الهنود الحمر عن بكرة أبيهم وقتل الهنود الحمر في سلسلة مذابح استمرت حتى غدا تعدادهم ما بين 750 ألف إلى مليون بعد أن كانوا ما بين 50 إلى 100مليون نسمة !
وذبحوا بطريقة بشعة لا يستطيع تخيلها دان براون الروائي الشهير ويتحاشى القدوم عليها النازيون الألمان في عهد سطوتهم ،
وإبادة الهنود الحمر لم تنته أبداً مع إعلان دولة الولايات المتحدة, بل استمرت لأكثر من قرن بعد ذلك, وكانت الولايات تدفع لصائدي الهنود ما يسمى “جائزة فروة الرأس”. حيث كان ثمن فروة رأس كل رجل هندي يزيد عن ما يكسبه الفلاح من عمل سنة في حقوله. كذلك كانت تدفع نصف تلك القيمة لفروة رأس المرأة وربعها لفروة الطفل الهندي واستمرت هذه القوانين التي أُلغيت تدريجياً حتى قبيل القرن العشرين, حيث الغيت آخرها في تكساس عام 1881 م .
ولم ينجوا من هذه المجزرة كما أسلفت إلا نزر يسير لا يستطيعون علوا في الأرض ولا هروبا في أصقاعها وليت تلك الوفود اكتفت بهــذا الأمر وأغلقوا هذا الملف المخزي في تاريخ البشرية بل صوروهم في أفلامهم الجدية والهزلية على أنهم مجرمون قتلة وفوق هـــذا يأكلون لحوم البشر!
وانتشرت هذه الشــائعة في العــالـــم حتى أصبح الهنود الحمر رمزا مرعبا يقفّ شعر جسدك بجميع أجزائه عند ذكرهم وتأتيك التخيلات وكيف أنهم يقرمشون لحوم البشر ويسلخونهم وهم أحياء حقا إنهم مرعبون في الإشاعة الأمريكية ,
تتسائلون وحق لكم التساؤل وكيف استطاع المجرمون الحقيقيون أن يصوروا الظالم مظلوم والمظلوم ظالما ؟
فأقول: إنه الدهــاء والحنكة بل الخبث والحيلة إنه بإختصار الإعلااااااااام وكفى .
الإعلام الذي يصور اليهود اليوم بأنهم دعاة المسامحة وحمائم السلام وأنصار الحرية
الإعلام الذي يصور شارون الهالك الحي صاحب مجزرة صبرا وشاتيلا بأنه الراعي الرسمي للسلام في الشرق الأوسط والداعي لإعتاق البشرية وتحريرها !
وإن تعجب فعجب أن اليهود كانت صورتهم الحقيقية في الماضي القريب أي على عهد هتلر وماقبله من القرون غدرة ومخادعين وناقضي للعهود والمواثيق والتاريخ خير شـــاهد
بل كلام الله هو الشاهد وكفى بالله شهيدا {أو كلما عاهدوا عهدا نقضه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون} والآيات كثيرة والمجال لا يتسع ،
والآن يصور اليهود بما ذكرت آنفا فاعجب وتعجب وأطل العجب وتأمل وفكر وقدر وانظر واعبس وابسر وإياك أن تدبر وتستكبر
ثم اسأل نفسك وكن صريحا مع ضميرك ولو لمرة واحدة
هل تستطيع أن تبذل كما بذل يهود ؟
هل لديك هاجسا يؤرقك لإظهار محاسن الإسلام ؟
هل أنت تشعر بالعبء الذي على عاتقك ؟
أم إنك تتكرم بدمعة عابرة ـ هذا إن خرجت ولم تجف قبل أن تخرج ـ وتظن أنك قد أديت الذي عليك! كلا كلا ياصـــاحبي فالإسلام الذي أرسل به محمد عليه السلام لا يرضى أن تكتفي بذلك
بل يريد أن تكون هذه الدمعة سيلا جرارا وغيثا مغيثا وبحرا هائجا من العمل والهمة لخدمة الإسلام والمسلمين ولا يظن ظــــان أن المجال محصور على الدعـاة وبلفظ دارج{المطاوعة} بل تستطيع أن تصنع شيئا ولو أدنى شيء
يارجل ألا تستطيع أن تنبه زوجتك وأطفالك مايصور به أهل الدين ويفترى عليهم في بعض المسلسلات التي تشاهدهـــا ألا تستطيع أن تنفث في روع ابنك الصغير هم الإسلام وإياك ثم إياك أن تتصاغر سنه أوتتهم عقله بل كثير من الأطفال لو يوجه للمسار الصحيح لكــــان باقعة في مجاله ألا تراهم كيف يتفاعلون مع تيك المسلسلات وتلك البرامج ،كنت عند أحد أقاربي في رمضان المنصرم وأتتنا ابنته التي لا تتجاوز الرابعة من عمرهــا فسألتها عن الذي يعجبها في رمضان وظننت في خويصة نفسي أن تذكر أكلة رمضانية أو خيالا مما يجود به خيال الأطفال ولكني تفاجأت حينما قالت لي هذه الصغيرة الغريرة
(اللي يعجبني طاش ماطاش) فسألتها وماذا شاهدتِ اليوم فيه ؟ فأخذت تقلدهم بطريقة مضحكة ومؤلمة في آنٍ واحد فأنت قد تضحك لطريقة تمثيلها ولكن يصيبك الكمد القاتل والضيق المهلك والهم المحزن على حال أطفالنا وكيف أنهم يأخذون مايلقى إليهم على أنه حقيقة مسلّمة .
فإذا والحال ماذكر فليكن لأطفالك نصيب من التوجيه العذب وتحين الفرص المناسبة لإلقاء بعض من هم الإسلام في عقولهم أمّا أن تتركهم وتلقي الحبل على الغارب وتدعهم صيدا سهلا لمسلسلات فاضحة ومشاهد مخزية مما يبث ليل نهار في بيوتنا ثم حين يكبروا يكون نصيبك منهم العقوق الذي عودتهم عليه فأنت عققتهم قبل أن يعقوك (ويدك أوكتاه وفوك نفخ)
وأعود بعد هذا الإستطراد الغير مقصود، لأقول أن من يسيطر على إعلامنا في الوقت الحالي قومٌ لا يراعون دينا ولا يجاملون ذوقا ولا يتقيدون بعرف ولاأعلم أين المصلحة من تصوير الهيئة وكأنهم وحوش تسكن الغابات نعم هم وحوش ولكن على من يريد عرض أختي وأختك وبنتي وبنتك فلمــــاذا تشوه صورتهم بهذه الطريقة الظالمة ؟
{ وإن كنت لا تغــار على محارمك فاخرج من موضوعي مذؤوما مدحورا فإنك رجيم وكلامي ليس موجها لك لأني لا أحسن التخاطب
مع غير البشر ! }
فماذا نستفيد لو شوهت صورة الهيئة أشد تشويها مما هي عليه الآن ؟
ومــاذا نستفيد لو أغلقت الهيئة ؟
ومــاذا نستفيد لو شنق رجال الهيئة عن بكرة أبيهم ؟
وماذا نستفيد لو سحلوا بالشوارع والطرقات ؟
وماذا نستفيد لو سحقوا تحت الأقدام ؟
وماذا وماذا وماذا ......... إلى مالا نهاية ..........
أنا لا أقول أن رجال الهيئة ملائكة منزلة أو أنبياء مرسلة بل هم بشر يرد الخطأ
عليهم كما يرد على غيرهم ولكن أن تضخم أخطاءهم وتكبر زلاتهم
ويتغاضى عن إنجازاتهم فهذا لا أسميه إلا خيانة للضمير وإنعدام للشرف، وبلهجة قومي (قلة حيا)
وتشويه صورتهم لا يختلف كثيرا عن الهنود الحمر الآنف ذكرهم بل هو أشد وأنكى وأخزى وأظلم لأنهم بتشوييهم هذا يشوهون دينا كاملا وحضارة هائلة وتاريخا عبقا عجزت عنه أمم الأرض .
وكل هذه المخازي تتم تحت مسمى (النقد الهادف) و (الإصلاح الشامل)
فيجب علينا إذا أن نسلم لهم عقولنا تحت هذه الذريعة
وإني لأتسائل كيف أصاب قومنا هذا التخاذل والعجز والإنبطاحية الكاملة والتامة لما يلقى عليهم من الكذب المفترى
والإدعاءات الفارغة ،وأين هم من غيرة الشيعة الذين للأسف أصبحوا أشرف من بعض من يدعي الشرف
فالمسلسل الذي تعرض لزواج المتعة انظروا كيف ثارت ثائرتهم وكيف رجموا إبن ابراهيم بالحجارة حتى خضع لمطالبهم بكل ذل ومهانة ،
هذا وهم أقلية قليلة وشرذمة متشرذمة استطاعوا أن يخضعوا ابن إبراهيم لمطالبهم ،وما أخضعوه إلا برجم مكاتب قناته العاهرة
فأصابه الخوف والوجل من الرجم وتذكر أن هناك حكما شرعيا يوجب الرجم فانتفض كالعصفور وأدبر كالدبور وإعتذر لهم وأوقف المسلسل ،
أما نحن أهل السنة الذين نزعم أننا على المحجة البيضاء والجادة الصحيحة ونحن الكثرة الكاثرة في المجتمعات لا يقام لكلامنا وزن
ولا لمطالبنا شأن ومع كل هذا الإنبطاح للمسلسلات لم يتركونا في حالنا بل تشويه صورتنا غدا عندهم وجبة رمضانية كالشوربة
والسمبوسة
ولسان حالهم :"هذا هو الكلأ المباح والعُشب المشاع"
فياقوم من الذي انتزع غيرتكم؟ من الذي خدركم ؟ ومن الذي أسكتكم؟
بل من الذي أشغلكم بلقمة عيشكم والأنهار تجري من تحتكم ؟
أسئلة لا أحتاج أن تجيبوا عليها !!
(من مثل هذا يموت القلب من كمدٍ
إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ)
وسلام عليكم ورحمة منه وبركة
قـــــــــــــــــاله كــــــــــاتبه :
أبــــــــــــو تــمــيــمــ الــصــقــري .
مواقع النشر (المفضلة)