إني غاضب هذه الأيام من أمور عديدة ، وأحتاج لمن أصب عليه جام غضبي ، فلم أجد أحدا يستحق ماقلت أكثر من شواذ الإنسانية ، ومنعدمي الضمير ، ممن تملّك الخبث نفوسهم ، واسودت - لسواد أعمالهم - وجوههم ، وقست قلوبهم كالحجار بل أشد ، ينبذهم القريب والبعيد ، لايستحقون السعادة ولا الحياة الهنيئة ، مجرمون سفاكون سفاحون ، ليس لهم هم إلا ادخال المواد الغذائية في جوفهم ، فشحمٌ أو قضاء حاجة ، وقضاء وطرهم عند المومسات في سوريا والمغرب وجنوب آسيا ؛ بل وأقرب ، يركبون آخر الموديلات ، ويملكون الفلل الفارهة ، و .. فقط ، هذه هي حياتهم ، لاتتوقعوا أبدا أن تجدوا فيها مايستحق الإلتفات إلى تلك الحياة القذرة ، لا .. لاعبادة لاطاعة لاعلم لاثقافة ، إلا ثقافة الجنس وأنواع الخمور وأماكن الخنا والفجور وأنواع السموم ، يعني لايوجد شيء غير ماذكرت ، لو شققتم عن رؤوسهم لما وجدتم فيها سوى قطعة بالية من ملابس داخلية لعاهر في السبعين من عمرها .
بائعوا السموم ، يشتهرون بـ ( البياعين ) ، مروّجوا الكبتاجون والحشيش والخمر والهيروين وأخواتهن ، باعو مع هذه السّموم دينهم وشرفهم ورجولتهم وإنسانيتهم ، باعوا أبناء بلدهم ، باعوا سعادة الكثير من ضحاياهم ، باعوا الضرورات الخمس في الحياة ؛ بل باعوا آخرتهم بدنياهم ، تف على ذلك العيش ، تجارة محرمة ، وأكل حرام ، ونشر للحرام ودعوة إليه ، تتحقق فيهم الكثير من آيات الوعيد وأحاديثهم . من إذلال الله لهؤلاء السفلة ، أنهم يظنون ألا أحد يعلم بتجارتهم ، والواقع أن رفحاء كلها تعلم بهم وبأعمالهم ، فضحهم الله أمام الملأ ، أسأل المولى أن يتم هذه الفضيحة رسميًا .
إلى بائعي السموم !
قال تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) .
الأيام دول ، والسنوات تأكل أعماركم ، والإنسان لن يموت حتى يستكمل رزقه لاينقص من رزقه المكتوب له ولا هللة ، لست أنا قائل هذا الكلام ؛ بل هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، الذي لاينطق عن الهوى ، إنما هو وحي من الله يوحى ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : "يا أيها الناس إن أحدكم لنْ يموت حتى يستكمل رزقه وأجله ، فأجملوا في الطلب " فياأسفا على عمركم الذي مضى ، مال كسبتموه بالحرام كان قد كتب عليكم أكله فاخترتم طريق الشر في كسبه وابتعدتم عن الخير .
لاأقول إلا : تحيّة للشرفاء .
الباحث عن الحق
مواقع النشر (المفضلة)