يطالبون بمساكن وخدمات متكاملة
«التوطين» يطفىء لهيب أبناء البادية
حمود الطريف ـ رفحاء
مورد المعيزيلة
أحد أبناء البادية
أحد الاودية لسقيا المواشي
مركز لينة يبعد عن محافظة رفحاء نحو100 كيلو متر باتجاه الجنوب ويحاذي للنفود الكبير بالبادية ولوجود قرى قريبة منها مثل رغوة وأعيوج لينة و مورد المعيزيلة وجميعها بها موارد للماء يتجمع قربها أبناء البادية ووجود محطة أعلاف في لينة وفرع للزراعة شجعت أيضا على التوجه نحو هذا المكان لرصد همومهم والتعرف على مطالبهم اليومية والمشاق والمتاعب التي يتعرضون لها وأشياء أخرى, فالمنطقة رعوية واسعة مليئة بالبدو وقبل الوصول إلى لينة بقليل قررت التوجه إلى مورد المعيزيلة المائي وهو في وسط النفود جنوب غرب محافظة رفحاء مسافة 90 كم تقريبا
وكان تفكيري في كيفية الوصول إليه إذ يلزم السير في وسط الكثبان الرملية قرابة 30كيلومترا وفي طريقي إليه وجدت أحد أبناء البادية متوقفا في الطريق الذي كنت أسلكه وبجواره سيارته من نوع وانيت قديم محملة بالأعلاف فقلت لعل البداية تكون من هذا الرجل المسن فهو يبدو من أبناء المنطقة ويعرف خباياها، وبعد توقفي إلى جانبه وسألت عن أقرب الطرق للمعيزيلة فعرفته بنفسي ومهنتي وقلت سأكتب عن هموم ومشاكل البادية هنا في النفود لكي تصل للمسئولين ويبدو أنه تقبل كلامي قليلا ثم قا ل: دعهم يرخصون الشعير ثم اكتب لنا ثم وصف لي الطريق إلى المعيزيلة بعد أن رفض أن يذكر لي اسمه ورفض كذلك تصويره وبعد إلحاح قبل التصوير وعن سبب رفضه يقول إن المسئولين يعلمون جيدا عن حالة أهل البادية على حد قوله ووصف لنا الطريق المؤدي إلى مورد المعيزيلة وبعد مشقة وصلنا لمورد المعيزيلة وسط مجموعة من الكثبان الرملية وكثير من المواشي على الطريق معها الرعاة وهم غالبا من الجنسية الآسيوية وأصحاب المواشي أنفسهم وفي المعيزيلة قابلنا مجموعة من وايتات المياه تعبأ من المورد وعندها أصحابها وجلسنا في ظل أحد الوايتات في حوالي الساعة العاشرة صباحاً وعندما سكتوا بادرت بالسؤال الذي بدا لي أ،ه محير كثيرا عن كيفية شراء حاجاتهم اليومية وكيفية قطع هذه الرمال بشكل يومي كما كنت أعتقد، فأجاب أحدهم.
عوائق
ويقول خلف إننا نسكن في بيت شعر قريب من هنا وكان يشير لجهة الغرب ونذهب عادة مرة في الأسبوع إلى لينة ونشتري ما يلزمنا من أغراض ويلزم أغنامنا خلال أسبوع ونحن نعرف الطرق جيدا ولا تكاد تحدث عوائق لنا كوننا نسلك طرقا معروفة لدينا وعادة ما تكون سهلة لكثرة سالكيها و قمت بسؤالهم عن أبرز ما يحتاجونه من خدمات.
مسح طرق
وطالب خلف بمسح طرق في النفود لتسهيل وصول أبناء البادية إلى لينة فنحن نشتري أغراضنا منها وبها سوق للمواشي كل يوم جمعة نبيع فيه وكذلك فيها سوق يوم الثلاثاء يتجمع فيه الباعة محملين بكافة الأغراض كونهم يعرفون ما نحتاجه من أغراض ويقومون بتوفيرها لنا لأننا نجد صعوبة في الوصول إلى محافظة رفحاء فهي تبعد عنا مسافة 100 كم الأمر الذي يعيق وصولها شبه يومي من أجل توفير لوازمنا.
تبديل
ويضيف راضي الشمري نحن نسكن في الحجرة ويقصد فيها الأرض الحجرية قائلا: نعاني كثرة خراب عجلات السيارات سيما سيارات الشحن الثقيلة وسيارات جلب المياه الوايتات كون الأرض صخرية وتكثر فيها الحجارة الأمر الذي يجعلنا نبدل العجلات كل شهر أو نصف الشهر وهذا يكلفنا الشيء الكثير كوننا نعتمد على ما نحصل عليه من مردود بسيط من هذه الأغنام فنحن الآن نعاني مشكلة رخص الأغنام وغلاء أعلافها حيث وصل سعر كيس الشعير إلى 28 ريالا للكيس الواحد وسعر ربطة البرسيم إلى 16 ريالا وهذا ما يجعلنا لا نستفيد شيئا من مردود أغنامنا علاوة على رواتب بعض من العمالة ومصاريف سياراتنا واحتياجاتنا الحياتية .
توطين
ويطالب عوض الشمري و سعود سعد بتوطين أهالي البادية وتوفير مساكن لهم بالقرى القريبة من مراعيهم كونهم لا يستطيعون بناء مساكن لهم لأن ليس لديهم رواتب يعتمدون عليها تقديم قروض مجانية تساعدهم على توفير مساكن لهم ولعائلاتهم وتحميهم من التقلبات الجوية التي غالباً ما تزعجهم وتعكر صفو حياتهم في البادية حرمتهم من الشئ الكثير ومن أهمها عدم تمكنهم من الدراسة وكذلك عدم تمكن أبنائهم وبناتهم من الدراسة نظراً لتتبعهم مواشيهم والبحث عن المرعى.
أسلوب حياة
وعن حياتهم اليومية يقول ابو رجاء نواجه مشاقا وصعوبات يومية حيث إننا نقوم مع صلاة الفجر ونشعل النار ونسخن الماء كون هذه الأيام بدأ الجو في البرودة ونتوضأ ونصلي الفجر ونذهب إلى مواشينا ونتفقدها ونصحي كل أفراد العائلة ونقوم بتناول وجبة الإفطار ونذهب مع مواشينا والبعض الآخر يقوم بتوفير الماء والأعلاف للمواشي وبعد أن نعود في صلاة الظهر نصلي ونتناول طعام الغداء ونقوم باعلاف مواشينا واسقائها ونستريح قليلا ونقوم بتتبعها إلى صلاة المغرب ومن ثم نرجع ونجلس إلى صلاة العشاء ونتناول طعام العشاء ومن ثم ننام كوننا قائمين من صلاة الفجر لنبدأ منوال يومنا التالي ويضيف أبو رجاء إن أبناء البادية معرضون للأمراض كونهم غالبا يتداوون بالأعشاب والكي نظرا لبعدهم وعدم تمكنهم من زيارة المستشفيات و المستوصفات في المحافظة وكذلك معرضون للبرد والحر لاسيما وأن بهم كبار في السن وصغار والتقلبات الجوية في الصحراء العارية غالباً ما تتعبهم وتعرضهم للمخاطر.
مواقع النشر (المفضلة)