السلام عليكم ورحمة الله ،،،
انصفوني ، أي اعطوني من انفسكم النصف كالذي تستحقونه أنتم . وكم يصعب على النفس أن تتنازل عن النصف من حقها، بل تراه تنازل عن مكانتها ومنزلتها إذا الإنصاف هو المحك الحقيقي للأخلاق
الإنصاف مع النفس وهذا هو أهم شيء ، فمتى كان الإنسان منصفاً مع نفسه سيصبح منصفاً مع الآخرين
وكم تحتاج نفوسنا إلى الإنصاف ، الإنصاف في طاعة الله سبحانه وتعالى ومحبته وشكره ، ولو كان الإنسان
منصفاً مع نفسه في الله سبحانه وتعالى لمتلىء قلبه وجوانحه وحياته بالله سبحانه وتعالى ، ويكفي أنه جعلك
مسلماً فهذه نعمة لا تعد ولا تحصى ، الإنصاف مع النبي صلى الله عليه وسلم ونتيجة هذه الإنصاف حتماً
ستكون محبة النبي عليه الصلاة والسلام والإقتداء به ومحبته في الوقت الذي نرى كثير من الناس صرف المحبة
ظلماً وعدواناً على النفس إلى أشياء أخرى من الناس أو الأموال أو الدنيا الفانية .
الإنصاف مع الوالدين ، مع أن الإنسان لايمكن أن يؤدي حقهما ولكن لابد أن يحاول أن يكون منصفاً بطاعتهما
بالتصدق عنهما ، بحبهما ، وكم ننسى والحياة تغمرنا من فوقنا وتحتنا حقهما والدعاء لهما .
الإنصاف مع قضايانا الكبرى ، فحينما كنت مسلماً يعني أنك بنعمة الله وحده اصبحت لبنة في البناء الإسلامي وعضواً في الجسد الإسلامي ، وكم يؤسف أن هنالك من الناس من يتضجر من ذكر أحوال المسلمين وكم ننساهم من دعائنا في الغيب ، والإلحاح في الدعاء ، وكم ننساهم والتصدق لهم من أموالنا التي هي رزق من الله سبحانه وتعالى ، ومن يتعذر بأن الصدقة لاتصل فهذا غير صحيح
فهنالك العديد من المؤسسات من توصل الصدقة.
الإنصاف مع الزوجة ، وهذا باب واسع ، فارتفاع حالات الطلاق ووصولها إلى أرقام عالية جداً كله بسبب عدم الإنصاف ، والإستحواذ على الحقوق ، وبسبب المزاج أو بسبب الحالة الإجتماعية أو بسبب ضعف المرأة في الدفاع عن حقها يلجأ الزوج إلى ظلم زوجته ووعدم الإهتمام بمشاعرها ، والبعض ينظر أنها مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوة ، وكم من زوجة تقع على هامش الحياة في ظل زوجها !
الإنصاف مع العلماء والدعاة ، ومن الأشياء التي تؤلم ، هو تهجم بعض الناس على العلماء أو على الدعاة والشروع في ذكر عيوبهم والتحذير منهم ، ولو كان هنالك شيء من الإنصاف لكان مثل ما قال ابن تيمة رحمه الله تعالى"إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر , وبر وفجور , وطاعة ومعصية , وسنة وبدعة , استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير , واستحق من المعاداة والعقوبة بحسب ما فيه من الشر " في الوقت الذي نسمع الكثير من الناس لايمكن أن يذكرون خيراً واحداً لعالم أو داعية في بلاد من بلاد المسلمين !!!
الإنصاف مع الأعداء : سئل علي رضي الله عنه عن الخوارج : أمشركون هم ؟ قال رضي الله عنه من الشرك فروا . فقالوا أمنافقون هم . قال إن المنافقين لايذكرون الله إلا قليلا (لأن الخوارج يشدون على أنفسهم في العبادة)فقيل ماهم يا أمير المؤمنين . قال رضي الله عنه أخواننا بغوا علينا ، هذا المثال وحده يكفي لبيان العدل والإنصاف مع العدو مع أن الخوارج حاربوا وقاتلوا علي بل قتلوه رضي
الله تعالى عنه .
إذاً الإنصاف أيها الناس .
والله أعلم
مواقع النشر (المفضلة)