[align=center]اهمية الوفاء بالوعد :
الوفاء بالوعد لازم لسعادة الفرد بل والمجتمع البشري وثقة الناس بعضهم ببعض وانتظام امور
حياتهم ومعايشتمهم وحصول التعاون بينهم ويتأكد لزوم الوفاء بالوعدإذا ترتب
على اخلاقه اضرار بالموعود والوفاء بالوعد والصدق فيه من اخلاق الانبياء
والمرسلين ومن الاخلاق التي دعت اليها الشرائع الربانيه كلها وقد لثنى الله
تعالى على إسماعيل بأنه كان صادق الوعد فقال تعالى (واذكر في الكتاب
إسماعيل إنه كان صادق الوعدوكان رسولا نبيا وكان يأمر اهله بالصلاة
والزكاة وكان عند ربه مرضيا )
وصادق الوعد هو الذي يكون عازما على الوفاء منذ إعطائه الوعد ويظل
حريصا على ذلك مالم يمنعه مانع من التنفيذ يعذر به وخلف الوعد رذيلة تجلب
لصاحبها المقت والامتهان وقد عد النبي صلى عليه وسلم خلف الوعد من
علاقات النفاق فقال ((ايه المنافق ثلاث : اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا
اؤتمن خان ))
وقد جعل الإسلام الوفاء بالعهد من لوازم الدين فقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد و ابن حبان في صحيحه من حديث أنس رضى الله عنه : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " . والآيات في ذلك كثيرة معلومة وكذا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ومن فعله وكذا فعل الصحابة رضى الله عنهم أروع مثال في الوفاء بالوعد وإبراره .
إذا تبين هذا فليعلم ما أصيب به الكثير في هذه الأزمان وللأسف الشديد من إخلاف الوعد وعدم الوفاء به و الواجب على العاقل اللبيب أن يفي بعهده وإن حصل له ما يمنع من وفاءه أن يقدم الاعتذار لمن وعده قبل ذلك ويستبيحه ، إذ أن الموعود قد ينتظر وقد يلغى بعض أعماله وبعض ما كان به مرتبطاً بناء على هذا الوعد الذي لزمه .
فإذا لم يحضر ذلك الواعد فقد يصيب عري الثقة والمحبة ما يصيبها من الخلل وكذا ضياع الوقت وبعض المصالح مع ما قد يحصل من زرع العداوة والبغضاء . فعلى هدا يجب على المؤمن أن يفكر قبل أن يعد سواء كان كذلك في زمن معين أو جهد معين أو مال معين أو غير ذلك حتى يفي بوعده لأنه إذا وعد فقد أعطى بوعده ذلك وثيقة يجب عليه أن ينفذها وينهض بتبعاتها وأن يلزم نفسه الفاء بها .
ولنتدبر قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ [ (الصف : 2-3) . [/align]
مواقع النشر (المفضلة)