آخر المشاركات

مكتب استخراج تصريح :.:.: تغريدة البجعة :: كاجو: تطبيق ثوري لإنشاء المحتوى والربح منه! :.:.: تغريدة البجعة :: المحامية رباب المعبي : سعدت بالحصول على الشهادة المهنية في المجال الاعلامي :.:.: تغريدة البجعة :: المحامية رباب المعبي : سعدت بالحصول على الشهادة المهنية في المجال الاعلامي :.:.: تغريدة البجعة :: الاعلامية البندري تركي تغطي حفل توطيد العلاقات بين سفارة النرويج وسفارة اليابان :.:.: تغريدة البجعة :: الاعلامية البندري تركي تغطي حفل توطيد العلاقات بين سفارة النرويج وسفارة اليابان :.:.: تغريدة البجعة :: الحلقة السادسة من تراثيات حديثة مع البندري تركي و صالح الشويرخ تاريخ حي الوشام :.:.: تغريدة البجعة :: الحلقة السادسة من تراثيات حديثة مع البندري تركي و صالح الشويرخ تاريخ حي الوشام :.:.: تغريدة البجعة :: تستطيع الحصول بطاقات ايوا في السعودية :.:.: تغريدة البجعة :: مجموعة ديرتنتا لجميع أنواع التصاميم والطباعة والتعبئه في الامارات :.:.: تغريدة البجعة ::

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    عضو متميز جدا

    kermalk غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    7,502

    مقال يخط بماء الذهب * للقلوب التي تسكن فيها الاهات والحسرات‎

    مقال يكتب بماء الذهب


    الدكتور مصطفى محمود رحمه الله



    العذاب ليس له طبقة

    الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.

    و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون

    لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط

    و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به،

    يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.

    و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.

    و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة

    لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.

    و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.

    و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.

    كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق.

    و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.


    فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر..


    و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية..


    و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.


    إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب..


    و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.

    و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.


    و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.

    و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة

    فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر

    و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات..

    فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل..

    يتجرع منه كل واحد كأسا وافية

    ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات


    و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف..


    فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة

    و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله..


    و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال..


    و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.
    .


    أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة..

    فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم..

    و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة

    لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان

    و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم..

    ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين

    و يرهل أبدان المسرفين..

    و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة..

    و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود..

    يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق..

    يوم لا تنفع معذرة..

    و لا تجدي تذكرة.

    و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما


    يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا،

    فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن..


    بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.


    أما أهل الغفلة


    و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض،


    ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.

    فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.

    (من روائع دكتور مصطفى محمود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وغفر له)


  2. #2
    مشرف

    همّام غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    المشاركات
    8,012

    فعلا المقال من أروع المقالات
    رحمه الله وغفر له

    وشكرا لك أخي كرمالك

+ الرد على الموضوع

المواضيع المتشابهه

  1. درر خطت بماء الذهب
    بواسطة kermalk في المنتدى المنتـدى الـعــام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 13 Jan 2011, 06:43 AM
  2. النصائح التي تخط بماء الذهب
    بواسطة kermalk في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمنقولة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23 Aug 2009, 05:11 PM
  3. مقال عن مستشفيات الشماليه المفروض يكتب بماء الذهب
    بواسطة مراسل الموقع في المنتدى المنتـدى الـعــام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 28 May 2009, 03:32 AM
  4. وصية حكيم تستحق أن تكتب بماء الذهب
    بواسطة الناقد بالحق في المنتدى المنتـدى الـعــام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09 Oct 2008, 03:59 AM
  5. كلمات لو خطت بماء الذهب ما وفتها من الجمال والروعة.
    بواسطة الناقد بالحق في المنتدى المنتـدى الـعــام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17 Apr 2008, 03:26 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك