[align=center]يا أيها الأعضاء ........ ليسد بيننا الخلق الجميل !!!!!!!!!

أيها السادة الكرام

في منتدانا الطيب

بعد السلام

وفائق الاحترام

مساء الخير

ثم أما بعد :

من القضايا المهمة التي نبه الله عليها في غير ما آية في كتابه ، قضية العفو والصفح ، ومقابلة الإساءة بالإحسان

، وعدم مقابلة السيئة بسيئة مثلها ، ولكن مقابلتها بالحسنة والصفح الجميل ، ويلزم من ذلك لاشك التنفير والتحذير

من مقابلة السيئة بمثلها .

ومن الآيات التي تحدثت عن هذا الموضوع ما جاء في سورة يوسف عليه السلام عندما قال لإخوته: ( لا تثريب

عليكم اليوم يغفر الله لكم ) فإن إخوة يوسف عليه السلام فعلوا معه الأفاعيل، وارتكبوا في حقه عدداً من الجرائم

التي كانت سبباً فيما حصل له من الابتلاءات، ومع ذلك عندما آثره الله عليهم، ومكنه منهم، ورفعه عليهم، عفا عنهم

، بل ودعا لهم بالمغفرة زيادة على ذلك .

وكذلك أمر الله بذلك في آيات كثيرة كقوله لنبيه عليه الصلاة والسلام : ( فاصفح الصفح الجميل ) ، وقوله : ( ادفع

بالتي هي أحسن السيئة ) إلى غير ذلك من الآيات .

وكذلك الأمر في السنة المطهرة ، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، بل جاء في شمائله صلى الله عليه وسلم :

( أنه كان لا يجزي بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ) ، ( وأنه لم ينتقم لنفسه قط ، لكن لله ) ، وكذلك ما جاء في كتب

السيرة من أنه عليه الصلاة والسلام عفا عن أهل مكة عندما مكنه الله منهم وقال لهم : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .

إن القرآن العظيم ، والسنة المطهرة ، ما اهتما بهذه القضية ، إلا لأنها قضية مهمة ، يترتب عليها من الفوائد ،

والمصالح الشيء الكثير .

إن التعامل بهذه النفسية ـ نفسية العفو والصفح ـ مما ينبغي لكل مسلم أن يتعامل بها .

وهل يكون اطمئنان القلب ، وسلامة الصدر ، والراحة النفسية ، إلا مع التعامل بهذه النفسية ؟؟ وهل يكون الإتلاف ،

والاجتماع ، وعدم التشتت والافتراق ، إلا مع التعامل بهذه النفسية ؟؟ وهل تؤتي الأخوة ثمارها ، ويقوم بنيانها ،

وتتوطد أواصرها ، إلا مع التعامل بهذه النفسية ؟؟ وهل ينجح العمل ، ويكمل النقص ، إلا مع التعامل بهذه

النفسية ؟؟

نعم إن كل ما سبق لايتم التوصل إليه ، ولا إلى غيره من الأعمال ا الناجحة ، إلا إذا تعامل الناس بمثل هذه

النفسية ـ نفسية الصفح والعفو ، ومقابلة الإساءة بالإحسان ـ ، ولايمكن أن يجتمع الناس إلا إذا تعاملوا بمثل هذه

النفسية التي رغب فيها القرآن غاية الترغيب ، وتمثلت في حياة الأنبياء واقعاً عملياً .

إن العاملين بحاجة إلى أن يعاملوا الناس جميعاً ، وإخوانهم في الميدان خصوصاً بمثل هذه النفسية الطيبه ، التي

لاتفكر بالانتقام بتاتاً ، وتضع لها قبل التفكير فيه عقبات كأداء يصعب تجاوزها ، ومفازات مهلكة يُهلك قبل

الخروج منها .

إننا بحاجة إلى أن نردد مع المقنع الكندي قوله :

وإن الذي بيــني وبين بني أبي .......... وبيـن بني عـمي لمخـــــــتلف جـدا

إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم .......... وإن يهدموا بيـتي بنـــيت لهم مجدا

ولا أحمل الحقد القــديم عليهم .......... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا


نعم إن تلك النفسية البغيضة التي ترتضي الانتقام طريقاً وسبيلاً ، وترى مقابلة الإساءة بالإساءة حلاً ، ليست مؤهلة

للقيام بأعباء التربية ، وليست صالحة للمؤاخاة الحقة ، وليست جديرة بأن تحتل القيادة في الخير ، وقديما قيل :

لايحمل الحقد من تعلو به الرتب .......... ولا ينال العـــــــلا من طبعه الغضب

إن الأفهام تختلف ، والآراء تتباين ، والاجتهادات لاتتوافق ، لأن الناس لم يخلقوا بتفكير رجل واحد ، ولا باجتهاد

رجل واحد ، وما لم نتعامل بنفسية الصفح والعفو ، والتي يتفرع عنها احترام وجهات النظر ، إذا لم نتعامل بذلك فلن

نفلح في توحيد الصف ، ورأب الصدع ، والتكاتف على الخير …


وتقبلوا تحياتي [/align]