طمع ابن ادم من رجال ونســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـاء


واحد كان يتدرب مع زوجته على الغولف، ضرب الكرية ضربة قوية فتجاوزت الملعب وكسرت زجاج نافذة فيللا قريبة واخترقتها ... تشاوروا مع بعض وقرروا أنه من باب اللياقة والأدب لازم يروحوا يعتذروا من أصحاب الفيللا ويدفعوا تكاليف إصلاح الأضرار ... كلهم ذوق ... طبعا ناس لطفاء وكلاس من مستوى لعيبة الغولف!
طرقوا الباب ففتح لهم رجل متوسط العمر، تبدو عليه الأناقة وآثار النعمة، ويبدو أنه كلاس أكثر منهما ...
قالا أنهما جاءا ليعتذرا عن كسر الزجاج وعن الاستعداد لدفع التكاليف ... إلخ، لكنه بحركة رشيقة من يده قطع استرسالهما في الاعتذار ... أشار بيده إلى فازة صينية طولها متر ونص ... ويبدو أنها من النوع الذي يساوي مئات الآلاف ... كانت مكسورة، تتناثر قطعها على الأرض، وبجانبها كرة الغولف ...
قال الرجل: لا تعتذرا ... بل أنتما تستحقان الشكر، ولا أعرف حقا كيف سأشكركما! أنا يا سيدتي وسيدي مارد من الجان كنت محبوسا في هذا القمقم منذ عشرين ألف سنة، وأنتما خلصتماني من هذا الحبس ... واعترافا مني بالجميل سأنفذ لكما ثلاث طلبات ... اطلبي يا ستي. طلبت السيدة كل ما خطر ببالها من مجوهرات ومعاطف فراء وثياب ومال وغيره وغيره ... اطلبي كمان يا ستي! قالت: أعجز عن طلب المزيد ... طيب اطلب يا سيدي! ... طلب الرجل كل ما يخطر بالبال من قصور وسيارات رولزرويس وأستون مارتن وخيول وأراضي وعقار مال ... حتى عجز عن طلب المزيد ... قال المارد: حاضر، اعتبرا كل طلباتكم قد تمت! لكن بقي أمنية ثالثة ... فهل تسمحان لي بها؟ طبعا من باب التهذيب سمحا له ... قال: من عشرين ألف سنة وأنا محبوس في ذلك القمقم، لم أر أو ألمس أي امرأة، فهل تسمح سيدتي بالصعود معى إلى الدور الأعلى ساعة واحدة فقط؟ تطلع الزوجان ببعضهما، وبدا عليهما الخشية من أن رفض طلبه قد يجعله يرجع عن تنفيذ كل ما طلبا ... وايش فيها، كلها ساعة ولا من شاف ولا من دري!
صعدت معه السيدة إلى غرفة النوم بالدور الأعلى، وهات يا شغل حتى عوض حرمان العشرين ألف سنة في ساعة واحدة ... نزلوا دايخين ...
جلس بالصالون وأشعل سيجارا فاخرا، ووضع رجلا على رجل، وقال: هل لي يا سيدي أن أسألك كم عمرك؟
40 سنة، أجاب الرجل. وأنت يا سيدتي؟ قالت: 35 سنة ...
نفخ دخان السيجار ، وتابعه ببصره وهو يقول: كل هذا العمر ولسه بتصدقوا أن في مارد محبوس بفازة صينية؟