ما الذي ذاقه مصعب؟


قد يظن البعض أن الحديث عن جنة الدنيا هو الكلام عن الحدائق والبساتين الجميلة التي تجلب الراحة والأنس لكل من رآها..لكن هذه نظرة قاصرة وفهم محدود وتفكير دنيوي ما يلبث هذا التفكير أن يجزم صاحبه بأن هناك جنة حقيقية لهذه الدنيا غير البساتين والأنهار لأن الكل مصيره للفناء ومستقره ولاشك هو الزوال. فما ينفع المرء جمال الطبيعة وهو لم يؤمن برب البرية ؟ وما ينفعه حسن المظهر ولم يجتهد في صلاح المخبر؟ ولذلك فإن أتعس أهل الأرض هم الكفار، وأشقى الخليقة أرباب الأموال، إلا أن يسخروا ما عندهم في مرضات مليكهم. وعليه فإن جنة الدنيا تكمن في طاعة الله والتنقل في رياض العبودية وحدائق النفحات الربانية... دخل مصعب هذه الجنة فلم يقدر على مفارقتها وذاق الشدائد لأجل التلذذ بطعمها............ فدون الشهد إبر النحل ومن رام اللؤلؤ زج بنفسه لجج البحر.