أعلن أمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه أن مدينة جدة تعد منطقة موبوءة بحمى الضنك أسوة ببقية بلدان العالم الموبوءة التي تظهر بها الحالات على مدار العام وذلك وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن حي المصفاة "الكرنتينة" في جنوب جدة يعد من أخطر الأحياء من حيث تكاثر البعوض، يليه حي الهنداوية في المرتبة الثانية. وأشار فقيه في مؤتمر صحفي عقده أمس بحضور وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور يعقوب المزروع، ومدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور ياسر الغامدي ووكيل الأمين للخدمات الدكتور خالد عقيل وعدد من المختصين من الأمانة ووزارة الصحة إلى أن تكاثر الإصابات في جدة وظهور المرض يرجع إلى عدة أمور من أهمها حرارة ورطوبة مدينة جدة وكثرة الزوار وكثرة المشاريع تحت الإنشاء وعدم استكمال شبكة الصرف الصحي وكذلك عدم اكتمال مشروع خفض منسوب المياه الجوفية والأحياء العشوائية وقلة الوعي إضافة إلى أسباب لها علاقة بتغير المناخ العالمي.
وأضاف أن الاستراتيجية التي أقرتها الأمانة للمكافحة تتمثل في الحد من المخالفات وتطوير المسح والاستكشاف الحشري، مشيرا إلى الاستعانة بخبير من منظمة الصحة العالمية متخصص في برامج مكافحة البعوض أوصى بتنفيذ برنامج المكافحة المتكامل وتنفيذ عملية المسح والاستكشاف الحشري وتدريب العاملين في برنامج تدريبي أعد لذلك مدته خمسة أيام وتكثيف برامج التوعية.
وقال فقيه إن الأمانة نفذت دورتين حول التعامل مع حمى الضنك بواسطة خبراء من شركة سوميتومو اليابانية، فيما تمت دعوة أربعة من خبراء حمى الضنك من الوكالة الوطنية السنغافورية للبيئة بهدف تبادل الخبرات وفتح مجالات للتعاون، إضافة إلى التفاوض حول تأمين 30000 مصيدة للبيض بالشراء، والاستفادة من الشركات والمطبوعات الدعائية بعد ترجمتها إلى العربية وكذلك نقل خبراتهم من مجالات تقنيات المسح والاستكشاف وبرنامج المتطوعين.
وأشار إلى أن وفدا سيتجه خلال الأيام المقبلة إلى سنغافورة لبحث تجربتهم في مجال المكافحة. وأضاف أنه تم تشكيل 5 لجان لإدارة المشكلة وهي لجنة التوعية ولجنة المعلومات ولجنة عمليات المسح باستخدام نظام التوزيع الجغرافي لتحديد بؤر توالد البعوض ولجنة الشؤون القانونية والغرامات ولجنة المكافحة الكيميائية. وأشار فقيه إلى أن العمل يجري على ردم كافة المستنقعات فيما ستبقى مستنقعات أخرى يتعذر ردمها لكثرة ارتفاع منسوب المياه بها وأضاف أن العمل يجري على مشاركة القطاع الخاص في عملية تطوير المكافحة.
وذكر أن العمل يجري لزيادة مخصصات الإنفاق على المكافحة من 5 ملايين ريال إلى 20 مليونا.
وأوضح أن وزير الصحة الدكتور حمد المانع أبلغه مساء أول من أمس في اتصال هاتفي قلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الشخصي إزاء ما يحدث في مدينة جدة من إصابات بحمى الضنك، مطالبا أيده الله برفع تقارير عاجلة عن هذا الأمر. وأضاف أن لدى الأمانة رقابة لخطة الطفح في المجاري والتي ستكون على مدى الثلاثة أشهر المقبلة. وأضاف أنه لن يتم تفعيل دائرة الجزاءات ما لم يتم إيصال التوعية بشكل فعال حيث سيتم توجيه الإنذار لصاحب المنشأة أولاً ثم بعد ذلك تطبق الغرامات في حال عدم التجاوب.
من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي الدكتور يعقوب المزروع أن جدة سجلت في عام 1994 م 400 حالة لحمى الضنك، فيما كان يسمى المرض قبل ذلك بـ"أبو الركب" لكنه تلاشى ثم ظهر بعد مضي 12 عاما، مرجعا السبب إلى تغير الوضع السكاني للمنطقة واختلاف الوضع البيئي عن السابق. وأضاف أن هذا المرض لا يوجد له حتى الآن أي لقاح أو مصل.
وأوضح مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور ياسر الغامدي أن عدد المشتبه بإصابتهم بالمرض في عام 2004 م بلغ 567 حالة، منها 291 حالة مؤكدة فيما لقي اثنان حتفهما في نفس العام جراء إصابتهما بهذا المرض.
وفي عام 2005 م اشتبه في إصابة 662 حالة، تأكد منها 305 حالات، بينما لم تسجل أي حالة وفاة. وفي الشهرين الأولين من عام 2006م سجلت 277 حالة تأكد منها 143 حالة، ومات أربعة أشخاص فقط. وأشار إلى أن الجهود متضافرة من أجل القضاء على هذا المرض، وأن النتائج ستظهر بعد شهر من الآن.

م ط