كنت في ظهر أحد الأيام أتمشى .. لا تستغربوا لأن الجو في ذلك الظهر كان صحواً .. (( يعني لا تفهمون أني من صنف .. Gr)) وأنا أتمشى .. في شارع لا أدري أين نهايته إذ بي أرى شخص ما لم أره قط لأني في الحقيقة لم أر الحي هذا قط .. أقبلت إليه وسلمت عليه فسمعني وبعد أن سمعني قام علي وسلم لأنه كان جالس على (( ضفة الشارع ..!! )) " ولم يقم مجرد رؤيته إلي " , العجيب أن الجو ممتاز والشمس لم تكن حارة ولا الشعاع قوي , كان مرتدياً نظارة شمسية ,
هو : من الأخ
أنا : الراشد ( صعبة أقول اسمي الحقيقي !! )
هو : إلى أين ؟!
أنا : إلى فترة غير منتهية .
هو : هل أنت من هنا ؟!
أنا : نعم لكن ليس من هذا الحي .
هو : أريد أن أرافقك إلى الأخت فترة ؟!
أنا : ياااه ( الظاهر ما درس رياضيات ..!!) الفترة يعني مسافة أخوي !!
أنا : ما قلتلي اسمك ؟
هو : لازم !
أنا : تشرفنا أخ لازم !!
هو : أقصد لازم أقولك ؟!
أنا : والله إذا ودك .
هو : عبد الله .
مسكت به ومضينا في الطريق الذي هو يدلني فيه ونحن نمضي أحسست أنه تعبان أو به خلل لأن قواه تميل علي !!
قلت له : هل تحس بشيء
قال لا ولكن الشمس فيها حرارة قليلاً !!
أنا : لكن الجو زين !
هو : كيف لو أنك ترى مدينتنا في الليل كيف تأتي النجوم حول القمر وتبدأ بالالتفاف حوله وكأنه شيخ جامع أبناءه !!
أنا : عندكم قمر غير قمرنا !!
هو : وكيف لو أنك ترى الحدائق في حارتنا والنسيم العليل والرومانسية والجو الصحو !!
أنا : قطعت الحارة كله معك وما شفت إلا شجرة واحدة وبعد محترقة ومطفينه الإسعاف !!
هو : والدفاع المدني وشي شغلتهم !!
أنا : مو مهم الزبدة وين الوصف هذا اللي تصفه !!
تركت يده وبدأ يمشي وحده يتخبط في الأرض ويقول كيف لو رأيت الأنهار ... والخيرات .. والبحار .. والمنازل .. و...وو......و...وو...!!
عندها علمت أنه أعمى لم يرى في حياته شيئاً قط !! تبعته وحين أنزلت نظارته !! كما توقعت إنه أعمى ..!
السؤال / من أعطاه هذه البصيرة القوية التي جعلته يصف أشياء تفوق الخيل كــ الأنهار والحدائق .و.....و....
سبحان من يأخذ البصر ويعطي البصيرة !
الراشـــــــــــــــد
18/3/1427 هـ