[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أولاً: أشكر كل من سأل عني سواءً برسالة أو بإتصال أو بزيارة أو حتى بنفسه ..

:

.

.


إنه من الصعب علينا قبول وداع الأحبة وإكمال مسيرة الحياة بدونهم

قال بن عقيل – رحمه الله- "لولا أن القلوب تُوقن باجتماع ثانٍ لتفطرت المرائر لفراق المُحبين"

قبل يومين صعدت لمكتبة المنزل وأخذت أختار بعض الكتب وأخرجها خارج المكتبة إلى مكان جعلته للكتب التي سأقرأها في الأيام القادمة

فكانت تلك الكتب حوالي الأربعة عشر كتاباً


أذكر منها:

- حوار هادىء مع محمد الغزالي للدكتور سلمان العودة

- أنيس الجليس لـ علي صالح الهزاع

- نظرات في بعض الحكم والأمثال الشعبية للشيخ عبدالرحمن بن صالح البراك

- الغزو الفكري والتيارات المعادية للإسلام للدكتور عبدالستار فتح الله سعيد

- رواية ياسر للأستاذ / سهل الشرعان

- علماؤنا لـ فهد البدراني , فهد البراك

- الشباب والمزاح لفضيلة الدكتور عائض القرني

- مغامرات شرلوك هولمز لـ آرثر كونان دويل

- المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم لفضيلة الدكتور عمر سليمان الأشقر

ولكن كان أكثر هذه الكتب تأثيراً على مشاعري وملامسةً لها كان كتاب " رواية ياسر " وهي للأستاذ سهل بن رغيلان الشرعان مشرف مادة اللغة الإنجليزية برفحاء

كانت الرواية جميلة بجمال كاتبها

فكانت تدور حول شخصيات المراهقين وأثر الأصدقاء ودور معلم الحلقة فكانت شخصية معلم الحلقة الخيالية الواقعية مسماة بـ صالح الخالد ويكنى بأبي عبدالعزيز ..


ودوره التام في التربية والتطوير والمتابعة للطلاب ..

حينما بدأ الأستاذ سهل الحديث عن الحلقات تذكرت نفسي عندما كنت في الحلقة وكيف أنضممت إليها وماهي الأمور التي دفعتني إلى ذلك وماهي الأسباب التي جعلتني أتركها ..


فكنت أقرأ فيها ولا أنتبه حتى أجد نفسي في ماضي الحلقة ثم أعود للقراءة ..

حتى وصلت إلى اللقاء الأول بين طلاب الحلقة ومعلمهم فكان وصف المعلم بالقصة كما جاء في الرواية صفحة31 .

" وفجأة دخل شاب نحيف أبيض متوسط الطول ذو لحية رقيقة مسترسلة ليست بالقصيرة ولا الطويلة ولكنها -في نظر الأولاد- مهيبة, ثم توجه مباشرة إلى أحد السواري وصلى إليها مستقبلاً القبلة . كانت صلاته-في نظرهم- طويلة وهادئة وأيضاً كانت غريبة بعض الشيء.

إقترب أحد الأولاد وهمس في أذن ياسر:

لماذا ينظر للأسفل في صلاته "

ذلك الوصف الخيالي الوارد في القصة كان ينطبق بالضبط على معلمي في الحلقة إلى أن معلمي لم يكن نحيفاً كما ورد في الوصف بل كان:

- متوسط الطول

- أبيض

- ذو لحية ليست بالطويلة ولا القصيرة اطول من القبضة تقريباً

- هادىء

- مربي ناجح

- مبتسم

- جميل

والكثير من الصفات الإنسانية الإسلامية الحميدة .

معلمي هو الأستاذ / خالد بن إدريس الدرعان الخالدي - رحمه الله رحمةً واسعة وتغمد روحه بواسع رحمته -.

" لعل كثيراً من القرّاء لا يعرفونه لاسيما صغار السن .. وأعتقد بأن المطّلع على تاريخ الصحوة في رفحاء ليعرف حتى مولد خالد إدريس - رحمه الله تعالى- "


كنت شقياً و رافضاً فكرة الإلتحاق بالحلقة بل إني وعصبة معي نقطع الطريق على طلاب الحلقة مما يجبرهم على الذهاب للحلقة من الجهة الأخرى.كنت طالبا في الثالث الابتدائي او الرابع .

وكانت تصلنا تهديدات بين اليوم والآخر من معلم الحلقة .

إلتحق بالحلقة بعض من العصبة التي معي وما لبثنا حتى يجيؤن يبشرونا بما نالوه من رحلات وجوائز ..

كانت هذه الأخبار تشوّقنا للذهاب للحلقة فكنا نتواصل مع طلاب الحلقة في حفظهم وكنا دوماً نسألهم " ماذا حفظتم اليوم " ؟

إنشقّت عصابتنا في هذه الفترة إلى مجموعة من طلاب الحلقة وأخرى ممن آثرت الشارع على المسجد

كانت تأتينا الدعوات من الأستاذ على ألسنة الطلاب بالإلتحاق بالحلقة

في إحدى المرات كنا نقف في الشارع الآخر على غير المألوف ومر بنا شاب وتوقف عندنا بسيارته وكان ملتزم مبتسم جميل وسألنا عن أسمائنا فلما ذكرت إسمي زادت إبتسامته وسألني عن أخي الأكبر وأحواله
وتحدث معنا قليلاً عن الشقاوة وقطع الطرق ودعانا للإلتحاق بالحلقة وبشّرنا بالميّزات ثم شدد علينا بالإلتحاق بالحلقة وقال إن هناك رحلة قريبة إذا إلتحقتم بالحلقة سنأخذكم معنا وقبل أن يتحرك أرسل معي السلام لأخي الأكبر..


بلغت أخي سلام الأستاذ خالد وما قاله لنا عن الحلقة ثم بدأ أخي يحثني أيضاً للإلتحاق بالحلقة - وكانت هذه المرة بعد مراتٌ كثر قد كان مصيرهن الفشل-

بدأت الأفكار فعلاً تنساب الى أذهاننا بشكل جدي اكبر من ذي قبل..

بعد فترة قصيرة جداً إلتحقت بالحلقة وفعلاً كانت عالماً آخر بالنسبة لي ومن معي .فيها التنظيم والخلق والأدب والـتأديب الراقي ..


بدأنا الحفظ وسارت الأمور على ما يرام إلى أن بعض ممن كانوا معي قد تركوا الحلقة بعد أول رحلة !؟ ..


يسر الله لي أن أنهي جزء عمّ وبدأت بسورة البقرة بعد مشاورات طويلة مع الزملاء والأستاذ ..


كان الواجب هو سورة البقرة من الأية 1 حتى الآية 15..


حفظتها والحمدلله .. ولكن!!



في اليوم التالي لم يأتِ أحد ليسمّع لنا ؟




ما إن تأخر المعلم حتى هربنا من الحلقة إلى الشارع لنغتنم الوقت فالتسميع سيكون غداً أكيد..


لا أذكر كم يوم لم يأتنا أحد لأن الذاكرة لا تسعفني إلا في جزئيات من الماضي ..



ولكني أذكر أنه وفي أحد الأيام بعد إنقضاء الصلاة جاءنا إثنان من الملتزمين وجمّعونا " قسم الكبار من الطلاب+الصغار" إلى بعض على شاكلة النصف دائرة وكان الأول قائماً ويظهر أنه مستعجل والثاني جالس مكان المعلم ..



فقال القائم "شيء مما أذكر"

هذا معلمكم الجديد والذي حل محل الأستاذ خالد إدريس رحمه الله ..

( كان الأستاذ خالد -رحمه الله- يسكن قريباً من حارتنا وأعتقد بأن الرجل القائم لا يعلم بأننا لا نعلم بوفاته)


فسأله أحدهم " وين أستاذ خالد "


فأجاب بشيء من الدهشة " ما تدرون وما قال لكم الإمام ؟" ؟



فأجبنا بـ " لا "


قال "الأستاذ خالد إدريس صار عليه حادث وتوفى "



يا الله .. كم كانت صدمة لم ندركها إلا بعد أن عقلنا ..



بدأنا إكمال الحفظ مع معلمنا الذي لا أذكر أسمه حتى ولم يمض على تواجده أكثر من شهر حتى عادت الـ " شلة " إلى الشارع


أطلنا الجلوس في الشارع ثم إتجهنا إلى حلقة أخرى بحثاً عن خالداً آخر ..

ولكن لم يطل جلوسنا فيها .. فتركناها وعدنا إلى الشارع وإلى اللعب إلا أنا لا نقطع طريق مار ولا نؤذي سائر ولا نكسر زجاجة ..


عدنا إلى الشارع ولكنا لم نكن كما كنا قبل الحلقة ..


لقد تغيرناً ..




نعم لقد رحل خالد ولكنه بقي في قلوبنا ..


لا زلت حتى فترة قريبة عندما أرى أخاه ماجد أحاول أن أغيّر شكله إلى خالد وذلك لما بينهما من شبه بسيط ..



فأقوم ذهنياً بتبييض الوجه وتصغير الحاجبان وتقليل الشعر على الخدين و ... رسم الإبتسامة ...


فجائع الدهر ألوان منوعة **** وللزمان مسراتٌ وأحزان

وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ **** ولايدوم على حال لها شان

*يحدثني زميلنا الغالي في هذا المنتدى هبوب الريح ويقول شهدت الكثير من الجنائز في رفحاء ولكن كجنازة خالد ادريس لم ارى من ناحية كثرة الناس وحزنهم على المتوفى

كانت سبل الاتصالات ليست كوضعها الحالي فكان غالبا من يحضر الجنازة هم المغسل واهل الميت وبعض اهل الخير ولكن عند وفاة خالد ادريس غصت المقبرة بالناس وضاق صدر رفحاء بأهلها ..

مالذي جعل الناس تصر على حضور جنازته والصلاة عليه .. !؟


إلا شيء خفيّ ولكن كانت له أسباب ...



ماهي الاسباب ؟

هذا ما سيعرفه كل مخلص على رأس حلقة وكل حلقة تسير بتوفيق الله بلا رأس ..




يا أحبابي إني داعٍ فأمّـنوا ..




اللهم لك الحمد على ما أنعمت به علينا , من نعمك العظيمة وآلائك الجسيمة , حيث أنزلت علينا خير كتبت , وأرسلت إلينا أفضل رسلك , وشرعت لنا أفضل شرائع دينك وجعتلنا خير أمة أخرجت للناس
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك , بنو إمائك , نواصينا بيدك , ماضٍ فينا حكمك , عدل فينا قضاؤك , نسألك اللهم بكل أسمٍ هو لك , سميت به نفسك , أو أنزلته في كتابك , أو علمته أحد من خلقك , أو إستأثرت به في علم الغيب عندك
اللهم أغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ,ولنبيك بالرسالة , وماتوا على ذلك , اللهم اغفر لهم وارحمهم , وعافهم أعف عنهم , وأكرم نزلهم , ووسع مدخلهم , وأغسلهم بالماء والثلج والبرد , ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقا الثوب الأبيض من الدنس , اللهم وأنزل على قبروهم الضياء والنور والفسحة والسرور , وجازهم بالإحسان إحسانا , وبالسيئات عفواً وغفرانا , حتى يكونوا في بطوت الألحاد مطمئنين , وعند قيام الأشهاد آمنين , وبجودك ورضوانك واثقين , وإلى أعلى علوا درجاتك سابقين , برحمتك يا أرحم الراحمين
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .[/align]