[align=center]
::::

::::::

:::::::::



أبناء الشهداء قدموا للملك عبد الله وثيقة وفاء.. فذرف الدمعة




لم تكن لتفصل بين دمعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التي ذرفها مساء أول من أمس، وبين محجر عينه، سوى ابتسامة أطفال شهداء الواجب، الذين قدموا خصيصا لاحتفالية أهالي منطقة القصيم بالملك عبد الله، ليقدموا له وثيقة شكر ووفاء، أكدوا خلالها أنهم على العهد ماضون، وضد الإرهاب وحملة الفكر التكفيري مقاتلون. هذه اللوحة التاريخية، التي جسدها 15 طفلا، من أصل 116 طفلا وطفلة من أبناء شهداء الواجب، كانت كفيلة بإنزال دمعة الملك عبد الله بن عبد العزيز، ملك الإنسانية. دمعتان ذرفهما الملك عبد الله بن عبد العزيز، واستطاعت «الشرق الأوسط» منفردة أن تلتقطهما، بعدسة الزميل المصور خالد الخميس، الأولى: خلال مشاركته في مراسم تشييع جثمان الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، والأخرى على أرواح شهداء الواجب الذين قضوا في العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد منذ الثاني عشر من مايو (أيار) عام 2003. كلتا الدمعتين اللتين ذرفهما خادم الحرمين الشريفين، كانتا على أناس أفنوا حياتهم في خدمة دينهم ووطنهم، الأمر الذي يدلل على عظم مكانة شهداء الواجب في قلب الملك عبد الله، كما كان عظم مكانة الملك الراحل في قلبه، الإحساس الذي خوله للحصول على لقب «ملك الإنسانية»، بلا منازع. أطفال لا يتجاوز عمر أكبرهم الـ9 سنوات، قدموا بخطوات متسارعة نحو المنصة التي كانت تستريح بوجود ملك الإنسانية عليها، لم تكد تلك الخطوات تعرف طريقها إلى سلم المنصة، حتى وقف أبو متعب على قدميه، لاستقبالهم، حيث كان يرافقهم في ذلك المشهد اللواء خالد الطيب مدير شرطة منطقة القصيم، وعدد من مرافقيه. وفور أن استظل الأطفال الصغار بظل الملك عبد الله، حتى بادرهم بالتحية، وقبلهم واحدا واحدا، فمنهم من حيا خادم الحرمين الشريفين بطريقة عفوية، ومنهم من وقف بين يديه، ليتلو عليه عهد الوفاء، عهد مكافحة الإرهاب. زهاء العشر دقائق، هي المدة التي قضاها أبناء الشهداء بحضرة الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي قام بدوره بالاطمئنان على الأطفال الذين تيتموا نتيجة يد الغدر والخيانة، التي ضربت في عدد من الأرجاء السعودية، وذهب ضحيتها من ذهب من الأبرياء. ولم يكتف الملك عبد الله بن عبد العزيز، بالتطمينات التي بثها أطفال الشهداء، عن أوضاع عائلاتهم بعدما فقدت عائليها، وأخذ يسأل اللواء الطيب وقبله الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم، عن الأوضاع المعيشية لذوي الشهداء، والذين توليهم الحكومة السعودية رعاية خاصة، وذلك بعد أن ساهموا بشكل كبير في دحر الجماعات المسلحة الإرهابية داخل البلاد. ولم تنته القصة عند هذا الحد، فقبيل مغادرة أبناء الشهداء المنصة، توجت ملحمة الوفاء والشكر، بصورة تذكارية، جمعت الملك عبد الله بأبناء شهداء الواجب، قبل أن يذرف خادم الحرمين الشريفين الدموع حزنا على الشهداء الذين سقطوا في العمليات الإرهابية التي ضربت بلاده، وعطفا على أولئك الأطفال الذين تيتموا بدون ذنب لهم، سوى أنهم كانوا أبناء أولئك الشهداء.[/align]