قال لي : قلب شريط المواجع ، ولذ صمتا عند أبواب الجوامع ، حيث خلف كل باب قصّة... رواية ... أنباءُ حياةٍ قطعتها نهاية كل مخلوق ، بعد أن أمضى حياةً في حلم ضائع .

أجبته : ياصديقي ! قد قلبت الشريط ، فإذا بمقاطع الألم قد انهملت عليّ بغزارة الامطار مشاهد محفوظة في قلبي ووجداني ولبّي ، ذلك القلب القاسي كقساوة الحجر ؛ بل أشد ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ) .

ماأقسى هذه القلوب التي نحملها ، نأتي إلى الصلاة كسالى ممسوخين من نعمة استحضار العظمة ، ومحرومين من لذة الخضوع لله - سبحانه وتعالى - ، ثمّ نصلي كخُشُبٍ مسنّدة ، أجسادٌ بالكاد تحمل نفسها من الفتور ، أما الأرواح والقلوب فقد رميناها ككرة البولينج نحوَ أهدافٍ مَيتة ، نعم ... قلوبٌ تخفِق تُرمَى لتضرب أحلاما وسرابا ، رهان خاسر ، وثمن بخس ، وصلاة ليس لنا من راحتها وقيامها نصيب .

تنقضي الصّلاة لتنقضي معها الأحلام المزيفة ، فيتجه المنادي للباب ، الذي لم يُطرَق ليفتحه ، ولكنه يُفتَح - رغما عنا - لتتلاشى أحلامنا نهائيا ، فتشخص أبصار المصلين إلى جثّة ملفوفة بالأكفان ، يصفع سكونها كل من أسكرته هذه الحياة ، وفُتِنَ بنورها ولذّة ضوئها ، لكنها صفعة!! ... وهل تؤثر صفعة بحجر ؟!!!

نكبّرُ الأربع ثمّ نسلم اليمين ، ونخرج من الجامع إلى الحياة مرة أخرى ، حيث الفرص الضائعة ، والأحلام الزائفة ، والآمال التي تتساقط مع مرور الأيّام كأوراق الخريف الجافّة ، ولكن الحجر يُكتب عليه ، وقد كتِبَ عَلى قلوب أهل النّهى : مَتى سنصبح خلف الباب ؟؟

اللهم ياحي ياقيوم أحيي قلوبنا بالإيمان والقرآن ، وأحسن خاتمتنا . آمين